* سيدتي: عمري 24 سنة ترددت كثيراً قبل أن أكتب لكم لأني فتاة كتومة.. لم أكن ذات يوم كتومة لكنني بقيت هكذا لأنني لم أجد أصحاباً.. مشكلتي مختلفة عن المشاكل التي تصلكم.. مشكلتي أنني وحيدة.. عشت عمري كله ليس لي صاحبة واحدة عملت كل ما يخطر علي بالك لتكون لي صديقة.. ستقولين: أكيد الغلط فيك.. فليس من المعقول أن يكون كل الناس غلط وأنت الصح غيري من نفسك!! فقد قلت لنفسي هذا الكلام وحاولت.. بإنقاذ نفسي فكل ما رأيته عيباً في نفسي حاولت إصلاحه وكل حاجة لم تكن تعجب الناس فيّ غيرتها وأعطيتهم الحق في رد فعلها القاسي عليّ غيرت من أسلوبي في الحياة طريقة الكلام والمعاملة مع الناس لم أعد أنا.. لدرجة أنني كرهت نفسي والمشكلة تعقدت أكثر.. لم أعد أعرف أصادق ولا أقدم نفسي لأحد.. مثلاً في الأفراح الاحظ أن كل البنات مع بعض إلا أنا ولو حاولت أدخل بينهن أحس بنفورهن.. أنا حالياً بعمل تمهيدي ماجستير.. طبعاً أول ما بدأنا الدراسة قابلت ناس في التمهيدي جديدة.. ايضا لم أتمكن من مصادقة أي منهم.. وتصادقوا جميعاً وبقيت وحيدة.. وبدأت أكره القرب منهم لأني أشعر بنفور منهم ولأنهم لا يرغبون في صداقتي.. هذه المشكلة سيطرت علي حياتي دفعتني للاستكانة والكراهية للخوض في أي مجال جديد أو أي مشروع جديد لأني لا أعرف التعامل مع الناس.. أصبحت حساسة جداً ألمح تعابير وجوه الناس وأنا أتكلم فأجدهم غير مهتمين بكلامي فالتزم الخرس وأبتعد عنهم.. يمكن لعدم ثقة في الناس.. يمكن أي حاجة أخري؟! لقد احترت ولا أعرف التصرف.. أصبحت خائفة من حياتي.. مازال العمر أمامي وهناك أناس جديدة ستدخل حياتي.. كيف أتعامل معهم كيف سأشعر بمحبتهم.. أتمني أن أكون كما أري الناس مع بعضهم يحبون ويتصادقون.. نفسي أكون مثلهم.. ويكون حولي ناس تحبني ويكونوا عزوة لي.. وبالطريقة التي أنا عليها الآن لن أتقدم خطوة واحدة للأمام وليس من المعقول أن أظل وحيدة. أرجوك ساعديني فهل من حل لمشكلتي أم أنه المستحيل؟ ** عزيزتي: المستحيل هو فقدان الأمل.. هناك قاعدة تقول الثابت الوحيد في الحياة هو التغير.. بمعني أنه لا يوجد ثابت في حياتنا إلا الخالق طبعاً فهو الذي يغير ولا يتغير.. لقد ذكرت ما تعانيه من وحدة وفشل في أن يتقبلك الآخرون وإلي آخر رسالتك.. لكن لم تذكري ما يعيننا علي مساعدتك.. فقد كنت أحب أن أعرف تفاصيل عن حياتك الأسرية وترتيبك وسط الأخوة وكيف يتعاملون معك بالمنزل وكيف تتواصلين معهم وتفاصيل لها علاقة بأسلوب تنشئتك.. الكثير من المعلومات لم يصلني والكثير من التفاصيل كانت ستعينني.. لذا برجاء أن تكتبي ثانية لنا بتفاصيل أو تشرفيني بالحضور ويفضل أن نأخذ موعداً عن طريق البريد الإلكتروني الذي أرسلت لي عليه نفس الرسالة السابقة.. سأنتظر ردك أو حضورك. وحتي يحدث لا تفقدي الثقة في نفسك فقد جعلنا الله نختلف عن بعضنا لنتجاذب ونتعارف.. ولا يوجد شخص منبوذ بشكل كامل من أحد.. ربما نجد مشكلة بسيطة نحلها معاً أو نحتاج لمعالج سلوكي يساعدك وتنتهي المشكلة تماماً وأحيي وعيك بالمشكلة والسعي لحلها أنا في انتظار ردك عزيزتي. ** الصديق كامل عبدالستار.. بني سويف: لقائي ليس بالمستحيل يا عزيزي.. فأنت لم تتحرك من بلدتكم نحو القاهرة للقائي ولم تجدني..پالأمر الثاني هناك مواعيد عمل ككل الأعمال وهناك وسيلة تواصل مكنت من إرسال الرسالة.. فكيف يصبح اللقاء مستحيلاً؟! أما أن أزوركم في بني سويف لأتلقي مشاكلكم.. الفكرة طريفة ولكن هل تضمن لي علي الأقل من خمس لعشر مشكلات تقيم موضوع ندوة ونقيم ما أسميته بالعلاج الجماعي.. وهذا يحتاج إلي ترتيب.. وأعتقد أنه غير متوفر ولذا نقابل القراء بمقرنا المفتوح لكل الأصدقاء من حدود مصر الشمالية للجنوبية ومن حدودها الشرقية للغربية.. ولنا أصدقاء من دول عربية يأتون وندعمهم ايضا فأهلا بك ولا داعي لشعورك بأنك مضطهد فهذا ليس حقيقياً.. وتحياتي.