منظومة الخبز الجديدة التي تبناها د.خالد حنفي وزير التموين منذ حوالي عام بهدف حل مشكلة الخبز وانهاء طوابير العيش وتوصيل الدعم الذي يصل الي 22 مليار جنيه الي مستحقيه نجحت بالفعل في القضاء علي طوابير العيش وتوفير الخبز للملايين من المصريين بالسعر المدعم 5 قروش للرغيف إلا أنها علي الجانب الآخر فتحت أبواب الفساد علي مصراعيها وتسببت في اهدار حوالي 12 مليار جنيه سرقها أصحاب المخابز تحت سمع وبصر الأجهزة الرقابية وزاد حجم الدعم الي أكثر من 34 مليار جنيه!! ومازالت سرقة أموال الدعم مستمرة حتي الآن سواء من أصحاب المخابز أو شركات البطاقات الذكية بينما وزارة التموين صامتة لا تتحرك لوقف هذه المهزلة الكبري. "المساء الأسبوعية" دخلت عالم المخابز المليء بالفساد والرشاوي والتقت مع عدد من أصحاب المخابز الشرفاء وكشفت بالمستندات مهازل يندي لها الجبين.. استطاع عدد من حرامية الدعم من أصحاب المخابز التلاعب بالماكينات الذكية واستخدام الكروت في تحقيق مكاسب هائلة خلال الشهور الماضية. اكتشفنا وجود مخابز مغلقة ومتوقفة عن العمل منذ 15 سنة ولكنها دخلت المنظومة في غياب أجهزة الرقابة واستطعت أن تحصل علي آلاف الجنيهات كل يوم دون أن تنتج رغيفاً واحداً. بينما هناك مخابز تنتج حوالي 80 ألف رغيف في ساعة واحدة علي الورق فقط لتحقق مكاسب تبلغ 10 آلاف جنيه في هذه الساعة!! شعبة المخابز بالغرف التجارية اعترفت بوجود تجاوزات كبيرة في منظومة الخبز أدت إلي إهدار مليارات الجنيهات.. مشيرة إلي أن الأجهزة الرقابية اختفت وتحالفت مع المافيا لتحقق هي الأخري مكاسب مالية ضخمة وكانت النتيجة في النهاية زيادة الدعم من 22 مليار جنيه إلي 30 مليار جنيه وهناك توقعات بأن يصل حجم الدعم في نهاية السنة المالية إلي أكثر من 36 مليار جنيه نصفها يذهب إلي حرامية الدعم!! يكشف ك. م صاحب مخبز بالساحل أن المنظومة الجديدة للخبز كانت في صالح الحرامية والبلطجية. بينما أوقفت حال الشرفاء.. مشيرا إلي أنه كان يعمل في مجال الخبز المدعم منذ سنوات طويلة وحتي عام 2000 ثم تنازل عن حصته من الدقيق المدعم ليعمل كمخبز سياحي وعندما بدأ تطبيق المنظومة تقدم بطلب إلي د.خالد حنفي وزير التموين للتحول من السياحي إلي المنظومة ووافق الوزير إلا أن مدير مديرية تموين القاهرة رفض!! أشار إلي أنه كمخبز سياحي يكلفه استخدام الغاز 20 ألف جنيه كل شهر. بينما في ظل المنظومة يتكلف ألف جنيه. مما اضطره إلي إغلاق مخبزه. كشف عن أن هناك مخبزاً متوقفاً عن العمل منذ 15 عاماً بشارع بحري الكراكون التابع لقسم الساحل مازال يحصل علي 24 شيكارة دقيق يومياً ويقوم بالتلاعب في الماكينات الذكية وضرب البطاقات وتحقيق مكاسب بالآلاف كل يوم. وفي نفس الوقت يبيع الدقيق بأي ثمن.. مؤكداً أن أجهزة الرقابة لا تستطيع دخول المنطقة بسبب استيلاء البلطجية عليها. يكشف صاحب مخابز بعين شمس أن وزير التموين أمر خلال هذا الشهر بإغلاق 4 مخابز لمدة شهر مع إلغاء الكارت الذهبي الخاص بها بصفة نهائية ونص القرار علي أنه لا تتم إعادة فتح هذه المخابز بعد انتهاء مدة العقوبة إلا بعد سداد كامل فروق الأسعار المستحقة عليها. وذلك بعد أن تبين أن هذه المخابز صرفت مبالغ مالية ضخمة دون وجه حق.. ورغم ذلك فإنه تم إعادة تشغيل هذه المخابز بعد 4 أيام فقط!! ويكشف صاحب مخبز ببولاق أبوالعلا بالمستندات عمليات التلاعب التي تتم من خلال تقارير مبيعات الخبز التفصيلي فهناك مخبز مسجل علي الورق أنه قام بإنتاج 45 ألفاً و990 رغيفا في 4 ساعات فقط وحصل مقابل ذلك علي 14 ألف و26 جنيهاً.. ومخبز أخر انتج في ساعة واحدة 31 ألف و225 رغيفاً في ساعة واحدة ليحصل علي 9 آلاف و523 جنيهاً وثالث انتج علي الورق فقط 68 ألفاً و10 أرغفة وحصل علي 20 ألفاً و743 جنيهاً كشف عن أن كل الأوراق تم عرضها علي الأجهزة الرقابية وعلي شركات البطاقات الذكية ومع ذلك لم يتحركوا لوقف عمليات السرقة التي تتم جهاراً نهاراً.. والسبب مجهول!! يؤكد عماد عبدالموجود صاحب مخبز بعزبة النخل أن هناك "فلاشة" يتم بيعها بسعر 30 ألف جنيه وتستطيع اختراق سيستم شركات البطاقات الذكية وتحويل مبالغ هائلة لأصحاب المخابز دون وجه حق! طالب أجهزة الرقابة بسرعة التحرك لوقف إهدار أموال الدعم من جانب بعض ضعاف النفوس من أصحاب المخابز!! أكد أن الوزارة لا توقع أي عقوبات علي أصحاب المخابز المخالفة وتكتفي فقط بتوجيه انذار لصاحب المخبز المخالف وتكتفي فقط بتوجيه إنذار لصاحب المخبز وتحذيره من عدم تكرار المخالفة مرة أخري!! تجاوزات مالية وفي عين شمس الشرقية تم الكشف عن تجاوزات مالية كبيرة بمخبز العدوي بشارع أبوسريع غباشي وتم تحرير محاضر بمكتب التموين دون جدوي. يكشف صاحب مخبز بالمرج أنه تم ضبط مدير تموين المرج ومعه 2000 بطاقة في منزله ويقوم بضرب هذه البطاقات بماكينات الخبز ويحصل من صاحب المخبز علي 130 جنيهاً عن كل 1000 رغيف. أشار إلي أنه تم القبض علي عدد كبير من العاملين بإدارات التموين وشركات البطاقات الذكية بسبب قيامهم بالتلاعب في الماكينات الذكية مؤكداً أن الحل هو العودة للعمل بالنظام الورقي كشف عن أن هناك بطاقات ضاعت من مديرية تموين القاهرة وتم الاكتفاء بنقل أحد الموظفين إلي مكان آخر دون إحالة الأمر للنيابة العامة. ويكشف لنا الحاج محمد طنطاوي صاحب مخبز بشبرا أن هناك عمليات تلاعب يقوم بها بعض الأشخاص من خلال شحن رصيد ماكينات المخابز دون إنتاج خبز مقابل أجر معين يتم الاتفاق عليه مشيراً إلي أن بعض البطاقات يمكن شحنها في أكثر من ماكينة في ذات الوقت لوجود ثغرات في نظام الشركة الذي يقبل البطاقة في أكثر من ماكينة وقد أكد عدد كبير من المواطنين انهم صرفوا حصة الخبز المستحقة لهم من أكثر من مخبز في اليوم الواحد دون اية عقبات دون اكتشاف الأمر. يشير مسئول بشعبة المخابز بالغرفة التجارية إلي أنه قبل تطبيق المنظومة الجديدة كان أصحاب المخابز يحصلون علي الدقيق المدعم مقابل 16 جنيهاً للجوال الذي يزن 100 كيلو جرام وكان يباع رغيف الخبز مقابل 5 قروش وكانت عملية السرقة الوحيدة التي تتم عبر هذه الآلية تتمثل في قيام أصحاب المخابز ببيع جزء من حصة الدقيق في ظل المنظومة الجديدة فقد تم فتح الباب علي مصراعيه لعملية سرقة أكبر بكثير حيث يتم صرف الجوال الواحد وزن ال 100 كيلو جرام بسعر 260 جنيهاً ومن المفترض أن معدل إنتاج الرغيف الواحد 1250 رغيفا ويتم بيع الرغيف مقابل 5 قروش أيضا ويتم صرف 5.24 قرش من هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين مقابل كل رغيف خبز تنتجه المخابز. أشار إلي أن آلية السرقة في المنظومة الجديدة تتم عبر عدة عمليات تبدأ بشحن الرصيد في ماكينات اصحاب المخابز عن طريق الكروت المستبدلة او الموجودة لدي البقال والتي تسهم في النهاية في رفع حصة الدقيق للمخابز وكذلك قيمة الدعم عن الارغفة الوهمية التي يفترض انها ذهبت للمواطنين مؤكداً ان عمليات بيع ارصدة الكروت الذكية تحولت إلي ظاهرة طاغية في وقت قياسي وتطور الامر إلي عملية سرقة الارصدة او شراء البطاقات. ويكشف هشام كامل مستشار وزير التموين انه تحدث مع الوزير قبل تطبيق المنظومة بالاسكندرية حيث كان يشغل منصب وكيل وزارة التموين بالاسكندرية وطلب منه التمهل في تطبيق المنظومة حتي يتم تدريب اصحاب المخابز والبقالين علي التعامل بالماكينات الذكية ولضمان عدم التلاعب بهذه الماكينات الا ان الوزير كان مصراً علي سرعة التطبيق وبأي ثمن حتي يحقق الشو الاعلامي ويكسب شعبية لدي القيادة السياسية بينما هو يدفع الثمن الآن بعد ان زاد استهلاكنا من القمح بصورة كبيرة واصبحت المطاحن تعاني من عدم وجود ارصدة كافية من الدقيق .