حسن جمعة الشاذلي سيظل علامة بارزة من علامات الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم خاصة.. لانه تاريخ كبير في دنيا الساحرة المستديرة علي مر العصور ورغم ان الراحل العظيم كان لاعباً في النادي العمالي العريق نادي الترسانة الكبير الا انه ظل نجماً متألقا في الملاعب منذ اوائل الستينات حتي اعتزل الكرة في منتصف السبعينات.. وهو الهداف الأول للكرة المصرية حتي الأن لم يستطع اي لاعب تحطيم الارقام التي حققها مدفع بعد الظهر حسن الشاذلي حتي الآن.. كون مع رفيق عمره مصطفي رياض اطال الله عمره افضل ثنائي في تاريخ الكرة كان الاثنان عندهما الحلول السريعة في غزو مرمي أي منافس سواء أندية كبيرة أو صغيرة.. والشاذلي رحمه الله تاريخه ناصع البياض في عالم الكرة.. بدأ في الترسانة وانهي مشواره به.. بل ظل حتي اخر يوم من عمره مرتبطاً بناديه لم ينقطع عنه يوماً ولم يخرج إلا في اوقات قليلة منه ليتولي تدريب بعض الفرق في الخليج يذهب إلي ناديه يوميا.. وكان له مكان ثابت في مدخل النادي يلتف حوله الجميع ويبدأ حديث الذكريات.. وله مواقف عديدة مع ناديه في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المدربين لارقام كبيرة كان يتولي تدريب الترسانة بأي مبالغ تحددها الإدارة.. وكان له وقفات كبيرة مع ناديه في الظروف الصعبة.. في احدي المرات باع سيارته ال"128" ليقدم لناديه ثمنها من أجل فك الأزمة المالية.. وحصل يومها علي خطاب شكر من المهندس عبدالله وهبي سكرتير عام نادي الترسانة رحمه الله في ذلك الوقت. وللشاذلي قصص كثيرة في عالم الكرة اتذكر بعضها باعتباري واحداً من عشاق نادي الترسانة الكبير.. منها علي سبيل المثال عندما تم استبعاده بفعل فاعل من المشاركة في دورة طوكيو الاوليمبية عام 1964 وتم اختيار لاعب اخر مكانه لم ييأس الشاذلي اطلاقا.. بل كان الاستبعاد نقطة تحول كبيرة في تاريخه.. كان يؤدي التدريبات بمفرده باصرار وعزيمة وعقب دورة طوكيو كان الهداف الاول للكرة المصرية لمدة عشر سنوات متواصلة.. بل في موسم 1965 حصل علي كأس أحسن لاعب في المسابقة الكبري التي كانت تنظمها جريدة المساء وتربع علي عرش المدافعين حتي اعتزل الكرة نهائياً ثم عاد مرة أخري للملاعب لانقاذ الترسانة ومعه مصطفي رياض من الهبوط ثم رفض استكمال مشواره مرة أخري في الملاعب وفضل الاعتزال نهائياً.. واقيمت له ولمصطفي رياض مباراة اعتزال كبيرة امام النادي الاهلي ومنتخب الاندية ويومها سجل 3 أهداف جميلة وملعوبة وخرج العنوان الرئيسي للمساء في اليوم التالي الشاذلي طلقها بالثلاثة وواصل الشاذلي رحمه الله رحلته الكروية الكبيرة مع ناديه.. حتي اخر لحظة عندما ذهب لمشاهدة مباراة الترسانة والتأمين وبعدها كان حزيناً للتعادل.. ثم ذهب إلي منزله وفاضت روحه إلي بارئها بعد رحلة عطاء كبيرة في الملاعب المصرية. ولذلك كانت جنازته لائقة بما قدمه في كرة القدم اجيال متعاقبة شاركت في وداعه والشيء الجميل اصرار مجلس الإدارة بقيادة الصديق المهندس احمد جبر رئيس النادي علي خروج جنازته من ملعب كرة القدم الذي كان شاهداً علي تألق هذا العملاق وتذكرت يوم جنازته الأهداف الملعوبة والتصويبات القوية في هذا الملعب وقلت في نفسي يا سبحان الله هذه هي الدنيا الشاذلي الذي كانت تحمله الجماهير علي الاعناق في هذا الملعب تحمله ايضا إلي مثواه الاخير تاركاً تاريخاً كبيراً في عالم الساحرة المستديرة. والفقيد رحمه الله كان من ابرز نجوم التحليل وله قفشات كبيرة وفكر كروي ناضج في التحليل اكتسبه من خبرته الواسعة في اسرار اللعبة الشعبية الأولي. ولذلك لابد ان يكون لهذا النجم المرصع في سماء الكرة المصرية تكريم لائق باسمه كأحد العلامات البارزه للكرة المصرية قدم للفريق القومي وناديه كل الجهد والعرق والكفاح في وقت كانت كرة القدم هوايه خالصة والمبالغ التي كان يحصل عليها أي لاعب من أبناء جيله كانت بالقروش القليلة .. رحم الله حسن الشاذلي رحمة واسعة واسكنه الله فسيح جناته.