كعادتها كل عام.. ووسط أفراد أسرتها وتهاني الأصدقاء والصديقات المقربات.. تحتفل حبيبة كل المصريين والعرب "شادية" بعيد ميلادها ال81 غدا - الأحد 8 فبراير - فقد ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1934 في الحلمية الجديدة بحي عابدين بالقاهرة.. وتعود جذورها إلي محافظة الشرقية. وفي هذه المناسبة السعيدة تقدم لها "المساء" باقة من بستان الورد البلدي.. تحية لأجمل صوت غني للوطن بعد أم كلثوم.. وأهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما المصرية. وعلي الرغم من مرور سنوات طويلة علي اعتزالها الأضواء نهائيا وهي في قمة العطاء وبكامل إرادتها..وبعد أكثر من نحو 30 عاما.. إلا أنها مازالت تعيش بيننا بصوتها وروائعها الغنائية وفي مقدمتها "يا حبيبتي يا مصر" التي نسمعها ونرددها معها في أحلك ظروفنا السياسية وأصبحت أيقونة تشحن معنويات كل المصريين.. وكانت صوت الثورة المصرية في 25 يناير و30 يونيه حيث ردد الشباب والشيوخ معها هذه الأغنية مع بقية أغنياتها الوطنية الجميلة: يا أم الصابرين. يا عزيز عيني. يا بنت بلدي. زعيمنا قال.. قومي وجاهد ويا الرجال. وعديني يا مصراوي.. وغيرها. إلي جانب الكم الهائل من الأغنيات الوطنية استطاعت شادية خلال مشوارها الجمع بين العديد من الأنماط والألوان الغنائية: الدينية والخفيفة والعاطفي والأطفال.. كما شاركت العديد من كبار المطربين في أفلامهم وغنت معهم - ثنائيات - أو "دويتوهات" مثل محمد فوزي وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وكمال حسني وغيرهم. آخر حفلاتها في عام 1986 شاركت في آخر حفل قبل الاعتزال.. وهو حفل "الليلة المحمدية" الذي أقامته الاذاعة عام 1986 وشدت فيه برائعتها "خد بايدي".. وبعد هذه الليلة بفترة بسيطة أعلنت الاعتزال.. وقد عرضت عليها الاذاعة الاشتراك في حفل الليلة المحمدية في العام التالي "1987" لكنها ردت قائلة: مع أنني أحب كثيرا الغناء للرسول إلا أنني اعتزلت ولن أصعد اطلاقا إلي مسرح أو أقف أمام جمهور. قرار الاعتزال والجدير بالذكر ان شادية اتخذت خطوة الاعتزال والإنزواء بعيدا عن الساحة الفنية عن قناعة ايمانية كبيرة.. ومنذ هذا القرار ترفض الظهور الإعلامي أو حضور أي تكريمات أو تقديم أي أعمال فنية تتناولها وأي مسلسل يروي سيرتها الذاتية أو الفنية أو كتاب لمذكراتها.. فقد أغلقت هذا الباب إلي الأبد وتعتبر ان حياتها الخاصة بتفاصيلها تخصها وحدها وتخص آخرين أيضا.. بالطبع هذا القرار يتم تطبيقه بالنسبة للقاءات الصحفية والاذاعية والتليفزيونية وغيرها.. الأمر الذي جعلنا من خلال متابعاتنا الدائمة للاطمئنان عليها ان تقترب من بعض الأقارب أو الأصدقاء المقربين ممن يعشقونها لنخرج بهذه المعلومات عن حبيبتنا وحبيبة مصر وكل العرب شادية في عيد ميلادها. ومع انها ابتعدت عن الأضواء إلا أنها وسطية.. بعيدة عن التشدد.. وهي في الحقيقة تمارس كل أمور حياتها بشكل عادي.. انها فقط مع الله بشكل صوفي وأقرب إلي العلاقة المجردة بين العبد وربه بدون أي مسميات.. وبشكل وسطي.. وتجلس أمام التليفزيون عندما تريد مشاهدة بعض البرامج والأعمال الجديدة وتفضل المسلسلات الدرامية.. ومازالت تتابع كل ما يدور في مصرنا الغالية..وسعيدة جدا بانقاذ البلد في هذه المرحلة الحساسة.. وتحترم جدا الرئيس "عبدالفتاح السيسي" وتحبه وتعلق له صورة في غرفتها. وبالنسبة لحياتها اليومية منذ قرار الابتعاد.. فإن يومها مقسم علي حسب أوقات الصلاة ومواعيدها وقراءة كتاب الله.. فهي تستيقظ لصلاة الفجر.. ثم تنام.. وتستيقظ لصلاة الضحي والظهر لتستكمل يومها بشكل عادي جدا.. ولا ترد علي التليفون في أوقات الصلاة مهما كانت الظروف..وكل المحيطين بها يعرفون ذلك ولم يجرؤ أحد أن يكلمها في هذه الفترة إلا بعد أن تكون قد انتهت من الصلوات الخمس..الجميع يتكلمون معها أو يزورونها بعد العشاء. رسائل حب وفي عيد ميلادها.. تعالوا نقرأ رسائل حب إلي "الحبيبة" من بعض محبيها: - أحمد بدير: بعد تقديم التهنئة من الأعماق.. أوضح للجميع شيء هام.. وهي انها رفضت كل محاولات تكريمها بعد اعتزالها.. تعرفوا ليه.. إيمانا منها بأن التكريم الذي تنتظره يأتي من الله.. وبالطبع رفضها ليس تبرؤا منها للفن.. لكنه يعكس طبيعة تلك الفنانة الاستثنائية التي لم تسع يوما للقب تناله وتفرضه علي الناس بمعاونة الإعلام.. وفي رأي.. انها من القلائل الذين حباهم جماهيرهم بالعديد من الألقاب النابعة من مشاعرهم. - الفنانة المعتزلة "شهيرة" والمقربة جدا للفنانة شادية: أنا علي اتصال دائم بحبيبتي شادية وبشكل يومي.. وأنا سعيدة جدا باهتمام الناس بأخبارها والسؤال عنها.. فقد نجحت وهي فنانة في كسب حب واحترام وتقدير كل الناس بمختلف فئاتهم وأعمارهم. - الفنان "سامح الصريطي": بارك الله في عمرها.. اطمأنيت عليها منذ عدة أيام قليلة.. وهي الحمد لله بخير وفي صحة جيدة.. دعواتنا جميعا لها. - الفنان والإعلامي "سمير صبري" والذي شارك شادية في تقديم دويتو "سكر حلوة الدنيا سكر" في فيلم - نصف ساعة جواز - يدعو لها.. يقول: ربنا يعطيكي الصحة والستر والسعادة يا شادية.. ويزيد إيمانك كمان وكمان.. وأنتهز الفرصة لأقدم لك الشكر علي هذا الرصيد الرائع الضخم من الفن الراقي الذي قمت بتقديمه طوال مشوارك سواء في التمثيل أو الغناء. - الموسيقار "جمال سلامة" والذي لحن لها واحدة من أجمل أغنياتها الوطنية وهي "مصر اليوم في عيد" يقول: كل عام وحبيبة مصر بخير وسعادة..وصوتها يملأ الدنيا.. وفي رأيي.. ان شادية ليست صوتا.. ولكنه روحا.. وشخصية وكاريزما غير موجودة في أي صوت آخر. - الشاعر الغنائي "صلاح فايز" مؤلف العديد من أغنياتها ومنها "كلك حنية" يقول لها: أتمني لك الصحة وطول العمر.. فأنت من وجهة نظري.. لست شادية مصر فقط.. لكن شادية العرب.. بل شادية الحياة كلها.