نشأ "الصديقان" في بيئة متوسطة الحال بإحدي قري مركز القناطر قليوبية فالأول والده عامل بسيط بأحد مصانع القطاع الخاص وله 4 أشقاء وشقيقات و"الثاني" له شقيقان ووالده مزارع أجير يكسب قوت الأسرة يوماً بيوم.. جمع البؤس وشظف العيش وقلة ذات اليد بين "منصور" الذي فضل في البداية الخروج من جعبة الفقر والحاجة وتعلم مهنة القيادة واستخرج رخصة "سائق" و"محمد" الذي آثر العمل كميكانيكي في إحدي الورش الخاصة بإصلاح السيارات.. بعد أن فشلا قسرياً في التعليم. تعرف منصور علي أحد أصدقاء السوء بمنطقة القناطر الذي أقنعه بالسير في طريق الشيطان وزين له أن مهنته كسائق وحدها لا تكتفي واستدرجه تدريجياً لتوزيع الكيف علي أصدقائه من السائقين من متعاطي المخدرات مستغلاً عمله كسائق لسيارة ميكروباص وروحه المرحة التي ساعدته في استقطاب والتعرف علي كثيراً من السائقين وأيضاً الركاب من أصحاب الكيف.. لعبت الفلوس في يد منصور واستمر في طريق اللاعودة حتي سقط في قبضة رجال المباحث ليحال لمحكمة الجنايات ويعاقب ب 6 سنوات سجناً. بينما لحق به "محمد" في السجن بعد سقوطه أيضاً في قضية اتجار مخدرات وحصل علي عقوبة مماثلة.. ولعبت الصدفة في ان يجمعهما سجن وعنبر واحد كما جمعتهما قرية واحدة.. في السجن توطدت علاقاتهما ورسما معاً طريقهما في عالم الإجرام بعد الخروج من محبسهما.. ورغم ان "محمد" استغل ثورة يناير وحالة الفوضي الأمنية وهرب من السجن.. إلا أن منصور قضي فترة عقوبته كاملة وبعدها خرج للنور.. التقيا الاثنان معاً بعد هروب محمد وقضاء منصور لعقوبته في قريتهما بالقناطر.. ومن المفروض ان يرتدعا بسنوات السجن ويبحثان عن عمل شريف لتوفير قوت يومهما خاصة بعد أن ذاقا مرارة السجن إلا أن الشيطان زين لهما سوء أعمالهما.. ولم يقتنع "محمد" بهروبه من السجن أو "منصور" بقضائه العقوبة وسارا معاً علي درب الشيطان الذي زين لهما المال الحرام. جمعهما الشيطان علي مائدته مرة أخري ولكنهما فكرا في نقل نشاطهما بعيداً عن القناطر وما حولها إلي منطقة الجيزة حيث الزحام الشديد والزبائن "السقع" ليتوهوا في زحام الجيزة وبعيداً عن أنظار المباحث بالقليوبية بعد ان أصبح لكل منهما سابقة وتاريخ إجرامي في المخدرات.. اتفقا صديقا الليمان والقرية ان يمارسا نشاطهما في تجارة الصنف في منطقة العجوزة بالجيزة وحصلا علي كمية من الهيروين لتوزيعها علي المتعاطين من أولاد الذوات بالمنطقة.. قبل وصولهما للعجوزة كانت قد وردت معلومات للإدارة العامة لمباحث الجيزة تفيد بقدوم منصور ومحمد لمنطقة العجوزة وبحوزتهما كمية من مخدر الهيروين.. فقام الضباط بتقنين الإجراءات والحصول علي إذن من النيابة بضبطهما وتفتيشهما لضبط ما بحوزتهما من مواد مخدرة. بالفعل كان موعد تسليم الشحنة بميدان سفنكس بأول شارع أحمد عرابي لأحد عملائهما.. وانتظرتهما قوة من ضباط المباحث وألقت القبض عليهما أثناء نزولهما من سيارة ميكروباص وتم ضبط كمية من المخدر منها 69 تذكرة هيروين مع "منصور" و5 تذاكر مع "محمد" ومبلغ 85 جنيهاً. تم إحالة المتهمين إلي محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمود سامي كامل التي قضت بمعاقبة كل منهما بالسجن المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه ليدفعا ثمن سيرهما في طريق الشيطان.. ويتم الزج بهما داخل الزنزانة ليعودا إلي حياة الظلام مرة أخري.