بث الأمل والتفاؤل في نفوس المواطنين كان هدفاً أساسياً من أهداف البرنامج الثقافي الذي نفذته هيئة قصور الثقافة في محافظة الشرقية وغيرها من المحافظات تحت عنوان "أهالينا" وبما يشير الي العودة لمنابع الشخصية المصرية: أي القرية والنجع والمدينة الريفية. هذه المناطق- البعيدة عن اهتمامات العاصمة وأضوائها وضجيجها- ظلت مرتعاً خصبا للمتطرفين وجهالتهم طوال ما يقرب من قرن من الزمان فتحولت بعض القري إلي بؤر إرهاب يسعي لتقويض أسس الدولة. وأصبحت الآن تعاني من ويلاته. لا في سيناء فقط. بل في كثير من ربوع مصر. برنامج "أهالينا" الذي نبهت اليه بعض الجهات السيادية ولفتت نظر وزارة الثقافة لتنفذه بالتعاون مع وزارة الشباب والمحليات ارتكز- هذا البرنامج- علي مخاطبة وجدان المواطن البسيط. وتنبيه وعيه للمخاطر التي تحيق به وبالوطن. وصقل مواهبه- وخاصة الشباب والأطفال- في مجالات التعبير الأدبي والفني.. وكانت محافظة الشرقية وفرع الثقافة بها. برئاسة محمد مرعي من أنجح المحافظات في تنفيذ هذا التوجه عبر مجموعة كبيرة من المحاضرات الفكرية. واللقاءات الدينية. والندوات الأدبية والأمسيات الشعرية. والحفلات الموسيقية والغنائية. والمعارض التشكيلية التي التف حولها المواطنون من سائر الأعمار والفئات وتفاعلوا معها وشاركوا فيها. فرع الشرقية ذهب بالأدباء والمفكرين والفنانين إلي كثير من قري المحافظة. ومنها: الجعفرية. والصوه. والناطورة. وحوض الندي. وكفر كشك.وأكوا. والعصايد. والحلوات. وكفر الغنيمي وطوخ. والتلين. وشيبة. وكفر صقر. والغار.. وغيرها. وفي هذه القري نوقشت قضايا: ثورة 25 يناير والانتماء للوطن ودعوة الاسلام للعمل وتسرب التلاميذ من المدارس ومكافحة الارهاب وحقوق المرأة والشباب وتنمية المجتمع وقناة السويس الجديدة وتلوث البيئة والتطرف من خلال دعاة ومفكرين مثل: محمد مصطفي ود. جمال منصور أمين ود. حامد فريد وصلاح عبدالعال ود. اسماعيل صادق ومحمد متولي ورضا أبوالغيط ومحمد سليم الدسوقي واسلام أيوب وعلي ابراهيم السيد وغيرهم.. بالاضافة الي فقرات موسيقية لفرق الموسيقي العربية بفرع الثقافة وورش لاكتشاف المواهب وأمسيات شعرية لمبدعي المحافظة كبدر بدير وعامر محمد والباشا عبدالباسط وعلاء فتحي وأحمد الرساوي وياسمين أدهم وعاطف السيد وكمال فهمي من خلال متابعة لموظفي الفرع: عمر حبيب ونزيهة حسن. في اليوم الختامي لبرنامج أهالينا. حضر محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس هيئة قصور الثقافة ود. رضا الشيني رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي واللواء خالد أيوب رئيس مركز ومدينة منيا القمح.. بالاضافة الي محمد مرعي مدير عام الفرع الذي قدم حفل الختام. من مركز شباب قرية الجديدة بحضور مدير المركز محمد الخشن. وعدد من الأدباء: شهاب عماشة ووليد شام وعبدالناصر الدشناوي وأحمد سامي خاطر مدير قصر ثقافة الزقازيق.. وتحدث مع نائب رئيس الهيئة كل من محمد الشافعي وبطل حرب أكتوبر محمد المصري "صائد الدبابات" وعدد آخر من الأدباء في التذكير بقدرة الشعب المصري علي اجتياز كل المحن. وكذلك ما حدث من تطورات ايجابية في بناء الدولة الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيه. مع حتمية إبعاد الوجوه القديمة التي أسقطها الشعب في موجاته الثورية المتوالية.. حتي يدرك الشعب عملياً أن هناك تغييراً قد حدث وأنه لا يتم اعادة إفرادات النظام القديم.. فأولي خطوات مواجهة التطرف والارهاب هو إحساس الشعب بالأمل في الحاضر والمستقبل لا الاحباط واليأس!!