"مصرف خلف" من أطول المصارف الزراعية بمحافظة بني سويف ويخدم آلاف الأفدنة ويمر وسط قري ثلاثة مراكز.. مهدد بالانسداد بسبب الحشائش والمخلفات مما يؤثر علي الأراضي والتربة الزراعية نظرا لعدم قيام إدارة الصرف بقطاع الري بتطهيره. "المساء" التقت بعض المزارعين للتعرف علي حجم المشكلة. قال صديق صادق إن عملية الصرف الزراعي من أهم العمليات الأساسية التي تؤثر بالسلب وبالايجاب علي الإنتاج الزراعي. أضاف مثلا مصرف خلف يعد من أطول وأهم المصارف الزراعية بالمحافظة يبلغ طوله نحو 7 كيلو مترات فهو يبدأ من قرية ابشنا التابعة لمركز بني سويف ثم يمر بقري دنيل والبربج وبهبشين التابعة لمركز ناصر وينتهي عند قرية أبوصير الملق بمركز الواسطي فهو يخدم نحو 900 فدان وبالرغم من ذلك فإن مسئولي الصرف يتجاهلون تطهير نهاية المصرف بطول 2200 متر وهذا المسافة من بداية طريق البرج بهبشين حتي نهاية المصرف بزمام البرج ودنديل وابشنا مما ادي إلي تكدس الحشائش والمخلفات بالمصرف فحولته إلي غابة تسكنها الزواحف والحشرات. قال جمال طه محمد "مزارع من المتضررين" إننا نحارب سنويا مع مسئولي الصرف لتطهير المصرف بالشكاوي والاحتجاجات وخطابات رسمية صادرة من الجمعيات الزراعية التي يقع بزمامها المصرف توصي بضرورة تطهير المصرف لأنه يمثل كارثة حقيقية علي الأراضي والمحاصيل الزراعية ولا نجد سوي وعود زائفة من مسئولي الصرف!! تساءل جمال لمن نلجأ لانقاذ أكثر من 650 فداناً من الهلاك والدمار الذي يسببه ارتفاع نسبة الملوحة كالتربة نتيجة احتباس الأملاح والعناصر الضارة داخل التربة دون تصريف لأن الصرف هو المتنفس الحقيقي للتربة الزراعية. قال وليد سيد عبدالمجيد "مزارع" إن مشكلة نهاية مصرف أبوخلف مشكلة مزمنة لعدم اهتمام مسئولي الصرف به حيث قمت بإجراء مداخلة تليفونية ببعض برامج برامج قناة مصر الزراعية الفضائية مع وكيل وزارة الزراعة والري والصرف ببني سويف وعرضت عليهم المشكله والكل وعد بالحل خلال 48 ساعة والكلام ده كان في شهر ينايرالماضي!! وبالرغم من ذلك توجهت إلي مكتب مدير عام الصرف لمتابعة المشكلة ووعد أيضا بارسال الحفار صباح الغد.. وإلي يومنا هذا لم يتم شئ!! أشار محروس عبدالتواب "مزارع" إلي أن تراكم المياه ونمو الحشائش بكثافة عالية داخل المصرف أدي إلي انبعاث روائح كريهة وتكاثر للناموس والباعوض الذي يهاجم الإنسان والنبات وحتي الحيوان كما يتسبب في أمراض كثيرة. أضاف ان ارتفاع منسوب المياه بالمصرف يؤدي إلي صعوبة الوصول إلي اراضينا للقيام بأعمالنا الزراعية من حرث وحصاد نظرا لغمر جسري المصرف بالمياه. أكد وجيه عبدالحميد وعبدالحميد مسعود مزارعان ان مصرف خلف تركه مسئولو الصرف حتي اصبح في طي النسيان مما تسبب لنا خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية فالحشرات والفئران والزواحف تدمر المحاصيل وتأكل الاخضر واليابس خاصة محصول القمح قوت الفلاح وتهلك الذرة. يري سعد عويس ونادي عبدالحميد مزارعان ان عدم تطهير المصرف يؤدي إلي مشاكل كثيرة جدا منها ارتفاع نسبة الملوحة في التربة وبالتالي ارتفاع نسبة عدم الانبات للمحاصيل حيث تأكل الأملاح البذور قبل انباتها وحتي بعد انباتها حتي لو تم زراعتها أكثر من مرة واصبحت الاراضي مهددة بالبوار. أضاف أن ارتفاع منسوب المياه الراكدة عن سطح الأرض والمحملة بالأملاح الزائدة والمواد الكيماوية الضارة تتسرب إلي التربة وبالتالي تفقدها خصوبتها مما يؤثر علي الإنتاجية للمحاصيل. طالب عبدالباسط حسن وداود صادق مزارعان بسرعة تطهير المصرف بعد أن اصبح مصدرا للتلوث البيئي والزراعي بقيام بعض الاهالي بتفريغ خزانات الصرف الصحي الخاص بالمنازل بالمصرف حتي جرار الكسح الخاص بالوحدة المحلية بدنديل يقوم بالتفريغ نتائج الصرف الصحي بالمصرف!! أكد عادل عبدالتواب "مزارع" أن مسئولي الصرف ببني سويف فاحوا بإنشاء شبكة صرف مغطي بالمنطقة حديثة ولكنها اصبحت خارج الخدمة بعد انسدادها مما ادي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية داخل التربة. أصبحت اراضينا محاصرة بين شبكة الصرف المغلقة المسدودة والصرف المهمل!! علق صبري عبدالدايم مهندس زراعي علي ارتفاع نسبة الملوحة في التربة يقول إنها تتسبب في حرق جذور المحاصيل والنباتات نتيجة عدم التنفيس في التربة سواء داخل شبكة الصرف بتصريف المياه الزائده والمحملة بالأملاح والعناصر الكيميائية الضارة واختزالها في التربة وهذا ينعكس بشكل مباشر علي النبات.