الاحداث تتطور بشكل سريع جداً عند مضيق باب المندب بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر مما ينذر باحتمال وقوع تحرشات بين القوات البحرية المصرية والأمريكية من جانب. والبحرية الايرانية من جانب آخر. ففي الوقت الذي أعلنت فيه طهران أن قطعاً بحرية إيرانية توجهت أمس إلي مضيق باب المندب وخليج عدن بزعم حماية المصالح الايرانية وتوفير الممر الآمن لخطوط الملاحة الايرانية في المياه الدولية في مهمة قد تستمر لثلاثة أشهر تقريباً أعلنت قوات الحوثي المتمردة باليمن عن وجود صواريخ باليستية روسية- كانت ضمن سلاح الجيش اليمني التي استولوا عليها طبعاً- يمكنها تهديد الأراضي السعودية والقوات البحرية المصرية بباب المندب. ومنذ أيام أعلنت الولاياتالمتحدة عن وقوع احتكاك بين طائرة هليكوبتر أمريكية وطائرة مراقبة تابعة للجيش الايراني كانت علي مسافة 45 متراً فقط منها فوق مياه الخليج. التصريحات الايرانية والحوثية تدخل ضمن الحرب النفسية التي يمارسونها ضد قوات عاصفة الحزم المشاركة في انهاء احتلال الحوثيين علي السلطة في اليمن. خاصة أن هناك تصريحات مماثلة من المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد عسيري يؤكد فيها انه تم استهداف مواقع الصواريخ الباليستية لدي قوات الحوثي للمرة الثانية للتأكد من انه تم القضاء علي هذه الصواريخ والقواعد المنطلقة منها. كما تم استهداف الامدادات المتحركة من خارج المدن اليمنية إلي داخلها. وكذلك استهداف أي تحركات لميليشيات الحوثيين بطريقة مزدوجة من خلال اللجان الشعبية المدعومة من قوات التحالف العربي ومن القوات الجوية للتحالف. ويضاف إلي ذلك احكام الحصار البحري لكل الموانئ اليمنية لمنع وصول أي إمدادات للحوثيين عن طريق البحر. وكانت إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تتقدم بطلب لاجلاء رعاياها من اليمن لا قبل ولا أثناء العمليات الحربية لقوات التحالف. وهذا يعني- كما قال المتحدث باسم قوات التحالف- أن الايرانيين الموجودين باليمن هم من قوات الحرس الثوري الايراني وقوات حزب الله اللبناني الشيعي بهدف تدريب الحوثيين علي القتال وقيادة العمليات ضد قوات التحالف العربي إذا حدث تدخل بري. ولذلك قال العميد عسيري إن مصير هؤلاء وهؤلاء سيكون واحداً وهو القتل. المؤكد ان قواتنا البحرية الموجودة عند باب المندب علي درجة عالية من الجاهزية والاستعداد القتالي لمواجهة أي حادث طارئ أو أي استفزازات إيرانية. لانه لا مجال لمحاولة اختبار القوات المصرية في هذا الوضع وفي هذا المكان وفي هذه القضية. واعتقد أن هناك أوامر صارمة بضرورة الرد وبكل قوة علي أي تجاوز من أي قطعة بحرية لا تلتزم بالحصار المفروض علي الموانئ اليمنية أو تحاول استعراض القوة في هذ المكان. القوات المصرية هناك تعلم انها تدافع عن قضية عادلة وعن تاريخها العسكري الطويل والمشرف وهذا وضح تماماً عندما حاولت بعض القطع البحرية الايرانية الاستعراض في هذه المنطقة منذ أيام فتم التعامل معها علي الفور وفرت هاربة إلي حيث أتت.