أثار إعلان السلطات السعودية بانتهاء العمليات العسكرية ل "عاصفة الحزم" في اليمن الجدل بين خبراء السياسة والعسكريين فالبعض يري أن العاصفة حققت أهدافها بعد نجاحها في تدمير مناطق تمركز الحوثيين وضرب مخازن الأسلحة والذخيرة مما أضعف قدراتهم العسكرية. فيما يري آخرون أن القرار ينتابه الغموض وهناك أقاويل عديدة أهمها أن عاصفة الحزم توقفت تحت ضغط أمريكي كما أن هذا القرار كان لابد أن يسبقه إعلان بالوصول إلي حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية. د.إكرام بدر الدين أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة يري أن الأعمال العسكرية تتم عندما يحدث فشل في الاتفاق السياسي ومن المفترض أن إعلان السلطان السعودية انتهاء عاصفة الحزم أن تكون قد حققت أهدافها والتي من أهمها تدمير مناطق تمركز الحوثيين ومواقع الأسلحة والذخيرة وخطوط الاتصال مما أدي إلي إضعاف قواهم وقدرتهم في الهجمات الإرهابية. أشار إلي أهمية أن تكون الخطوة التالية لإنهاء عمل عاصفة الحزم وتنفيذاً لقرارات مجلس الأمن أن يتم نزع السلاح من جانب الحوثيين وألا يكون لديهم سيطرة. أما ما يفترضه البعض من التفكير في التدخل البري فالأمر الآن بعد نجاح عاصفة الحزم لا يتطلب ذلك طالما أن قوات اليمن تستطيع أن تستكمل حماية المدنيين ومحاصرتهم فالحل التوافقي كان وجهة نظر مصر والعديد من دول التحالف. د.عبدالرحمن عبدالعال أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الجنائية أكد أن توقف "عاصفة الحزم" قرار محير فإذا كان الهدف منه تمهيد الطريق لتسوية سياسية للأزمة اليمنية سيكون قراراً "إيجابياً" لكن ما يتعلق بإطلاق إعادة الأمر فهناك تخوف لأنها قاصرة علي عدن فقط ولم تمتد لتشمل اليمن كلها فهذا هدف نوعي فهل هذا يمهد إلي انفصال اليمن إلي شمال وجنوب وتسكين الحوثيين في الشمال كقاعدة لنفوذ إيران في المنطقة؟! أكد أنه من المفترض أنه توجد مبادرات سياسية قبل وقف عاصفة الحزم لطمأنة الشعوب العربية. د.جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يري أن هناك غموضاً شديداً في هذه المسألة حيث يتردد أقاويل عديدة بهذا الشأن منها أن عاصفة الحزم توقفت بناء علي ضغط أمريكي خاصة بعد أن تحركت سفن أمريكية في اتجاه الخليج عند تحرك إيران والبعض يعتقد أن هذه الخطوة تمهيد لتدخل بري والآخر يقول إن عاصفة الحزم نجحت وهناك حل سياسي لإنهاء الأزمة. أكد العقيد نور الدين الخبير الأمني أن لكل حرب أهدافاً وأي حرب تتوقف بمجرد تحقيق أهدافها. فليس هناك حرب تستمر للأبد. وبالتالي فقد توقفت العمليات العسكرية لعاصفة الحزم لأنها نجحت في الوصول لأهدافها وضرب مخازن السلاح الخاصة بالحوثيين وتكسير الشوكة العسكرية لهم. أشار إلي أنه يتوقع أن تتفق القوي الوطنية في اليمن في الفترة القادمة وأن يخرج الحوثيون من العاصمة ويعودوا لأماكنهم.. وأكد علي ضرورة أن ينتبه اليمنيون لمصلحة بلادهم. العقيد حاتم صابر الخبير الأمني نجحت عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها وتطبيق نظرية فصل الرأس عن الجسد. وذلك من خلال ضرب مراكز القيادة والسيطرة التي يعتمد عليها الحوثيون مما أدي إلي شلل القوات الحوثية الموجودة علي الأرض. كما نجحت عاصفة الحزم في ضرب مخازن الذخيرة مما أدي إلي ضعف الحوثيين. ولذلك فمن المتوقع أن يتم إجراء مفاوضات لحل الأزمة سياسياً. اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي: لابد من إجراء حوارات بين القوي اليمنية والوصول لحل سياسي في اليمن يرضي جميع الأطراف ويهدئ الأوضاع.