الاستجابة الفورية من رئاسة الجمهورية لدعوة خادم الحرمين الشريفين. الملك عبدالله بن عبدالعزيز. عاهل السعودية. والتي دعا فيها مصر لدعم اتفاق المصالحة بين دول الخليج وقطر. جاءت انطلاقاً من عدة أسس. ربما تجسدت في البيان الذي صدر من الرئاسة في هذا الشأن. يأتي التأييد المصري للمبادرة والترحيب ببيان العاهل السعودي. الذي ناشد مصر حكومة وشعباً. دعم اتفاق الرياض. وطالب فيه بأن يكون الإعلام معيناً لتحقيق الخير للشعوب.. كأمر طبيعي باعتبار أن مصر هي الشقيقة الكبري. وبيت العرب. وهي أول من يحرص علي إعلاء المصالح العربية بوجه عام. والخليجية علي وجه الخصوص. نظراً لما يجمع بين مصر وشقيقاتها الخليجيات من أواصر ووشائج لا تنفصم. مهما هبَّت عليها الرياح. أو عكَّرت صفوها بعض السحب العابرة! ولعل تأكيد بيان رئاسة الجمهورية علي أن مصر لديها ثقة كاملة في حكمة الرأي. وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين. وتثمِّن غالياً جهوده الدءوبة لصالح الأمتين العربية والإسلامية. ومواقفه المشرفة إزاء مصر وشعبها.. يعكس مدي تقدير القيادة المصرية واعتزازها بالمواقف المضيئة التي تنطلق من عقلية مستنيرة لخادم الحرمين الشريفين. ووقوفه إلي جانب مصر في الظروف الصعبة التي مرت بنا سياسياً واقتصادياً خلال الفترة الأخيرة. ثم يأتي تجديد مصر العهد علي أنها كانت وستظل بيت العرب ولا تتواني عن دعم ومساندة أشقائها. والتأكيد علي تجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الصادقة. والتي تمثل خطوة كبيرة علي طريق التضامن العربي. ما سبق يوضح بجلاء شديد مدي إدراك مصر لمسئولياتها العربية والقومية.. ومدي حرص القيادة المصرية علي لم الشمل العربي.. فالشقاق والتنابذ والخلافات ليست في مصلحة أحد. بل هي أكبر خطر يهدد أمتنا من المحيط إلي الخليج.. وأي تهديد أو اضطراب يلحق بالأشقاء لابد أن تمتد آثاره إلي مصر. ومن هنا فإن مصر هي أحرص ما يكون علي التماسك والتضامن العربي في أي بقعة من بقاع "الوطن الأكبر". ثم يدلف بيان الرئاسة إلي القول بأن "مصر" شعباً. وقيادة. علي ثقة كاملة من أن قادة الرأي والفكر والإعلام العربي سيتخذون منحي إيجابياً جاداً وبناءً. لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع. ونبذ الفُرقة والانقسام. مشيراً إلي دقة المرحلة الراهنة. وما تقتضيه من تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا. وهذه الفقرة من البيان المصري. تحمل في طياتها رسالة واضحة لجميع العاملين في الإعلام بضرورة تغليب المصلحة العليا للعرب جميعاً. والتحلي بالدقة والموضوعية والإحساس بمسئولية الكلمة سواء أكانت مكتوبة. أو مسموعة. والابتعاد عن كل ما يمكن أن يعكر صفو العلاقات العربية أو ينال من التضامن والتماسك بين الشعوب العربية.. والتركيز علي كل ما يسهم في طي خلافات الماضي. وفي النهاية.. أعتقد أن العلاقات الوثيقة بين مصر ودول الخليج. وفي مقدمتها الشقيقة السعودية.. وما يربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين. الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لكفيل برأب الصدع. وجمع الشمل.. ولعل الرسالة تكون قد وصلت لكل الأطراف.