لاشك إن الإعلام لا يؤدي المطلوب منه.. وبدلاً من أن يعمل بحرفية.. فإن عمله مشوب بالانحراف! الموضوعات الجانبية شغله الشاغل في مقابل التغاضي وغض البصر عما يشغل العامة.. عامة الناس. علي سبيل المثال: ما قاله الأستاذ "هيكل".. وسوف يقوله ويمشي!! وهكذا عودنا إلا أن ذلك لا يعجب "الأمثال" فبدلاً من أن يقدموا جديداً فإنهم شغلوا الناس بتحليلات وتلميحات لا وجود لها إلا في خيالهم. والقارئ لا يعنيه منها شيء ويعرف أنها حيلة "العجزة" والعجائز!! * امتد تسويد الورق إلي تسويد حياتنا في الفضائيات بموضوعات ما أنزل الله بها من سلطان كالعفاريت التي اخرجوها من مكمنها فجأة. ومقاهي الملحدين وحمامات الشواذ جنسياً وملكة البدينات.. وما قد يدرج من موضوعات قد لا تحظر علي البال..!! والسؤال: لماذا إصرار الجن والعفاريت علي ركوبنا نحن الشرقيين ورفضها امتطاء أوروبياً أو أمريكياً؟ ليس هناك من تفسير لتفضيل العفاريت لركوبنا ورفضها لامتطاء الآخرين إلا الجهل الذي ننعم به.. والفقر الذي يحاصرنا في كل مكان.. واقترابنا من الديمقراطية بحذر وكره البعض منا لها كراهية التحريم. يخاف الجن من ركوب الأوروبيين لنور ديمقراطيتهم الساطع.. ولمحاربتهم الفقر والتخلف ما استطاعوا إليه سبيلاً! الذين يؤرقهم "هيكل" ويقض مضاجعهم.. ويتحسبون امتطاء الجن والعفاريت لهم لماذا لا يشغلون أنفسهم بما يشغل بال المواطن ويؤرق ليله بدلاً من الاشتغال بالماضي والجهل والخرافات. يشغل بال المواطن أن ما رفعته الثورتان 25. 30 شعاراً لهما: عيش حرية عدالة اجتماعية لم يتحقق منهم ما يرضي طموحه وآماله في ثورتين أكبرهما العالم المتحضر! يشغل بال المواطن: أن أرض مصر الواسعة 95% منها صحراوات.. أن يباع له المتر السكني بسعر يتراوح من 2500 إلي 4500 وإن كان عاجبك ومن الاقتصادي "كتر له"!! يشغل بال المواطن أن الأمية تدلدل رجليها عليه عاماً بعد عام.. وهو في الجن والعفاريت في مأمن إن انزاح كابوس الأمية. يشغل بال المواطن ازدياد البطالة ونموها.. ويريد من الدولة أن تحد منها وتوقف نموها! يشغل بال المواطن مراكب الصيد التي تضل طريقها.. كل يوم في مكان.. رغم آلاف الكيلو مترات من شواطئنا وبحيراتنا! يشغل بال المواطن استمرار غرق شبابنا أمام سواحل إيطاليا وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا واللغز المحير أن كل شاب من الغارقين يدفع ما يستطيع أن يبدأ به مشروعاً في بلده! يشغل بال المواطن العشوائيات وعفاريتها من الانس.. ولا يشغله الجن المصور إن وجد حلولاً لما يحاصره وينغص عليه عيشه!!