في بيان لمركز بصيرة عن مؤشر الإرهاب في العالم سنة 2014. احتلت مصر الرقم الثالث عشر عالمياً. تسبقها روسيا في الرقم الحادي عشر. واحتلت العراق بتأثيرات ما بعد الغزوة الأمريكية المرتبة الأولي في العالم. الرقم يدعو إلي التأمل. وإلي تعبئة كل الجهود لحذف الإرهاب من قاموس حياتنا. وجعله من الماضي. من خصائص الشخصية المصرية أنها ترفض العنف. عمليات الاغتيال أو التدمير التي عاشها التاريخ المصري. اتسمت بالفردية. واتجه غالبيتها إلي الاستعمار الأجنبي. وحين لجأت بعض التكوينات المتطرفة إلي العمليات الإرهابية وسيلة لتحقيق أهدافها. فقد انتهت نتيجة هشاشة قواعدها إلي الإنهيار. حتي عادة الثأر القديمة تجد نهاية لها في مجالس الصلح. أو في حمل من يستهدفه الثأر كفنه للحصول علي عفو العائلة التي تبحث عن ثأرها. أعجب لمن يتخذ الإرهاب وسيلة للاستيلاء علي الحكم. أذكر الشائعة التي ذاعت قبيل إعلان نتيجة انتخابات الإعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق. تؤكد تأهب مئات المسلحين لاقتحام الوزارات والمؤسسات العامة. إن جاءت النتيجة لصالح شفيق. انعكست تأثيرات الشائعة في إغلاق معظم الإدارات الحكومية أبوابها قبل ساعات من إعلان النتيجة. وفي لزوم غالبية مواطني العاصمة بيوتهم. اتقاء الخطر لو جاءت النتيجة في غير صالح المرشح محمد مرسي. بصرف النظر عن جدية التهديد. فإن الشائعة التي أجيد تسريبها. طرحت منطقاً غريباً ومرفوضاً في العملية الانتخابية. الديمقراطية تمنح حق الترشيح لمن يجد في نفسه قدرات لتولي المسئولية. وتدفع الجميع مرشحين وناخبين إلي احترام المسار الديمقراطي. منذ بداية العملية الانتخابية حتي إعلان النتيجة. يصعب في المساحة المتاحة أن نعيد تفصيلات الأحداث. لكن الإرادة الشعبية اختارات التغيير في الثلاثين من يونيو. لتبدأ مرحلة جديدة في حياة بلادنا. تحاول تعويض ما فات. عشوائية القتل والتدمير تعكس المعني الذي حاولنا تناسيه عقب إعلان انتخابات الإعادة : مرسي أو الإرهاب. وهو معني تسلطي. يحاول أن يفرض بالإرهاب ما لم يتحقق بالعملية الانتخابية. لماذا نمنع الناس من ممارسة حياتهم؟ ما ذنب الساعين إلي الرزق حين يفاجئهم انفجار قنبلة في موقف مواصلات. أو علي قضبان قطار. أو أعلي كوبري؟ قد يكون الإرهاب وسيلة لإحداث الخوف. لكنه يباعد بين من اختاروا هذه الوسيلة وبين الحكم. كيف يكسبون التعاطف وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء؟!