تواصل "المساء" سلسلة البحث في دفاتر الذكريات لمن اعطوا لقناة السويس سنوات عمرهم ومازالوا يواصلون رحلة العطاء. يقول محمد داوود.. المستشار القانوني الأسبق لقناة السويس إنه عندما اغلقت القناة عام 1967 طلب منا المهندس مشهور أحمد مشهور آنذاك أن يغادر جميع العاملين بالقناة للبحث عن فرصة عمل في أي مكان وإلا من أين سيأتي برواتب حوالي 24 ألف عامل وموظف بقناة السويس. أضاف تم انتدابي للعمل كمستشار هيئة قضايا الدولة ثم حصلت علي فرصة عمل في ليبيا بإحدي شركات البترول الاجنبية وانا هناك وصلتني معلومات بوجود مناقصة لإنشاء ميناء درنة في ليبيا فقمت بالاتصال بالمهندس مشهور وعرضت عليه الأمر وطلب مني شراء كراسة شروط وارسالها إليه في الإسماعيلية وبالفعل نجحت قناة السويس في أن تفوز بهذه المناقصة لتنفيذ العملية واستعانت بشركة الموانئ.. واستطاعت ان تحقق إنجازا عظيما في الوقت الذي كانت فيه الملاحة معطلة. ويتذكر المستشار داوود أن الرئيس أنور السادات أمر بسرعة إعادة الملاحة وأعطي للمهندس مشهور مهلة لمدة عام واحد فقط لإعادة الملاحة وتحويل يوم 5 يونيو من هزيمة إلي يوم فرح بعودة الملاحة عام ..1975 ووقتها استدعاني المهندس مشهور لمناقشة الوضع القانوني لرسوم العبور بالقناة لاسيما وانها مغلقة لمدة سبع سنوات وطلب استدعاء جميع أبناء القناة الذين تم تسريحهم ولم شمل ابناء القناة من جديد.. كما تطرقت المناقشات إلي كيفية تحديد رسوم العبور في القناة ووقتها استقبلني الرئيس الراحل محمد أنور السادات باستراحته بجزيرة الفرسان بالإسماعيلية وطالبته أن يعلن التزام مصر بما جاء في اتفاقية القسطنطينية التي تتضمن حق مصر في منع إسرائيل من استخدام قناة السويس للعبور وان قناة السويس من حقها أن ترفع رسوم العبور بأي قدر تراها مناسبا وفقا لاسعار البترول العالمية واستشهدت في ذلك بدراسة كان قد أعدها خبير القانون الدولي "بن حييم" وهو يهودي تضمنت دراسته السماح بالغاء أي معاهدة إذا كانت الظروف قد تغيرت بعد عقدها. وعن موعد تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة قال داوود إن هذا المشروع يعد صفحة قوية علي وجهه إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية. لأمرين.. أولهما أن إسرائيل كانت دائما تردد بأنها سوف تبدأ في شق قناة إيلات اشدود لجذب السفن والاستحواذ علي قدر كبير من حجم التجارة العالمية وسحب بعض التوكيلات الملاحية من قناة السويس.. وعندما قرر البطل عبدالفتاح السيسي البدء في المشروع ضاعت أمامه آمال إسرائيل والثاني هو الاحباط الذي أصاب أمريكا بعدما هددت مصر بقطع المعونة فبدأت مصر في عهد السيسي تثبت للعالم أنها قادرة علي صنع المعجزات وأن يكون قرارها بارادتها وليس بإرادة أمريكا وحلفائها. طالب المستشار محمد داوود بالتدقيق في أرقام استشهاد 120 ألف مصري شاركوا في حفر القناة أين ذهبت جثثهم ولم تظهر واحدة منذ عمليات التوسيع أو اثناء عملية حفر القناة الجديدة. فيقول إن هذه الأرقام تحتاج إلي أن نقف أمامها حيث لم تكن هناك أيام حفر القناة جهاز للاحصاء ولا سجلات للوفيات وبتحليل هذه المعلومات نجد أن 120 ألف استشهدوا علي مدار عشر سنوات أي أن بمعدل 330 شهيدا كل يوم.. ونعلم جيدا أن المصريين يقدسون حرمة الموتي ولهم مراسم خاصة بالدفن!! ولم تكن هناك أي وسيلة تنقل هذا العدد الكبير أما احتمال دفنها علي جانبي القناة منذ افتتاحها عام 1869 وحتي الآن تشهد عمليات توسيع وتعميق ولم يتم العثور علي رفات أو عظام شهيد من هؤلاء سوي أربعة رفات لأربعة جنود اثناء حرب .1973