في أول ظهور إعلامي للسيدة سوزان مبارك بعد الثورة قالت انها لم تسع لتوريث الحكم لنجلها جمال لأن الحياة التي عاشتها مع زوجها ليست رائعة أبدا لتتمناها لابنها.. وأنها تتحدي من يثبت تدخلها في السياسة أو اتصالها بأي من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية واتهمت اشخاصا كانوا يسبحون بحمدنا ليل نهار وبعد 25 يناير قالوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر وأنهت حديثها بالشكوي من تشويه متعمد لسمعتها "أعلم من وراءه.. وأقول له حسبنا الله ونعم الوكيل". دعك من حكاية نفيها للتويرث ونفيها التدخل في السياسة.. فلا أظن ان أحدا في مصر بل في العالم كله سيصدق ذلك لأنه كان يتم علي الملأ وفي العلن ودون أدني حرج.. كذلك نفيها الاتصال بالوزراء.. هل مطلوب من الناس ان تمحو ذاكرتها لتصدق هذا الكلام؟! لكني اتوقف أمام نقطتين للتأمل الأولي الاشخاص الذين كانوا يسبحون بحمدهم ليل نهار وبعد 25 يناير قالوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر.. والثانية لجوء السيدة القوية القادرة إلي أن تحسبن علي من يظلمها ويشوه سمعتها. أما ما يتعلق بالمنافقين الكذابين الذين كانوا يسبحون بحمدكم فقد كان واجبا إذ كان لديكم شيء من العقل ان هؤلاء أول من سينقلب عليكم فمن كذب لك كذب عليك.. هؤلاء الأفاقون لا عهد لهم ولا إيمان.. وهم آفة كل عصر ومن يركن إليهم فلن يجني غير الشوك هم مرفوضون شعبيا ومدمرون نفسيا لكنهم جشعون للمال والسلطة والنفوذ والشهرة وهذا كل ما يهمهم سواء أكان عن طريق عائلة مبارك أم عائلة غيره.. هم جاهزون للتسبيح بحمد أي سيد جديد.. وبشكل تلقائي ومن لم يحذر هؤلاء فلا يلومن إلا نفسه. وأما ما يتعلق بلجوء السيدة سوزان مبارك الآن إلي أن تحسبن علي كل من يظلمها ويشوه صورتها فذلك حقها.. كلنا نلجأ إلي الله عز وجل حين نشعر بالظلم وبعدم قدرتنا علي رده.. علينا فقط ان نتذكر كم من الملايين شكوا وتحسبنوا عندما خنقهم الظلم والفقر والمرض وحملوكم المسئولية.. كم من الملايين سقطوا موتي مقهورين مظلومين بسبب الفساد الذي ساد في عصركم. ان الجاهل الحقيقي هو ذلك الذي لا يشعر بأنين المظلومين والمقهورين وهو يختال وسط المنافقين وكذابي الزفة الذين يفصلونه عن الواقع ويعمون عينيه عن رؤية الحقيقة.. وربما أراد الله بكم خيرا بقيام الثورة حتي تروا الحقيقة وأنتم أحياء وتستغفروا ربكم طلبا للرحمة. المظلوم الضعيف ليس في يده السلاح إلا الدعاء علي الظالم والحسبنة عليه.. وقديما قال الشاعر: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا.. فالظلم ترجع عقباه إلي الندم ..تنام عينك والمظلوم منتبه.. يدعو عليك وعين الله لم تنم *** أخيرا.. أقرت وزارة الأوقاف بفشل مشروع "الأذان الموحد" وأوقفته لعدة أسباب فنية وتقنية ومادية بعد أن أنفقت عليه آلاف الجنيهات.. وهذا المشروع نموذج للكثير من مشروعات التقليد الأعمي الذي يأتي بها الوزراء ويسوقونها بشعارات سياسية رنانة.. وقد بح صوتنا في التنبيه إلي أن مصر لا يناسبها ذلك ولدينا الملايين الذين يحسنون الأذان وما علي الوزارة إلا أن تنتقي منهم دون محاباة والآن انكشفت الحقيقة وظهر الفشل.. كم من المال ومن الجهد ومن الجدل سنبذل حتي تتوقف مشروعات أخري فاشلة يجري تسويقها بشعارات سياسية؟! *** قال د.مفيد شهاب انه من المفترض أن يتم التدرج في خطوات الدفاع عن حق مصر في مياه النيل مع اثيوبيا.. وفي حالة فشل التفاوض نلجأ للوساطة.. وفي حالة الفشل تتقدم مصر بملف إلي الأممالمتحدة.. المهم ان نكون مستعدين لمعركة طويلة النفس.. فهل نحن فعلا كذلك؟!