تتبع مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية قيام تنظيم منشقي القاعدة "داعش" بتوظيف وتسييس الحديث النبوي الشريف المتعلق بمعركة "آخر الزمان" وتنزيله علي الحرب التي يشنها التحالف الدولي علي التنظيم باعتبار أنهم الفئة المنصورة في الحديث. ويزيدون علي ذلك بتحديد مكان المعركة الفاصلة في بلدة "دابق" شمالي سوريا التي ذُكرت في حديث نبوي ورد في صحيح مسلم حول معركة "آخر الزمان". وأكد المرصد في تقريره التاسع عشر أن الحديث الذي تدلل به داعش الإرهابية علي مزاعمها الباطلة. مذكور في صحيح مسلم تحت عنوان حديث "الأعماق" وجاء فيه: "لا تقوم الساعة حتي ينزل الروم بالأعماق أو بدابق. فيخرج إليهم جيش من المدينة. من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصافّوا. قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً. ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله. ويفتتح الثلث. لا يفتنون أبدًا. فيفتتحون قسطنطينية". وأشار المرصد في متابعته البحثية لمزاعم داعش أن هذا الحديث دأبت التنظيمات التكفيرية علي توظيفه وتسيسه للحصول علي المشروعية والدعم وتجنيد المقاتلين. باعتبارهم الفئة الثالثة التي ستفتح قسطنطينية. متجاهلين التاريخ الصحيح الذي يكشف أن قسطنطينية قد فُتحت من قبل. إضافة إلي عدم وجود آية قرآنية أو حديث نبوي يشير إلي فتح روما في آخر الزمان علي يد تنظيم داعش الإرهابي. حيث فتحت الروم قديمًا في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم. وقد تنبأ النبي بفتحها قبل أن تشتد شوكة الإسلام.. واختتم مرصد التكفير بيانه بالتأكيد علي أن تنظيم "داعش" يقتطع حديث الأعماق من سياقه. ويلوي عنق النص كي يوافق هواه مؤكدًا أن تنظيمات العنف والقتل هي تنظيمات إرهابية تبحث عن شرعية دينية تضمن لها البقاء والانتشار والاستمرار.