* سيدتي: كان للصباح طعم يختلف عن كل الصباحات.. طعم يحمل الحب والسعادة.. ففيه بدأت قصة حبي.. قابلت أجمل فتاة رأتها عيني في إحدي وسائل المواصلات وأنا متوجه إلي عملي حيث أعمل في الاجازة الصيفية في قرية سياحية. شاء القدر أن تسألني هذه الفاتنة- من دون كل الناس- عن تلك القرية.. هنا بدأ الحوار.. تعرفنا ببعض و اكتشفنا تقاربا في الاهداف التي تسعي إليها وفي طريقة تفكيرنا وكأننا شخص واحد.. عرفت منها أنها حاصلة علي مؤهل فوق المتوسط منذ عام وتأكد لي أن بيننا شبه تكافؤ في التعليم.. حيث أنني في السنة النهائية بمعهد عال.. والفارق ليس كبيرا.. ثم كانت المفاجأة التي لم أتوقعها والتي فسرت بعض الغموض في لقاءاتنا.. فتاتي مخطوبة منذ سنتين. وقعت في الحيرة فهل أقطع علاقتي بها كرجل شرقي لايقبل خيانة رجل آخرأم لا؟ بعد تردد وتفكير عميق قاطعتها لفترة طويلة.. اتصلت بي وعاتبتني علي ابتعادي.. أخبرتني أنها ما خطبت إلا تحت ضغوط من أسرتها.. صدقتها وتأكدت من صدقها.. وعدت أحلم بها من جديد تملا حياتي ومستقبلي وأتمني أن تصبح زوجتي التي أسعد بها. قررت مساعدتها وعدم التخلي عنها بعد الانتهاء من دراستي.. قضيت معها عاما ونصف العام.. صرنا عقلا واحدا وروحا متآلفة.. تأكدت من صدق مشاعرها تجاهي.. واتفقنا ان تصارح أمها بحبنا. جاء رد الام بالرفض النهائي لتلك العلاقة.. انها ليست علاقة عادية.. أنه الحب.. لم نيأس أخبرت خطيبها بشكل غير مباشر عن رغبتها في الانفصال.. تمسك بها أكثر وأعلن شدة حبه لها.. بعد ذلك انقطعت عنها فترة قصيرة لانشغالي بامتحانات آخر العام.. ثم عدت أبحث عن حبيبتي فلم أجدها.. لقد تزوجت هذا الشخص للأسف. منذ تلك اللحظة وأنا دائم التفكير.. مر علي زواجها ستة أشهر. العذاب يقتلني.. اشعر بتأنيب الضمير.. لقد تخليت عنها.. ماذا أفعل لو قابلتها مصادفة كما عرفتها صدفة؟ أنني أخط لك رسالتي بعواطف وأحاسيس متداخلة. أستحلفك ان تقرئي رسالتي وأن تترفقي بفتاتي.. الامتحانات اقتربت ولا استطيع تحصيل دروسي.. التفكير فيها يعذبني بل كاد يقتلني. * عزيزي: تلعب الصدفة أدوارا في حياتنا.. فقد تجمع بيننا وبين كثيرين.. فتتهيأ الظروف.. تقربهم منا وتقربنا منهم.. قد يكون هذا الشخص صديقا أو حبيبا.. ثم قد تتغير هذه الظروف التي جمعتنا كشأن كل المتغيرات وتمضي بنا الحياة كل في طريقة فلا نلتقي ولا يكاد يسمع أحدنا عن الآخر مرة أخري.. وهذا ما حدث معك فلماذا تسلم باليأس والاحباط؟! إنكما كشخصين التقيا في محطة القطار تجاذبا أطراف الحديث.. جمعهما إعجاب متبادل.. ولكن الظروف حكمت بأن تكون تلك العلاقة عابرة فما إن يصفر القطار حتي يسلم كل منهما علي الآخر وينتقل لمكان جديد ومحطة مختلفة. يا صديقي لقد انبهرت بجمالها وتمنيت أن ترتبط بها. فحق عليك قول أبو نواس: تمت وتم الحسن في وجهها فكل شئ ما عداها محال. وهذا خطأ.. المفروض أنك حين علمت أنها مخطوبة لآخر أن تسارع بالابتعاد عنها فورا كما فعلت علي ألا تعود.. حتي وإن اتصلت بك وعاتبتك تسألني ماذا تفعل إن قابلتها صدفة؟ اضحك.. نعم اضحك ملء قلبك الاخضر البرئ هذا علي حب مبتسر ولد ليموت.. وتذكر ان هناك نوعين من الفتيات والسيدات النرجيسات لايهمهن شئ إلا الاحتفاظ بمن يطرب أذانهن بحلو الحديث والغزل.. لعلها وبعد ان تمسك بها خطيبها وأعلن شدة حبه لها.. عدلت عن رأيها فيك وقالت عصفور في اليد خير من طالب لم ينه تعليمه بعد ارح ضميرك من ناحية فتاتك فهي بخير وسعادة.. وقد تلقاها صدفة مع طفل جميل.. ابتعد عنها وتذكر انها ملك لرجل آخر رفضت ان تخونه وهي خطيبته فلا تجبرها علي خيانته وهي زوجته.. وإن حاولت الاتصال بك كن حازما في ردك فالعلاقة قد انتهت ولم تكن حبا.. مجرد اعجاب شديد ورغبة في تملك هذا الجمال الفتان فقط.. انتبه لدروسك وأشكرك علي ثقتك بي فقط عليك بالانتهاء من دراستك كي تحقق أملك في مستقبل مشرق.. حتي يكون الغد أجمل إن شاء الله.