لا أحد في بر مصر أو خارجها إلا ويعلم جيداً "حكاية الريان" الذي أسس شركة لتوظيف الأموال بفائدة ضخمة تصل إلي ثلاثة أضعاف فائدة البنوك مما جعل آلاف الناس هنا وخارج هنا يلهثون ويضعون تحويشة عمرهم وثمرة عملهم بعيداً عن أرض الوطن في هذه الشركة.. ثم فجأة صحوا من غفوتهم علي كابوس مزعج حيث وجدوا أموالهم قد تبخرت. كان المفروض أن يتعظ الناس ويتعلموا من "درس الريان".. لكنهم أبداً لم يتعظوا.. بل وقعوا جماعات وفرادي في شباك شركات النصب باسم توظيف الأموال.. تجمع مدخراتهم وحصيلة بيع ممتلكاتهم ومجوهراتهم ثم يهرب أصحاب الشركة بالغنيمة.. وحتي لا يلومنا أحد فإن صفحات الجرائد تكتظ كل فترة قصيرة بقصص دامية من هذه النوعية مع تنبيهات وتحذيرات مشددة ومع هذا فلا أحد يتعظ أو حتي يفكر ولو قليلاً.. فعندما يجتمع نصاب محترف مع طماع يسيل لعابه علي الأرباح الوهمية التي سيجنيها فإن النتيجة الطبيعية هي ما رأيناه أمس ونراه اليوم وسنراه غداً. نفس الشيء يحدث في مجال آخر هو الدجل والشعوذة حيث يعلن الدجال عن قدرته الخارقة علي أن تنجب العقيمات وعلي إعادة الوئام بين الزوجين المهددة حياتهما بالفشل.. فتذهب المرأة بقدميها إليه وهي لا تدري أنها مقدمة علي "مذبحة.. حيث يحاول الدجال اقناعها بضرورة ممارسة "الجنس" معه لطرد الجن من جسدها والذي يحرمها من الانجاب أو يكره زوجها فيها مستغلا جهلها بالدين وشغفها بالانجاب أو تمسكها بزوجها.. البعض يوافقن والبعض الآخر يرفضن ويقدمن بلاغات ضده.. لكن في الحالتين تفقد الضحية أموالها علي الأقل إن لم تخسر شرفها أيضا ومن ثم حياتها الزوجية وأطفالها. هذا السيناريو وبنفس التفاصيل يتكرر كل كذا يوم ويتم الكشف عن الدجالين والمشعوذين ومع ذلك يتوالي سقوط الضحايا ولا أحد يتعظ أو حتي يفكر ولو قليلاً. الغريب.. أن الضحايا خاصة في توظيف الأموال يحملون الدولة تبعات طمعهم وجهلهم رغم انهم السبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة.. فالعقل والمنطق والوقائع المتكررة تفرض علي الجميع اللجوء إلي الجهات الرسمية المضمونة لإيداع أموالهم حتي وان كانت الفائدة قليلة.. كما أن الدين وبنص القرآن يصف الانجاب بأنه "هبة" من الله سبحانه وتعالي لا دخل لمخلوق فيه ولا في جعل المرأة عقيما حيث يقول في الآيتين 49-50 من سورة الشوري: "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير".. فأي برهان بعد ذلك..؟؟ من هنا.. اؤكد أن عنوان المقال "تستاهلوا" لم أقصد منه الشماته في الضحايا ولكني اردت به تحميلهم بمفردهم تبعات ما اقدمت عليه أيديهم وارجلهم وعقولهم السطحية الضحلة.. وتحذير الغير من السقوط في نفس الفخ. أيها الضحايا سواء الذين سقطوا أو علي قائمة السقوط الا تتفكرون؟؟.. الا تتدبرون؟؟.. الا تعقلون؟؟.. الا تنظرون؟؟.. ويمكن التساؤل بألا إلي مالا نهاية.. فنحن لا نريد ضحايا جددا.. لا في الأموال ولا في الشرف. هدي الله الجميع