كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن التنظيمات الإرهابية أياً كانت مسمياتها.. "داعش" أو "بيت المقدس" أو "الجهاديين" أو "بوكو حرام" سوف تغزو كل دول العالم بلا استثناء. وعيون هؤلاء تستهدف السلطة بأي شكل أو أي وسيلة ولو حتي علي جثث البشر. لا تعنيهم الدماء فكل من يخالفهم كافر ودمه وماله مستباح. ينطلقون في الأرض يبطشون وينشرون الرعب والإرهاب.. جرائمهم تقشعر لها الأبدان لايتورعون عن التمثيل بصورة بشعة بالضحايا بعد ذبحهم والأدهي أنهم يدعون بكل صلافة أنهم ينتمون للإسلام. فأي إسلام وأي دين يبيح هذه الجرائم الشنعاء وما جري في ليبيا من عمليات ذبح بشعة لواحد وعشرين من أبناء مصر كل ذنبهم أنهم جاءوا من أجل لقمة العيش.. بئس هذا العمل الجبان وسوف تظل اللعنة تطارد هؤلاء لهم اللعنة في الدنيا والآخرة. لا سامحكم الله يا من تفترون وتقتلون تحت دعوي الانتساب للإسلام وهو منكم بريء!! ولقد أفاض المفكرون والكتاب وكثير من أهل الرأي في استنكار وادانة هذه الجرائم النكراء خاصة تلك الفعلة الرهيبة التي جرت علي شاطئ المتوسط بليبيا. لقد سئمنا عن الحديث عن هذه الجوانب المتعددة لتلك الجرائم وقد جاءت الضربة الجوية التي قام بها نسور مصر واستهدفت أوكار هؤلاء الإرهابيين لتشفي بعض المعاناة التي تغلي في الصدور لهؤلاء الأخوة المسيحيين الأبرياء والتساؤل الذي يتردد بلا اجابة يتضمن "بأي ذنب قتلوا"؟ إنهم شهداء لقمة العيش. الأكثر أهمية أن كثيراً من دول أوروبا والغرب لا يبدون اهتماماً كبيراً بما جري وتخرج تبريرات تشير إلي أن هؤلاء والولايات المتحدةالأمريكية يقفون خلف هذه التنظيمات وعمليات التمويل المادي وتهريب الأسلحة لا تخفي علي أحد. كما أن بعض هذه الدول تحتضن هؤلاء الإرهابيين ويعيشون في ديارهم ويخضعون لحمايتها ولعل أبلغ دليل تلك الاجتماعات التي يعقدها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في أمريكا وتجولهم في مدنها يعتبر أبلغ دليل علي دعم الغرب وكبيرهم أمريكا الأشد أسفاً أنك تري دول الغرب قد اكتوت بنيران هذا الإرهاب لكنها لم ترعو فما جري في فرنسا لم يسفر عن أي تحرك نحو عمل ايجابي لوقف جرائم هذه التنظيمات الإرهابية وكأن هؤلاء ينتظرون ضحايا أكثر من القتلي الاثني عشر في جريمة شارل ابدو. نسمع كلاماً وتصريحات معسولة كما جاء علي لسان أوباما في مؤتمر واشنطن حقيقة اسمع كلامك يعجبني اشوف أمورك استعجب. وما يثير الأسي أن الأحداث في ليبيا لم تحرك ضمائر أو مشاعر هؤلاء ولا يريدون تسليح الحكومة الشرعية في هذا القطر العربي ويراوغون بأساليب متعددة ويتشدقون بالحل السلمي. أي سلمي تقصدون وهل هناك أي مساواة بين حكومة شرعية وتنظيمات إرهابية. ولعل ماجري في كواليس مجلس الأمن خلال الاجتماع الأخير لمناقشة الأزمة الليبية يكشف الكثير من هذا العوار السييء وذلك الاختلال في المعالجة لتلك القضية بالغة الخطورة وكأنهم يريدون لهذه المنطقة أن يظل أبناؤها في معارك يقتل بعضهم بعضاً انه المخطط الذي يستهدف تمزيق هذه البلاد العربية واستنزاف ثرواتها والعراق وسوريا واليمن وليبيا من أبلغ الدلائل. حقيقة أن ما يدمي القلب أن أوروبا ودول الغرب تتغاضي عن جرائم هذه التنظيمات رغم أن نيران الإرهاب تدق أبواب بلادهم فهاهي صحيفة الديلي تلجراف نشرت تقريراً تتحدث فيه عن ضرورة الاهتمام بتلك التنظيمات التي تدعي الانتساب للإسلام وتعتبر أن هذا الاهتمام نقطة مهمة في استراتيجية هذا التنظيم الحربية فهؤلاء الجهاديون يريدون أن تكون ليبيا بوابة لهم نحو أوروبا. وأن هذه التنظيمات تسعي لإرسال أعداد كبيرة من مسلحيها من سوريا والعراق إلي ليبيا لكي يبحروا من هناك إلي أوروبا ويتوقع التقرير وقوع هجمات لهؤلاء في دول أوروبا وضد السفن التجارية بالبحر المتوسط. لكن يبدو أن هذه المخاوف وتلك الأدلة لم تحرك ساكناً لدي أوروبا وكبيرتهم أمريكا.. وعلي هذه الدول أن تنتظر الكثير من تلك الأعمال النيران سوف تصيبهم.. وعلي العالم العربي أن يستيقظ لما يجري بالمنطقة فالأمر جد خطير ولن يحك جلدك مثل ظفرك!!