تجريدة محافظة القاهرة علي ما يسمي بمقهي الملحدين وإغلاقه حركة قرعة وشو إعلامي ليس أكثر. وإلا فإذا كانت المحافظة محافظة فعلا ومؤمنة بالله ورسوله فعليها ان تغلق المواخير المنتشرة في طول العاصمة وعرضها. ومنها علي سبيل المثال ذلك الماخور الذي بمدخل مسرح ميامي بوسط البلد. وعلي يدي فقد تلقت المحافظة عشرات الشكاوي من مسئولي المسرح لإغلاقه لكنها لم تفعل. إما لأنها معجبة به. أو مستفيدة منه. أو خائفة من أصحابه. وأتحداها وأتحدي أي مسئول في مصر أن يفكر حتي في الاقتراب منه.. الاقتراب منه لإغلاقه وليس الاقتراب منه للاستمتاع به وفيه!! دعك من المواخير وخلينا في حكاية الالحاد. واعلم أكرمك الله. أنه من الجهل والجهالة والعبط والاستعباط الظن بأن إغلاق مقهي أو حتي مطاردة الملحدين في كل مكان يلحدون فيه سيقضي علي هذه الظاهرة التي انتشرت وتوغلت واستفحلت حتي أن مصر اصبحت نمرة واحد في الالحاد علي مستوي الوطن العربي كله. ليس هكذا والله نعالج أمرا جللا كهذا.. بالمطاردة أو الضرب أو التجريس الإعلامي.. لن يزيدهم ذلك إلا تمسكا بالحادهم والسعي لاكتساب المزيد من الانصار.. وهم يسعون ويكتسبون ملحدين جددا كل يوم.. ولا أحد يتوقف ليسأل نفسه لماذا يلحد الشباب؟.. وبغض النظر عن أن الايمان أو الالحاد شأن خاص فإن اسباب انتشاره في مصر كثيرة. ولا أدعي أنني أعرفها كلها.. لكن ما أعرفه ان فقدان الثقة في الدين سببها رجال الدين أنفسهم سواء أولئك المنتمين للنظام وينافقونه ويبررون له كل افعاله وبالكتاب والسنة أو أولئك الذين يعارضونه ويحرقون ويدمرون ويفجرون بالكتاب والسنة برضو. مع إن الكتاب والسنة بريئان من هؤلاء وأولئك. يلحد الشباب عندما يجدون شيخا متزوجا من أربع ويعيش ولا في الأحلام مع إنه بلا عمل أساسا ولاتعرف كيف. ثم يطلب من غير القادرين منهم علي الزواج ان يصوموا حتي لايقعوا في الخطيئة مع انه هو الخطيئة نفسها. يلحد الشباب عندما تلفظهم المدارس التي توقفت عن كل الانشطة الثقافية والفنية والرياضية وتفرغ مدرسوها لممارسة سعار الدروس الخصوصية بمباركة وتشجيع من الوزير وحكومته الفاشلة.. وتلفظهم كذلك المؤسسات الثقافية العقيمة. يلحد هؤلاء الشباب عندما يفقدون الثقة في المجتمع والدولة وهم يشاهدون اللصوص والقوادين والفاشلين والفاسدين يتصدرون الصفوف بل ويتم تكريمهم باعتبارهم نماذج وقدوة للشباب وتبدأ الحفلات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. يلحد هؤلاء الشباب عندما نكثر من الحديث عنهم وعن ضرورة اعطائهم الفرصة بينما نعطيها لغيرهم ممن اصبحوا خارج التاريخ واذا اعطيناها لواحد منهم اخترنا الفاسد والمنسحق والتافه.. فيكفرون بكل شئ وأي شئ. ليس الحل في اغلاق مقهي أو المطاردة أو التجريس في الإعلام.. الحل في أن نستوعبهم ونكون قدوة لهم وان تتسق اقوالنا مع افعالنا.. ثم بعد ذلك كل واحد حر "فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر"أم أن الدولة التقية الورعة لم تقرأ "إنك لن تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء".. هل الدولة فعلا تقية وورعة الي هذا الحد.. هل تعرف ربنا أصلا؟!!!