شهدت العاصمة اليمنية هدوءا نسبيا الليلة الماضية بعد توقف إطلاق النار بين المسلحين الحوثيين والجيش اليمني. وأعلن مستشار رئيس الجمهورية اليمنية. فارس السقاف. التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار بين قوات الحرس الرئاسي والمسلحين الحوثيين. بعد أن شهدت العاصمة صنعاء اشتباكات عنيفة في محيط القصر الرئاسي. وذكر التليفزيون اليمني أن لجنة تضم وزيري الدفاع والداخلية وممثلين عن الحوثيين أقرت تثبيت وقف إطلاق النارمنذ الليلة الماضية.. وأوضح السقاف أن ما بفعله الحوثيون يقوض اتفاقية السلم والشراكة. مشيرا إلي أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يقوم بمهامه علي أكمل وجه. ولفت مستشار الرئيس اليمني إلي أن المبعوث الدولي جمال بن عمر سيصل إلي البلاد خلال يومين. من جانب آخر. أعلن المسلحون الحوثيون السيطرة علي تلة النهدين مطلة علي القصر الرئاسي في صنعاء فيما تعرض موكب رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح. لإطلاق نار.. وأسفرت المواجهات في العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل 8 أشخاص و45 جريحا. وفقا لتقرير صدر عن وزارة الصحة اليمنية. قالت وزيرة الإعلام. نادية السقاف إن المتمردين الحوثيين سيطروا علي وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" والتلفزيون الرسمي. مشيرة إلي أن محاولة اقتحام القصر الرئاسي هي بمثابة "خطوة نحو الانقلاب". كما تعرض موكب رئيس الوزراء. خالد بحاح لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين حوثيين في صنعاء. وذلك عقب لقاء له مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. دون وقوع إصابات. وأقدمت الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي علي قطع وإغلاق معظم الشوارع الرئيسية في العاصمة اليمنية. مما تسبب في عرقلة وصول المواطنين إلي مقرات أعمالهم. بالإضافة إلي اختناق وزحام كبير للسيارات في الشوارع. واقتحم المسلحون الحوثيون مبني المخابرات اليمنية في صنعاء.. وقد دفع تدهور الوضع الأمني بعض السفارات الأجنبية في اليمن إلي إغلاق أبوابها. من جانبها. طالبت جامعة الدول العربية كافة التيارات والقوي السياسية اليمنية بوقف فوري وشامل لكل أشكال العنف واحترام السلطة الشرعية للبلاد. ويسعي المسلحون الحوثيون علي ما يبدو إلي تعزيز سلطتها في صنعاء التي دخلتها في 21 سبتمبر الماضي وهي تسيطر حتي الآن علي القطاعات الرئيسية والمباني الرسمية. ويسود التوتر العاصمة منذ السبت الماضي لدي خطف مدير مكتب الرئاسة أحمد بن مبارك الذي أعلن عناصر الميليشيات مسؤوليتهم عن خطفه.. وقد أوقفت محافظة شبوة الجنوبية التي ينحدر منها بن مبارك إنتاجها النفطي. وقال المحافظ أحمد علي بلحاج إن هذا القرار يهدف إلي التعبير عن التضامن مع بن مبارك الذي ينحدر من شبوة. وفي محافظة حضرموت المجاورة. أوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الإنتاج أيضا تضامنا مع بن مبارك. كما ذكر مسئول في القطاع النفطي.. وتؤدي هذه التطورات إلي تعقيد مهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي. الذي يواجه حتي الآن صعوبة في إرساء سلطته منذ دخل عناصر الحوثيين إلي صنعاء في سبتمبر الماضي. وتمثل المواجهات الجديدة بين المسلحين الحوثيين والجيش اليمني انتكاسة جديدة لمستقبل اليمن الذي يعاني من انقسامات قبلية وحركة انفصالية في الجنوب وتهديدا من تنظيم القاعدة. ويهدد الحوثيون الذين أصبحوا الآن جزءا من الحكومة اليمنية بتصعيد الموقف اذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم بالحصول علي نصيب عادل في دستور البلاد الجديد. ويطالب الحوثيون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية. وكان اتفاق وقع قبل شهور بين الأحزاب السياسية والحوثيين قد دعا إلي تشكيل حكومة وحدة جديدة ثم انسحاب المقاتلين الحوثيين من العاصمة. لكن المقاتلين لم يغادروا أماكنهم. وفي محاولة لنزع فتيل الاشتباكات أصدر صالح الصماد وهو عضو في جماعة الحوثيين عينه هادي مستشارا سياسيا في سبتمبر بيانا يتضمن قائمة شروط موجهة للحكومة.. وتشمل الشروط إقامة شراكة عادلة وشاملة مع أنصار الله الجناح السياسي لجماعة الحوثيين وحذف فقرات من مسودة الدستور تنتهك اتفاق سبتمبر.. وقال انه اذا لم يتم الالتزام بالاتفاق السابق فسيتم تصعيد الموقف. وتهدف مسودة للدستور طرحت رسميا يوم السبت الماضي إلي حل الخلافات السياسية والطائفية والإقليمية الكبيرة في اليمن من خلال توزيع السلطة علي المناطق. لكن الحوثيين عارضوها بشدة خوفا من إضعاف سلطتهم.