كل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز علي مبادرته للصلح بين مصر وقطر التي تستهدف عودة الوئام بين أبناء العالم العربي ولم الشمل بين هؤلاء الاشقاء.. هكذا دائما خادم الحرمين يؤكد بمواقفه الشجاعة أن مصر لا تغيب عن خطره.. ورغم أن رئاسة الجمهورية قد أبدت ترحيبها بهذه الخطوةالبناءة لعودة اللحمة العربية إلا أننا نريد من قطر تلك الدولة الشقيقة خطوات إيجابية تؤكد مدي حسن نواياها واستعدادها لفتح صفحة جديدة وإغلاق ملف خلافات الماضي إلي الأبد. وكما يقولون أهل الفكر والسياسة أن الكرة الآن في ملعب قطر. حقيقة الواجب والشهامة العربية تقتضي رداً إيجابيا من قطر علي هذه المبادرة التي جري الاتفاق عليها بين قادة دول الخليج في اجتماعهم في المملكة العربية خاصة أن هذه الخلافات وآثارها السلبية تأتي في وقت يتعرض فيه العالم العربي لمخططات خبيثة تسعي لتفتيته وتحويله إلي دويلات. ولعل ما يجري بالعراق وليبيا واليمن أبلغ دليل. وهذا الاجماع من هؤلاء الاشقاء يتطلب موقفاً شجاعاً من هؤلاء الاشقاء في قطر.. وأن يتخذ الشيخ تميم بن حمد أمير قطر خطوات تؤكد أن ما جري الاتفاق عليه مع هؤلاء. القادة قد تحول إلي حقيقة علي أرض الواقع وأن الطريق ممهد لتجاوز هذه المرحلة من الخلافات خاصة أن مصر لم تتخذ أي موقف عدائي تجاه قطر. وأن الشعب المصري يكن كل الحب والتقدير لشعب قطر الشقيق. لكن قلوب أبناء أم الدنيا يعتصرها الألم علي هذا الموقف العدائي تجاه مصر وابنائها الذين يتساقطون شهداء في مواجهة تحديات الإرهاب والإرهابيين الذين لم تتوقف أعمالهم التدميرية والتخريبية في أرض الفيروز وفي سائر المواقع مما يثير الفزع وعدم الاستقرار بهذا الوطن الآمن حضن العرب الدافئ دائماً. هذا الاتفاق وتلك المبادرة النابضة بالحب والمودة تتطلب من قطر ابداء حسن النوايا.. وفي المقام الأول الأمر يتطلب وقف حملات التشويه والنيل من مصر علي مدي 24 ساعة من قناة الجزيرة واتخاذها منبراً ضد الاشقاء والسعي بكل همة لتشويه الشقيقة الكبري للعالم العربي وذلك دون أي ذنب اقترفته مصر ضد قطر.. ووقف هذا العداء من جانب قناة الجزيرة في مقدمة الضروريات ولا داعي للتنصل من هذا الواجب بأي شكل وتحت أي شعار يبدو من ظاهره وباطنه العداء بكل أشكاله. في نفس الوقت يتعين علي قطر وفي إطار حسن النوايا تسليم جميع زعماء وقيادات الإخوان الهاربين إليها والمتهمين في قضايا تمس الأمن القومي لمصر. حيث انهم يتمتعون بالرعاية من قطر. مما يتنافي مع أبسط القواعد التي تربط بين العرب وتتنافي مع الهمة والشهامة. كما أن هذه المبادرة وذلك الاتفاق جري في وجود الأمير تميم كما يتطلب ثالثا وقف التضامن مع تركيا في موقفها العدائي ضد مصر والتخلي بصفة دائمة عن التعنت ضد مصر ووقف الحملات والدعم المادي لمن يناصبها العداء. ولا شك أن الأخطار التي تواجهها الأمة العربية خطيرة ويتعين تضافر الجهود وأن يكون العرب من الخليج إلي المحيط علي وعي كامل بما يدبر ضدهم.. والمؤامرات التي يتم إعدادها لنهب ثرواتهم واستنزاف قوتهم وإثارة الخلافات فيما بينهم والعمل بكل جهد لاستمرارها ولابد من وقف التجاوزات من جانب القنوات الفضائية سواء من جانب قناة الجزيرة أو مصر. الحكمة تتطلب من قطر أن تعترف رسميا بالنظام الجديد الذي اختاره الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو خاصة أن هذا النظام قد أتاح الفرصة لهؤلاء الأشقاء لتصحيح المسيرة ونبذ الخلافات والخطوات الدبلوماسية في هذا المجال واضحة لكل ذي عينين ولعل ترحيب رئاسة الجمهورية بهذا الاتفاق أبلغ دليل. كما أنه يجب علي قطر في إطار الشهامة والمودة بين الأشقاء وقف الدعم المادي والمعنوي عن المحرضين علي العنف والوقوف ضد النظام المصري من داخل البلد الشقيق قطر. اعتقد أنه قد آن الآوان لطي صفحة الخلافات والتجاوزات خاصة أن مصر قد فتحت ذراعيها لهذه المبادرة التي صدرت من حكيم العرب وأشقائه قادة دول الخليج.. والجميع يدرك مدي حكمة هؤلاء الزعماء وحرصهم علي عودة الوئام بين كل أبناء العالم العربي. وشعب قطر لا ترضيه بأي حال من الأحوال اراقة دماء الجنود المصريين والمواطنين الأبرياء من ارهاب مدعوم بأموال أشقائهم.. وفي اطار العلاقات بين الشعبين الشقيقين يتعين علي حكام قطر المبادرة بخطوات فاعلة تبدد ظنون المشككين في تحقيق هذه المصالحة.. والآمال تحدونا في دعوة ايجابية من قطر لعقد لقاءات مع أشقائهم في مصر وتلك أفضل طريق لتحقيق الآمال من هذه المبادرة الحكيمة.