أكد متابعو برامج وفقرات العديد من القنوات الفضائية خلال العام الحالي 2014 أن معظم البرامج ابتعدت تماماً عن المصداقية في نقل الأحداث. واهتمت في مجملها بالإثارة و"الفرقعة" علي حساب المهنية الإعلامية والأمن القومي للبلاد. والاستقرار النفسي للمواطن الذي أصابه الاكتئاب بسبب مضمون الفقرات الذي اعتمد علي تضخيم المشكلات دون وضع حلول مقنعة لها. معتبرين أن أحمد موسي هو الأفضل بين مقدمي البرامج بينما جاء وائل الإبراشي علي رأس قائمة الإعلاميين الأسوأ. "المساء" رصدت تعليقات المشاهدين من خلال السطور التالية.. * عبدالمسيح نجيب تاجر ملابس قال: للأسف البرامج في عام 2014 اعتمدت في تغطيتها علي الإثارة و"الفرقعة" ولذلك خرجت في مضمونها خاوية ولم تستطع لا جذب الجماهير ولا وضع حلول حاسمة للقضايا والمشكلات التي عانت منها مصر خلال الفترة الماضية. مضيفاً أن ظاهرة تكرار الضيوف في جميع البرامج أدي في النهاية لفقدان تلك البرامج لمصداقيتها. * محسن إبراهيم موظف وقال: البرامج كلها متشابهة و"اللي بيقولوا بيعيدوه" وفي النهاية المواطن هو الخاسر لأنه يحرق أعصابه دون فائدة أو إجابات وافية لعشرات القضايا التي يواجهها في يومه. واتفقت معه في الرأي وسام هاني ربة منزل وقالت: إنه لا يوجد أي برنامج يمكن أن يكون متفرد في أسلوبه أو طريقة معالجته للقضايا كله متشابه ينتقل الموضوعات عن الآخر ويستضيف نفس الضيوف وتعلو الأصوات دون أن نصل في النهاية إلي الجذور الحقيقية للمشكلة التي نواجهها. واعتبرت أن أسوأ ما في الإعلام هو استفزاز بعض مقدمي البرامج وحديثهم بطريقة تصل إلي حد الإساءة والإهانة أحياناً معتبرة أن الإعلامي عمرو أديب هو أكثر من يمثل هذا الاتجاه. إبراهيم سيد سائق تاكسي: الإعلام أساء لنفسه وللمواطن والدولة ولم يقدم سوي القضايا المستفزة والمشاهد المحيطة وكالعادة أهمل الحديث عن العديد من فئات المجتمع التي تحتاج للاهتمام وتوسيع دائرة النقاش حولها. مشيراً إلي أن وجود العديد من القنوات التي تتشابه في مضمونها تسبب في هروب المشاهد من متابعتها وخاصة برنامج وائل الإبراشي وريهام سعيد. علي عبدالعزيز محاسب قال: الإعلام يسير في واد والناس في واد آخر. فكل ما يهم برامج التوك شو للأسف هي الإثارة والفرقعة علي حساب الشعب الذي مل من تكرار الضيوف علي جميع القنوات دون وضع حلول مقنعة للمشاكل الحقيقية التي نعاني منها. حسب الله فهمي مدير تسويق بالمعاش قال: أتمني أن يشهد العام الجديد إعلاماً صادقاً وحرص الإعلاميين علي مصلحة الدولة وعدم السعي وراء الإثارة والتحريض. عيسي محسن بكالوريوس تجارة قال: إعلام 2014 كله مساوئ وغلطات وتتلون بتلون التيار السيساي الغالب وأتمني في العام الجديد أن نجد إعلاماً حقيقياً يعبر عن واقع الشارع المصري دون تزييف. محمد محيي الدين موظف بالمعاش قال: الإعلاميون عليهم التدقيق في اختيار ضيوف البرامج الذين ينتقلون من قناة إلي أخري ويتحدثون دون أن يصلوا في النهاية لحلول ترضي المواطن البسيط. مشدداً علي فكرة أن يرتقي الإعلام بمضمون المادة المقدمة بحيث لا نري حالة الفوضي التي نعيشها حالياً. واتفقت معه إيمان عباس ربة منزل قالت: أتمني أن يتوقف الإعلام عن الحشد والتحريض وأن يهتم ببناء الدولة فكل ما رأيناه في 2014 خناقات وصراعات لا علاقة لها بالمواطن. تخبط وارتباك من جانبهم أكد أساتذة وخبراء الإعلام أن عام 2014 شهد تخبطاً ملحوظاً وارتباكاً واضحاً في الأداء الإعلامي. مشيرين إلي أن الإعلام وخاصة برامج التوك شو شهدت العديد من السلبيات الجسيمة التي تتعارض وآداب المهنة وأخلاقياتها. د.صفوت العالم أستاذ العلوم بجامعة القاهرة قال: للأسف الشديد إعلام 2014 لم يتناسب اطلاقاً مع مرحلة التحول السياسي التي شهدتها البلاد. وظهر طوال الوقت بشكل مرتبك ومتخبط. وصل لحد إزعاج النظام السياسي في كثير من الأوقات. أضاف : لم يحقق الإعلام في 2014 أي جديد. حتي في انتقاده وتغطيته للأزمات والمشكلات لم يستطع القيام بذلك بدرجة متكاملة أو جادة. وهو الأمر الذي خلق فوضي في الأداء الإعلامي. وجعله يظهر في شكل سلبي متسببا في أخطاء مهنية جسيمة. ودلل العالم علي العديد من الأحداث التي ظهر فيها الإعلام في شكل مرفوض معتبراً من قضايا التسريبات أبرز المظاهر الدالة علي فوضي الإعلام لأنه يجعل الإعلام قاضي يحكم علي لبعض بالخيانة والآخرين بالبطولة وهذا أمر ليس مكانه الإعلام. مضيفاً إلي أن نقل محاكمات النظام السابق تم بشكل غير مهني. إضافة إلي التغطية الإعلامية الخاصة بانتخابات الرئاسة التي ارتكب خلالها الإعلام كوارث مهنية معتمداً علي أنه سيكون السبب الرئيسي لمشاركة الجمهور متناسياً أن المشاركة لا تأتي بدعوة الإعلام إنما الدافع يجب أن يكون تربويا وثقافيا. هذا بخلاف العشرات من القضايا اليومية التي ارتكبت أخطاء جسيمة في معالجتها ومناقشتها. د.حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا قال: برامج إعلام 2014 لم تكن إلا برامج حشد موجهة وكرست لحالة الصراع السياسي بين الإسلاميين واليساريين والعديد من الأطياف الأخري. ودفع هذا العديد من البرامج لنشر فكر التخوين عن أي أحد يتحدث خارج الإطار الذي تتكلم فيه تلك البرامج. مشيراً إلي أن البرامج وخاصة "التوك شو" ظهرت بشكل تعبوي وتحريضي أكثر منه إعلامي وهو الأمر الذي تسبب في العديد من المشكلات للدولة وعرض علاقات مصر للخطر وتسبب في أزمة دبلوماسية مع دول عربية شقيقة كالمغرب وليبيا والسودان بسبب عدم مهنية المذيعين واندفاعهم غير المبرر. أضاف : الغريب أن جميع البرامج شهدت تغيراً ملحوظاً في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام بحيث اتجهت لمعالجة قضايا السحر والشعوذة والجنس. مستغلين عزوف المشاهد عن السياسة. وهو ما تم بشكل أقرب للفوضي الأمر الذي جعل برامج التوك شو هي الأسوأ في إعلام .2014