ما حدث في لجنة مدرسة طلعت حرب بالجيزة من محاولة 20 تلميذا بالإعدادية اغتصاب مراقبة اللجنة وردود الفعل بعدها.. جريمة جنائية وأخلاقية وتربوية وإدارية. لن أتوقف كثيرا أمام كونها جريمة جنائية مخلة بالشرف منصوصا عليها في قانون العقوبات. ولا أمام كونها جريمة أخلاقية لأنها بالفعل تنسف الأخلاق والقيم.. ولكني أتوقف وأنا مصدوم أمام كونها جريمة تربوية وأمام توابعها الإدارية التي يندي لها الجبين: * أولا.. لأنها جريمة تربوية.. فإن هناك أسئلة تلطم الجميع: 1- كيف وصل تلاميذ في الشهادة الإعدادية هم في حكم الأطفال لا تتعدي سنهم 15 عاما إلي التفكير في الهجوم علي أستاذتهم وتمزيق ملابسها ومحاولة اغتصابها جماعيا؟؟.. كارثة..!! 2- كيف جرؤ هؤلاء الأطفال علي فعل ذلك؟؟.. هل لأنهم تربوا في بيئة قذرة ولم يربهم أولياء أمورهم؟؟.. هل لأنهم تربية وجيل فيلم "حلاوة روح"؟؟.. فليفرح النحانيح والتلاقيح وإفراز كل قيح الذين ملأوا الدنيا صراخا علي حرية الرأي والتعبير بسبب منع عرض الفيلم..!!! 3- كيف بلغ الغل لديهم والانتقام من أستاذتهم بعد منعهم من الغش في امتحان الدين هذا الأسلوب الحقير والمتدني..؟؟ 4- هل هؤلاء أطفال مصر الذين سيكونون غدا شبابها وفي المستقبل رجالها ومسئوليها؟؟.. يبقي العوض علي الله. * ثانيا.. التوابع الإدارية للجريمة مخزية وجريمة أخري: 1- رئيس اللجنة حاول "الطرمخة" علي الجريمة والتهوين منها وهو بذلك وفي حكم القانون يغطي علي جناية وعلي مجرمين مما يستوجب محاكمته جنائيا. 2- مدير الإدارة كان ألعن ويستحق نفس المحاكمة.. فقد اتبع ذات الأسلوب وزاد عليه أن أهان وهدد الشهود.. قال لإحداهن: "أنتم في الكُنيسة - بضم الكاف وفتح النون وتشديد الياء - مش في الزمالك".. وقال أيضا لها "اسكتي أحسن علشان سمعتك ماتتلطش".. يا خبر اسود.. ثم شهد زورا حيث نفي تماما لمديرية التعليم حدوث أي شيء في اللجنة وأن كله تمام التمام ولولا أن المديرية أرسلت في اليوم التالي لجنة متميزة إلي المدرسة وتأكدت من حدوث الجريمة لضاع حق الأستاذة وأفلت المجرمون. 3- كيف سمحت الإدارة عند توزيع المراقبين أن يكون 70% منهم "سيدات وآنسات"؟؟.. وإذا كان معلوما أن الطالبية من المناطق الخطرة فكيف يوزعون مراقبات علي لجانها..؟؟ مديرية التعليم اتخذت إجراءات إدارية قوية ورادعة تجاه مدير الإدارة ورئيس اللجنة.. ولكن تبقي الحقيقة المرة.. هناك اغتيال للأخلاق والقيم والتربية.. وأيضا للنظم الإدارية. الأمر يحتاج إلي دراسات وافية علي كافة المستويات دينيا وتربويا وثقافيا ونفسيا وإداريا وجنائيا والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ وبمنهج واجب التطبيق.. غير كده.. انتظروا الكثير من "جيل حلاوة روح".. وفلوس اللحم الرخيص.