سيدتي: اعرف انك لن تقبلي كلامي وقد سبق وأرسلت بجريدة أخري وقام بتعليق مفاده انني كافرة وفي النار ولكنني أكتب لكم لعلكم تجدون أي حل غير أن أقتل أبي ليس لأنني خائفة عليه ولكن لأنني خائفة أن أترك أبنائي بدون أم بعدما أصبحوا بدون أب والسبب جدهم هذا الشقي التعس لا سامحه الله أبداً. المشكلة أنني سيدة عمري 28 عاماً تزوجت من رجل لا أريده غصبني عليه أبي لأنه يعمل معه وأصبح شريكه في الورشة ولهذا غصب علي أنه الأجدر لي فأنا بنت وحيدة ولذلك لابد أن يؤمن حياتي وهذا رجل يكسب جيداً.. تغاضي عن فرق المؤهل فأنا جامعية وزوجي إعدادية ولكنه قال التعليم لن يجعل بطنك شبعانة ووافقت فلا حيلة لي وأمي لا تستطيع أن تنظر إليه لا أن تعارضه ومنذ تزوج عليها لمرتين والعلاقة بينهما منقطعة.. وبعد زواجي أنجبت ثلاثة أطفال كان كل همي أن أربيهم جيداً ولكن فرصتي كانت ضعيفة أمام عصبية أبوهم وشجاره معي الدائم.. ثم مؤخراً عرفت أنه تزوج عليَّ من سيدة مطلقة وتكبرني بسنوات وعندما تكلمت قال أمامك الباب يفوِّت الجمل وخذي أولادك معك ثم بدأ يمد يده عليَّ ويضربني أمام العيال.. وعندما طلبت من أبي التدخل رفض.. وهذا طبيعي فهما مثل بعضهما لا يحترمان المرأة.. وعندما زادت إهانته لي غضبت عند أمي وجاء ليأخذني وقام بضربي أمام أبي الذي لم يتحرك ولم يقل له حتي لا.. سيدتي لقد كرهت أبي بعد هذا اليوم وكرهت زوجي أكثر ولا أعرف ماذا أفعل لا أستطيع أن أكمل مع هذا الرجل ولا أن أعود لأبي فهما بالنسبة لي وحوش لابد أن تموت أرجوك لا أريد أن أكون مثل أمي منكسرة بائسة.. أرجوك سيدتي ساعديني. عزيزتي: دمرتي حياتك بيدك فقط حين استسلمتي لرغبة والدك المحمومة في تزويجك بمن يشبع بطنك.. منطق الجهلاء الذي فكر به ونسي أن هناك أشياء أهم من شبع البطن وهي المودة والرحمة التي حرمت منها مع رجل لا يعرف إلا نفسه كوالدك وزوجك اللذين لا يعرفان إلا رغباتهما فقط حتي أن زوجك عندما رغب في طردك طالبك باصطحاب أولادك معك وهذا يدلل علي أن الأمر بالنسبة له ليس الزواج بالمعني الذي يجب أن يكون وإنما مجرد امرأة.. اتفق والدك مع زوجك في طريقة التفكير ومنهج الحياة وتلك كارثتك لأنك صدقت علي هذه الطريقة بالموافقة والسلبية التي تعاملت بها مع نفسك.. عموماً الأمر الآن لا يحتمل التوبيخ فما حدث قد حدث بالفعل وربما كان عليك التفكير بطريقة أخري وهي أن تسألي نفسك هل من الممكن أن تكملي مع رجل كهذا؟ الحياة دائماً تحتمل تغيير الاتجاه في أي مرحلة وأي وقت المهم دراسة طريقة التغيير وكيفيته.. بمعني هل تجدين القدرة علي تحمل المسئولية لو تركت هذا الرجل؟ هل تقدرين علي أن تكسبي ما ينفق عليك وعلي أبنائك وهل سينفق والدهم عليك حال طلاقك؟ كلها أسئلة مهمة ويجب أن تجيبي عليها لأن الأمر لن يحتمل المزيد من التجارب القاسية ومعك ثلاثة من الأطفال.. ادرسي واقعك ولا تحيليه لسخط علي والدك وكراهية له.. ولا تكوني مثله هو جني عليك وأنت تجنين علي أولادك.. هو اختار زوجك وأنت اخترت أباهم!! المشكلة والضحية ليس أنت ولا معك المشكلة الاختيار الخاطيء والضحية الأبناء.. فكري بشكل هاديء ومنظم كيف تعيشين وكيف تنفقين علي أولادك واعلمي أن هذا الأسلوب في التربية وهو ضرب الأم وإهانتها والحياة مع رجل الزواج بالنسبة له علاقة جنسية وأكل وملء بطن أمر في منتهي الخطورة لأنه سينتج ثلاثة أبناء شائهي النفس وهذا يعني ثلاثة أسر مدمرة نتيجة التربية التي لا تتم علي أي أساس إنساني. كما قررت الاستسلام لقرار والدك غير المدروس.. عليك الآن بتغيير مسار حياتك واتجاهه واعتقد انك مؤهلة وتستطيعين العمل.. التعب المادي والفقر أفضل من الفقر النفسي ومعاملة الحيوانات.. التي تأكل وتضرب.. وهناك حيوانات تدلل.. يا عزيزتي الحل ليس كراهية والدك أو تكفيرك الحل في كيفية البداية لحياة أخري سارعي بالتفكير.