عندما أثير أن وزارة الداخلية سوف تراقب مواقع التواصل الاجتماعي لوقف الانفلات الموجود فيها.. قامت الدنيا ولم تقعد وانبرت الألسن تهاجم الوزارة وتستنكر المراقبة شكلاً وموضوعًا. ورغم توضيح الداخلية أن المراقبة لن تقترب من الصفحات الخاصة وأنها ستركز فقط علي الصفحات المفتوحة.. إلا أن الاستنكار والرفض لم يتوقفا. الآن.. ما رأي السادة المستنكرين والرافضين لفكرة المراقبة بعد أن زادت عن الحد حدوتة الأخبار المفبركة التي لا أساس لها من الصحة..؟؟ ورغم تعدد هذه الأخبار الكاذبة.. فإنني سأكتفي بضرب مثالين فقط لضيق المساحة وقد أثيرا علي مواقع التواصل الاجتماعي وإحدي وكالات الأنباء الأجنبية ونقلتهما الصحف: * الأول: زعمت بعض المواقع أن النائب العام أسقط عقوبة الحبس 7 سنوات غيابيًا عن ممدوح إسماعيل مالك العبارة "السلام 98" والهارب إلي لندن لانقضاء الدعوي الجنائية بمرور 5 سنوات علي صدور الحكم.. وكانت الكارثة التي وقعت في فبراير 2006 قد راح ضحيتها 1033 راكبًا وأصيب 377 آخرون بعد غرق العبارة في مياه البحر الأحمر. كان طبيعيًا أن تحدث ثورة غضب فور نشر هذا الخبر.. فبادر المكتب الفني للنائب العام بنفيه جملة وتفصيلا مؤكدًا أن النيابة خصم للمتهم فكيف تسقط العقوبة عنه..؟؟ كما نفي د. محمد حمودة أستاذ القانون الجنائي ومحامي ممدوح إسماعيل صحة ما تداولته المواقع الإلكترونية حول إسقاط النائب العام للعقوبة بالتقادم. * الثاني: ذكرت الصحف نقلاً عن إحدي وكالات الأنباء الأجنبية أن الإدارة الأمريكية تماطل في تسليم طائرات الأباتشي العشر لمصر بهدف الضغط علي القاهرة. علي الفور.. نفي العميد محمد سمير المتحدث باسم القوات المسلحة ما ذكرته الصحف ووكالة الأنباء وأكد أن مصر تسلمت بالفعل الطائرات من أمريكا الشهر الماضي وأن العلاقات بين البلدين تسير في إطار من التعاون المتبادل. يا سادة.. إن مثل هذه الفبركة المغرضة والأكاذيب المفضوحة أصبحت "ماسخة" جدًا.. ولم يعد مقبولاً أبدًا أن نترك مرضي نفسيين يعبثون في أمن البلد بهذا الشكل الخطير ونحن لا نفعل شيئًا سوي النفي وفقط.. الأمر زاد عن حده ويحتاج إلي وقفة وإجراء حاسم. أطالب الحكومة بمحاسبة كل متجاوز في حق مصر وكل من يحاول ضرب استقرارها وسلامها الاجتماعي وكل من يسعي لتخريب علاقاتها بدول العالم. نحن مع حرية التعبير والنشر مادامت تستند إلي واقع وأدلة وتتفق مع القانون والدستور.. وضد أي انفلات أو فوضي سواء كانت فضائية أو أرضية. فرق كبير بين حرية التعبير.. وفوضي التدمير. "مفيش هزار" في أمن الوطن.. ومن لا يعجبه هذا الكلام فليشرب من أي بحر يشاء.