"انت فين يا حكومة" كل يوم نسمع عن قرارات لكن يبدو انها مجرد كلمات في الهوا.. مرة يضعون خطة لمواجهة مخالفات المرور وتقوم الدنيا ولا تقعد ويجري الاعلاميون بعدساتهم هنا وهناك من أجل رصد تطبيق هذه القرارات ولكنها تطبق لدقائق معدودة ويعود الوضع أسوأ مما كان وتزيد المخالفات والسير عكس الاتجاه أصبح سمة الشارع المصري.. ومن أهم ما صدعتنا به الحكومة لأكثر من 6 أشهر هو ذلك القرار الخاص بتطهير شوارع القاهرة من الباعة الجائلين وقد تم صرف آلاف الجنيهات علي الحملات الأمنية وقوات الأمن المركزي وفرق التدخل السريع. بالإضافة إلي جراج الترجمان لنقل الباعة الجائلين إليه بصفة مؤقتة لحين الانتهاء من منطقة وابور الثلج بميدان عبدالمنعم رياض وبالفعل تم نقل عدد كبير منهم للترجمان وظلت قوات الأمن منتشرة بشوارع وسط البلد طلعت حرب وقصر النيل و26 يوليو والألفي وأغلقت في وجه قائدي السيارات مداخل ومحاور عديدة وكأنها تمنع هرقل من دخول مصر وفجأة اختفت هذه القوات وعادت ريما لعادتها القديمة. البائع المتجول لديه اعتقاد راسخ بأن الرزق لن يأتيه إلا إذا افترش نهر الطريق بشوارع وسط البلد فقد عاد الزحف إليها من جديد بشارعي رمسيس و26 يوليو ومنطقة الاسعاف وميدان عبدالمنعم رياض وشبرا وكل هذا تحت سمع وبصر هذه الأجهزة التي حصلت علي أموال من خزينة الدولة لتنفيذ خططها الفاشلة وللأسف فإنه رغم الضجة الكبري إلا ان هذه القرارات يلقي بها في سلة المهملات مما يمنح المخالفين القوة وتنفيذ كل رغباتهم والنتيجة بلا رادع قوي يمنعهم من هذا التعدي. ولأن الحكومة مازالت لا تعرف من الذي خرب بيتها وجعلها تعيش في العراء فقد تجاهلت ما يحدث بالشارع خاصة في منطقة دوران شبرا والذي يوجد به أكبر كمين أمني ومع ذلك فقد تجرأ عدد كبير من الباعة الذين تم طردهم من شارع طلعت حرب والاسعاف وافترشوا الأرصفة بشارع خلوصي علي بعد عدة أمتار من الكمين ووضعوا مظلات وتندات بشكل عشوائي. والآن وبعد كل هذه النتائج ماذا أنتم فاعلون ازاء ما يحدث في الميادين وشوارع القاهرة وحتي نري تنفيذاً علي أرض الواقع لتصريحات رئيس مجلس الوزراء ومحافظ القاهرة.