تستعد الحكومة حالياً للانتهاء من الموازنة الجديدة للدولة التي سيبدأ العمل بها اعتباراً من أول يوليو القادم.. ومن المنتظر أن يصل دعم الخبز والسلع التموينية فقط إلي حوالي 40 مليار جنيه.. نصفها تقريباً يصل إلي مافيا أصحاب المخابز والبقالين وشركات بطاقات التموين الذكية.. بينما يحصل محدودو الدخل علي باقي قيمة الدعم بطلوع الروح! صحيح أن طوابير الخبز انتهت إلا أن ألاعيب أصحاب المخابز لا تنتهي أبداً.. فبعد أن كانوا يكتفون بتهريب الدقيق فقط في الماضي.. الآن دخلوا عصر التكنولوجيا وأصبحوا يتلاعبون بالماكينات والبطاقات الذكية ويستخدمون "الفلاشات" لضرب "السيستم" وتحقيق مكاسب بملايين الجنيهات.. وفي نفس الوقت يقومون ببيع الدقيق في السوق السوداء وذلك في غياب شبه كامل من مفتشي التموين.. بينما تحاول مباحث التموين بامكاناتها المحدودة مواجهة هذا التلاعب وبالفعل يسقط كل يوم العديد من أصحاب المخابز متلبسين بالتلاعب في الماكينات الذكية.. والبعض الآخر وخاصة في المحافظات الإقليمية يتعمدون تعطيل الماكينات للتعامل بالنظام اليدوي.. منتهي الفوضي والفساد! وفي محلات البقالة التموينية يفرض البقالون سلعاً معينة علي المواطنين و"اللي مش عاجبه" ليس له دعم!! لقد أعلن د. خالد حنفي وزير التموين أن الوزارة تقوم بصرف سلع مجانية لمحدودي الدخل بقيمة تصل إلي 6 مليارات جنيه سنوياً وهو انجاز طيب بالفعل ولكن هناك تساؤلاً: لماذا لا يتم اعطاء هذه المليارات لأصحاب البطاقات التموينية نقداً في أيديهم ونترك لهم حرية شراء السلع سواء من البقال أو المجمع الاستهلاكي أو السوبر ماركت.. وبذلك نقضي علي اسطورة البقال التمويني الذي يكسب مبالغ طائلة من أموال الدعم..! نحتاج قرارات ثورية لتحقيق الهدف الذي نحلم به منذ عشرات السنين "توصيل الدعم لمستحقيه" ولن يتحقق هذا الحلم إلا من خلال الدعم النقدي.. لنصبح مثل كل دول العالم لا نشتري الخبز بالبطاقة.. ونخلق التنافس بين أصحاب المخابز لانتاج رغيف خبز جيد وبسعر مخفض حتي يقبل عليهم المواطنون للشراء منهم.. وتتفرغ وزارة التموين للرقابة وضبط الأسعار. لقد أحدث د. خالد حنفي بالفعل التغيير عندما طبق منظومتي الخبز والسلع التموينية فتم توفير الخبز بدون طوابير وأعطي للمواطنين سلعاً مجانية كل شهر لأول مرة . نريده أن يستمر في إحداث التغيير للأفضل ولا يترك المنظومة في أيدي أصحاب المخابز أو البقالين.. نريده أن يحرر المواطنين من جبروت الخبازين والبقالين.. وأن يحقق الحلم الذي فشل كل وزراء التموين في تحقيقه "توصيل الدعم لمستحقيه" فهل يفعلها وزير التموين؟! الأيام القادم ستجيب عن هذا السؤال؟!