وزير التعليم الفني والتدريب المهني د. محمد يوسف.. مسئول لا يزال علي طبيعته.. يتحدث طبقاً للواقع الذي يراه في مدارس هذا التعليم الذي يعاني من مشاكل مستعصية تحتاج إلي ثورة فكرية وإدارية وتدريبية. هذا الوزير أكد في حوار له مع احدي الفضائيات الخاصة ان أكثر من 50% من طلاب المدارس الثانوية الصناعية لا يعرفون الكتابة.. وان هذه النتيجة الصادمة جاءت بناء علي امتحان عملي لهؤلاء الطلاب. قال الوزير ان نسبة نتيجة امتحان الاملاء كانت مختلفة من مدرسة لأخري.. ففي بعض المدارس بلغت 60% وفي البعض الآخر 50%.. أي ان النسبة المشتركة في كل المدارس ان 50% لا يعرفون الكتابة. طبعاً.. هذه مصيبة كبري أن طلابا وصلوا إلي التعليم الثانوي وهم لا يعرفون الكتابة.. كما انهم يقرأون بعض الكلمات بالعافية.. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كيف نجح هؤلاء الطلاب في سنوات التعليم الابتدائي والاعدادي؟!! الإجابة سهلة وسريعة ويعرفها الجميع.. انهم نجحوا بالغش. الوزير قال انه بدأ باعداد الطلاب نفسياً لتعلم الكتابة باللغة العربية أولاً قبل أن يدخلوا في خضم المواد الأخري النظرية والعملية. بمنتهي الصراحة.. هذا الوزير شجاع.. تحدث عن المشكلة بواقعية ووصف العلاج الذي يراه من وجهة نظره بواقعية أكثر.. وهو ان تعطي الدولة حوافز للطلاب الذين يلتحقون بالتعليم الفني مثل إتاحة الفرصة لهم لاستكمال التعليم العالي في الجامعات بالإضافة إلي الحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه. كلام الوزير جميل ومعقول.. لكنه يحتاج إلي تشريعات رسمية مدعمة بميزانية مالية كبيرة من أجل تطوير المدارس والمعاهد وإنشاء مراكز تدريبية علي أحدث مستوي وإتاحة الفرصة للتدريب بمختلف المصانع والشركات. التعليم الفني.. يا سادة.. هو مفتاح التقدم.. وتعلموا من الدول المتقدمة.. ألمانيا واليابان ودول شرق آسيا وغيرها.. انطلقت إلي الأمام من خلال الصناعات الصغيرة التي انبثقت عن هذا التعليم. التعليم الفني يحتاج إلي حوافز حقيقية لجذب الطلاب إليه مثل مكافأة شهرية يحصل عليها الطالب الناجح طوال فترة دراسته وفتح مجال التدريب له في المصانع والشركات الكبيرة.. والأهم انه بعد تخرجه يحصل علي شهادة معترف بها محلياً ودولياً.. كما يحق له انشاء شركة للعمل والصيانة في المجال الذي تخرج فيه مثلا: توصيل وصيانة الكهرباء أو أعمال السباكة أو البناء أو النقاشة أو السيارات أو غير ذلك.. مع اصدار قوانين بإلغاء عشوائية "الصنايعية" "النص كم" الذين يعاني منهم المجتمع. كلمة هامة: مستقبل الاقتصاد المصري في تعليم فني متميز.