ما هي عقدة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة التي يعاني منها ضد الأزهر الشريف ورجاله؟! هل تم تعيينه في هذا المنصب خصيصا ليساهم في هدم هذه المؤسسة العريقة التي كانت ومازالت وستبقي هي الحصن الحصين لتعليم وتعلم الوسطية في الإسلام ونشر مبادئه السمحة في العالم كله؟! هل نسي الدكتور جابر عصفور أن هذه المؤسسة كانت منبع الثورات ضد الاستعمار منذ قيامها حتي الآن؟! وهل نسي أنها كانت المدرسة الوحيدة التي تربت عليها أجيال متعاقبة قبل ظهور التعليم المدني؟! هل غاب عن ذهن الوزير أنها كانت الحارس الأول علي حفظ القرآن وتلاوته وتجويده وتفسيره؟! وهل غاب عنه أيضًا عنايتها بكل العلوم الشرعية التي حافظت علي تثبيت قيم الإسلام في نفوس المواطنين ليس في مصر وحدها بل في أنحاء العالم؟! هل يذكر الدكتور جابر عصفور أسماء نخبة من علماء الأزهر الأجلاء أثروا حياتنا وفتحوا عقولنا وقلوبنا علي معطيات الدين الإسلامي وإظهار سماحته من القرآن والسنة وسيرة الرسول الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم وسير كبار الصحابة والتابعين؟! هل يذكر الوزير أسماء الشيوخ مصطفي عبدالرازق وعبدالمجيد سليم ومأمون الشناوي ومحمود شلتوت والخضر حسين وعبدالحليم محمود ومحمد الطيب النجار وآخرهم الدكتور أحمد الطيب والكثيرون غيرهم الذين لا تستطيع الذاكرة إحصاءهم؟! تساءلت في البداية.. ما هي عقدة جابر عصفور من الأزهر. ولماذا لم نسمع عن إنجازاته في الوزارة التي تولاها مرتين في الفترة الأخيرة؟! كل ما سمعناه منك تركيزك علي الأزهر ووصف رجاله بالمتعصبين!! هذا قولك الذي مازلت تكرره منذ بداية تعيينك حتي الآن!! يا سيدي الوزير اصرف النظر عن موضوع تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية؟! وهل اقتصر ازدهار المسرح وتحقيق الديمقراطية والحرية وحق الاختلاف والرؤي علي هذا الموضوع بالذات. وضربت مثالا وأنت مندهش لمنع مسرحيتي "الحسين ثائرًا" و"الحسين شهيدا" ودللت علي هذا المنع ب "التعصب الديني"؟! يا سيادة الوزير الارتقاء بالإبداع الفني له وسائل عديدة أنت تعرفها. والمهم أن ينعكس ذلك علي ذوق المشاهد والمستمع وتجعله يغير سلوكه إلي الأفضل.. ومجتمعنا الآن يمر بأسوأ حالاته من الانحراف الخلقي الذي نقرأه يوميًا علي صفحات الصحف.. فماذا فعلت وزارتك لمحاربة هذا الانحراف؟.. اسأل نفسك ثم أجب لتعرف أن المشكلة ليست في تجسيد الأنبياء والصحابة؟ في افتتاح المسرح القومي لم تجد ما تقوله سوي أن أهنت رجال الأزهر ووصفتهم بالمتعصبين.. وقلت إن افتتاح المسرح عمل من أعمال الحرية التي تنتزع من غاصبيها وهما الاستبداد السياسي والتعصب الديني!! انك بذلك وجهت السباب لصفوة من الرجال المحترمين في حضور الشيخ محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر وموفد الإمام الأكبر الذي آثر الانسحاب من هذا المحفل احتجاجًا علي ما لطخت به تاريخ هذه المؤسسة العريقة. وقد صرح فضيلته بأن الأزهر يدرس الأدب والشعر والنثر والفنون المسرحية والسينما فنحن لسنا ضد الإبداع الراقي.. ووزير الثقافة يصفنا بأننا متعصبون فمن الذي يكون متعصبًا؟! الذي يقول رأيه العلمي أو الذي يطلق الأحكام جزافًا آخر المقال: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" صدق الله العظيم.