للإعلام تأثير قوي علي المجتمع ويفوق تأثيره الكتب والمحاضرات.. ومن هذا المنطلق انشيء الإعلام المحلي ليؤدي دوراً هاماً من خلال الصحف أو القنوات وكان الغرض منه في المقام الأول.. القضاء علي المركزية.. والاعتناء بالمحافظات البعيدة عن القاهرة وقضاياها التي تغيب في زحام مشاكل العاصمة.. ولكنه سرعان ما غاب وهمش لأسباب لا تغيب عن المتابع له.. من أسباب غيابه.. العامل الاقتصادي الذي يؤثر تأثيراً مباشراً علي صدور تلك الصحف الاقليمية لأن الإشراف عليها والتمويل غالباً ما يكون من فرد متحمس للفكرة أو له غرض ما فينشئ الجريدة ثم تختفي فجأة مع وجود العثرات المادية.. هناك أيضاً عدم تبني المؤسسات الكبري لتلك الصحف سواء بتدريب كوادر لها حتي تتحول لصحيفة محترفة.. مع طغيان المركزية التي هي موروث مصري قديم فالعاصمة السياسية تتحول لعاصمة اقتصادية وإعلامية وكل شيء. عن دور الإعلام المحلي وتأثيره في تنمية الوعي السياسي كان لقاء صالون المساء في كلية الآداب جامعة المنيا بتنظيم خاص من المركز الإعلامي بهيئة الاستعلامات محافظة المنيا وبإشراف ورعاية وإدارة الكاتبة منال الصناديقي مديرة المركز وبدعم من د. وفاء ثروت أستاذ الإعلام بكلية الآداب. افتتح اللقاء الدكتور أحمد فاروق الجهمي عميد كلية الآداب مرحباً بالصالون وضيوفه من طلاب الجامعة الذين امتلأ بهم مدرج طه حسين حتي آخره في ظاهرة جميلة ورغبة أكيدة للمشاركة مع كوكبة من كبار الأساتذة من أقسام كلية الآداب منهم د. مبروك جاد المولي.. د. وفاء ثروت.. د. علاء إسماعيل.. د. فايز عبدالحميد.. د. محمد العربي.. ومشاركة من الأديبة ابتسام الدمشاوي.. بالاضافة لعدد من المعيدين والمدرسين بأقسام اللغة العربية وقسم الإعلام.. نظم اللقاءوشارك فيه قنديل أبوبكر.. وحمدية عبدالرحمن من موظفي المركز الإعلامي. تحدث الحضور حول هذا الموضوع وتشعبوا منه لعديد القضايا التي تشغل رأي الشباب الذين شاركونا في إثراء الحوار ومنهم: ليني محمود.. أحمد علي محمد.. نجوي محمد.. فاطمة سعد.. مصطفي يحيي.. وفاء محمد علي.. أحمد مصطفي ماجد فوزي.. وغيرهم حيث قالوا: د. أحمد فاروق الجهمي: تعد كلية آداب المنيا من أعرق الكليات الاقليمية وأقواها وهي تعمل دائماً علي تبني القضايا الهامة كقضيتنا تلك ونشكر "المساء" لهذا الدعم بالحضور وتكبد مشقة السفر إلينا فهذا دورنا للنهضة بالعقول الشابة لتوعيتهم بقضايا وطنهم.. فالشباب نبض المجتمع والإعلام هو المحرك الأساسي لقضايا المجتمع والعمل علي إثراء فكره.. الإعلام هو الذي يخرج شعوباً مثقفة أو شعوباً مغيبة عن كل ما يدور حولها.. الإعلام هو الوسيلة الفعالة في كل المجتمعات ويستمد نجاحه من مصداقيته.. ولابد له أن يكون موضوعي ومحايد وأن يغلب مصلحة المجتمع علي مصلحة أفراده ممن يقومون عليه.. هذا الدور الذي يسعي لتكوين الوعي السياسي والمشاركة السياسية في أفراد المجتمع والذي بات ضرورة أن يتثقف سياسياً. فالسياسة جزء من الثقافة العامة للمجتمع وهي التي تضع الأطر التي تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.. أيضاً تمثل مجموعة قيم وسلوكيات ومعارف سياسية لأفراد هذا المجتمع.. ومن هنا لابد من تشجيع الصحافة والإعلام المحلي الذي يهتم بعديد من القضايا المحلية وتنمية دوره ودعمه. منال الصناديقي: علاقتنا بالشباب علاقة وثيقة واهتمامنا الأساسي ينصب علي توعية الشباب بدوره تجاه مجتمعه وإحساسه بالمسئولية تجاه هذا المجتمع ليتعامل بايجابية وثقافة مع قضاياه.. وبث روح الولاء والانتماء للوطن لا لشخوص بعينها وهذا لن يتأتي إلا ببث القيم والثقافة وروح التعاون والعمل المثمر والوعي السياسي وهذا كله يصب في الإعلام الذي هو وسيلة التعبئة لأي فكرة. د. مبروك جاد المولي: لابد من مراعاة الخطاب السياسي والديني في وسائل الإعلام سواء كان محلياً أم مركزياً.. لأن القضايا التي تطرحها الساعة خطيرة جداً وان لم يواكبها خطاب متجدد فقدت حلقة الوصل بين المجتمع والإعلام والسؤال هل لدينا هذا التطور في الخطاب الإعلامي؟ د. علاء إسماعيل: السؤال الحقيقي هنا: هل إعلامنا حر.. وماذا يريد إعلامنا من الشعب المصري.. القضية أخطر من الخطاب والرؤي القضية قضية ضمير فهل هو متوفر في هذا الإعلام؟! لبني محمود: لماذا لا تتبني المؤسسات الصحفية الكبري الصحف المحلية وتنشر أهم القضايا التي تنجح فيها كشكل من الدعم.. وربما لو تم الاعتناء بالصحف المحلية تمكنا من رد الغزو الثقافي لأننا نواجه الفكر بفكر. وإنما تترك الأقاليم وتكون الرعاية للعاصمة فقط حتي الإعلام المركزي يكاد يكون موجهاً لها. وكيف نواجه هذا الطوفان من تعدد وجهات النظر دون وعي سياسي وقانوني والإعلام الحالي لا يقدم هذا. نجوي محمد: هل هناك حقاً إعلام معارض.. أو إعلام محايد.. في تصوري الإعلام كله موجه.. ليس هناك حرية حقيقية وإعلامنا يخضع في كثير منه للأهواء للأسف. فاطمة سعد: يتبني الإعلام الفلسفة السلبية.. فمتي يتغير الإعلام.. نحن الشباب وصلنا لحالة يأس من عدم وجود الفرص لنا في الإعلام ولا توجد أماكن للتدريب فأين ومتي وكيف يأتي دور الراعي لنا في ظل الوساطة والمحسوبية؟! مصطفي يحيي: السؤال: هل مازال هناك قارئ للصحف المحلية أو حتي الصحف الكبري أنهم يفقدون القراء بعدم المصداقية في كثير من الأحيان والإصرار علي آليات عقيمة انتهي العمل بها منذ زمن طويل فمتي تتغير؟ وفاء محمد علي: التخطيط بدون تنفيذ.. أو التتنفيذ بدون تخطيط.. عبث هذا الإعلام الفاقد الذي لا يتحري الحقيقة!! أحمد مصطفي: أين دور الجهات الرقابية في نشر فكر الإعلام الفاشل.. لابد من جهات رقابية جادة تراقب ما يبث للمواطن من سموم وأكاذيب.