رئيس جامعة المنوفية يستقبل لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات    غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكفر الشيخ    نقل النواب تناقش طلبات إحاطة بشأن الطرق والكبارى    مصر رئيساً لاتحاد المعلمين العرب للدورة الثالثة على التوالي    تحقق الاستقرار والتوطين.. التجمعات الزراعية «حياة جديدة» بأرض الفيروز    تعديل رسوم التراخيص والغرامات للعائمات الصغيرة بقناة السويس    بشرى سارة.. تعديل كردون مدينة أسوان وزيادة مساحته ل 3 أضعاف    البرلمان الأوروبي يوافق على القواعد الجديدة لأوضاع المالية العامة لدول الاتحاد الأوروبي    .. وبحث التعاون مع كوريا الجنوبية فى الصناعات البحرية    السعودية تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة في غزة    أوكرانيا: روسيا ستقصف أماكن غير متوقعة.. ونحن نستعد لصد أي هجوم    تشيلسي يهاجم آرسنال ب«جاكسون وماديوكي ومودريك»    بدء فاعليات الحفل الفني بقصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة ومحافظ شمال سيناء    مدرب مفاجئ ينضم لقائمة المرشحين لخلافة توخيل    العميد يؤجل طلب إضافة عناصر لجهاز المنتخب لبعد مباراتي بوركينا فاسو وغينيا    اتحاد الكرة يطلب حضور 50 ألف مشجع أمام بوركينا فاسو    صدمة في ليفربول| غياب نجم الفريق لمدة شهرين    الرمال المثارة تصل اليونان.. هل تؤثر على مصر؟.. الأرصاد تجيب    براءة «عدلي القيعي» من تهمة سب وقذف «ممدوح عيد»    "تعليم البحيرة": تخصيص 125 مقرًا للمراجعة النهائية لطلاب الإعدادية والثانوية - صور    المشدد 15 عامًا ل4 مدانين بالشروع في قتل سائق وسرقته بكفر الشيخ    بدء حفل فني على مسرح قصر ثقافة العريش بحضور وزيرة الثقافة    إطلالات مثيرة وجسم رشيق..كيف أثرت ابنة مي كساب على قرار فقدان وزنها؟    افتتاح محاكي لأرشيف سينما الجنوب بمهرجان أسوان لأفلام المرأة    عمرو يوسف يكشف عن حقيقة وجود جزء ثاني من «شقو»    العقرب.. تفاصيل شخصية دياب في فيلم "السرب"    العيب الحقيقى    صبري فواز وسلوي محمد على يفتتحان «سمبوزيوم» المرأة والحياة ب«أسوان لأفلام المرأة»    بالفيديو.. خالد الجندي يشيد بكلمة وزير الأوقاف عن غزة بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    "بقى فخم لدرجة مذهلة".. خالد الجندي يشيد بتطوير مسجد السيدة زينب |فيديو    الاعتماد والرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية    «صحة كفر الشيخ» خامس الجمهورية في تقييم القوافل العلاجية ضمن حياة كريمة    دراسة: الوجبات السريعة تسبب تلف الدماغ عند الأطفال    قضايا الدولة تشارك في فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي "ويبو"    غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض    للحوامل.. نصائح ضرورية لتجنب المخاطر الصحية في ظل الموجة الحارة    كشف ملابسات سير النقل الثقيل في حارات الملاكي بطريق السويس الصحراوي    حذر من تكرار مصيره.. من هو الإسرائيلي رون آراد الذي تحدث عنه أبو عبيدة؟    التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة بعد تغيير الساعة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نواجه عدواً شرساً مدعوماً دولياً.. يهدد بلادنا
نشر في المساء يوم 22 - 11 - 2014

الفريق جلال هريدي مؤسس سلاح الصاعقة المصرية في الخمسينيات ورئيس حزب حماة الوطن يمتلك رؤية واضحة في التعامل مع القضايا الخطيرة التي تمر بها مصر اكتسبها من خبرته الواسعة في العمل الوطني في العديد من المجالات.
"المساء الأسبوعية" التقته به وحاورته في العديد من القضايا المطروحة علي الساحة فأكد أن الحل الأمني هو الأهم في هذه المرحلة لمواجهة الإرهاب لأننا نواجه عدواً شرساً يتم دعمه دولياً ويجب القضاء عليه أولاً ثم تطبيق الحلول الأخري من توعية سياسية ودينية واجتماعية لاستئصال الظاهرة من الجذور.
قال إن هناك عدة أسباب وراء العنف في رفح يأتي في مقدمتها وجود حماس علي الحدود والمكاسب التي تجنيها أطراف عديدة من الأنفاق وسياسات مرسي الرئيس الأسبق لإقامة إمارة إسلامية في سيناء وأننا ارتكبنا خطأ كبيراً ندفع ثمنه الآن في اعتبار السيناوية مواطنين "درجة ثانية".
أضاف أن سيناء تعرضت للإهمال علي مدار عقود طويلة ومنذ عهد الرئيس عبدالناصر وأن الضربات الاستباقية للعناصر الإجرامية دليل نجاحنا في حماية حدودنا وأن معاهدة السلام لم تمنعنا من زيادة القوات والتسليح علي الحدود بسيناء.
تطرق في حواره إلي الانتخابات النيابية القادمة مؤكداً أنه لا مانع من التحالف مع أحزاب وتجمعات أخري لكن بشروط محددة وأن المواطن قادر علي الفرز وأنه لا مجال لعودة رموز الفساد من الإخوان أو الوطني.
* بداية.. كيف قمتم بتأسيس سلاح الصاعقة المصري؟
** البداية كانت في عام 1955 حيث حصلت علي فرقة صاعقة في أمريكا أنا وزميلي اللواء نبيل شكري الذي كان قائداً لقوات الصاعقة في حرب أكتوبر وبعد عودتنا قمنا بتدريب مجموعة من القوات في منطقة أبوعجيلة بسيناء وتحديداً بين جبلي الحلال ودلفة وتم تكوين كتيبة سميت بالكتيبة السابعة وكان يتولي الشئون الإدارية بها البكباشي أحمد إسماعيل الذي أصبح فيما بعد مشيراً وتولي وزارة الدفاع ثم تبع ذلك تكوين 3 مجموعات خاصة بالصاعقة وعندما وقع العدوان الثلاثي علي مصر في عام 1956 ذهبت أنا ومجموعة من الضباط إلي بورسعيد منهم الشهيد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 صاعقة واللواءات أحمد عبدالله ونبيل الوقاد وقمنا بعدة عمليات ناجحة ضد القوات الغازية وبناء علي ذلك تم إنشاء سلاح الصاعقة في عام 1957 وهو السلاح الذي أثبت كفاءته ونجاحه في مهامه فتقرر أن يكون سلاحاً مستقلاً وكانت السرية 57 أول تشكيل قتالي في الصاعقة وكانت تتبع هيئة العمليات.
نقطة مشتركة
* ما هو تقييمك لأداء قوات الصاعقة في الوقت الحالي؟
** بالتأكيد هناك اختلاف كبير في الإمكانيات فقد كنا نعمل في ظل إمكانيات محدودة أما الآن فحدثت طفرة غير عادية في الإمكانيات الحديثة التي توفرها الدولة لهذه القوات ولكن تبقي هناك نقطة مشتركة بين قوات الصاعقة الآن وفي الماضي وهي الروح والعزيمة والإصرار علي النصر فكل شخص ينضم للعمل في هذه القوات يؤمن أنه يهب حياته لمصر والجميع يتسابق لأداء المهام القتالية الصعبة ويتمني الاستشهاد وهذا ما يميز رجل الصاعقة لدرجة أنني في هذه السن المتقدمة أتمني أن أعود جندياً في القوات المسلحة وأنال شرف الشهادة في سبيل مصر.
* وهل أفراد الصاعقة يحتاجون إلي مؤهلات وقدرات خاصة؟
** هذا السلاح يحتاج إلي تحمل وجلد غير مسبوقين بسبب التدريب شديد القسوة الذي يتم لأفراده ويكفي أن نعلم مثلاً أننا عندما نبدأ بتدريب 100 شخص لتأهيلهم للانضمام إلي الصاعقة يتم تصفيتهم إلي 20 فقط لأننا نعرضهم لأقصي درجات الخطورة أثناء التدريب لكي يحقق الهدف من هذا السلاح وهو القيام بدوريات بعيدة المدي خلف خطوط العدو وفي ظل ظروف غير طبيعية وهذا التدريب القاسي يتكلف الكثير ولكن تظل طبيعة هذه القوات التي تعتمد علي العنصر البشري وكفاءته هي الأساس في قدرته علي تنفيذ عمليات خاصة ذات خطورة كبري.
قسوة التدريب
* إذا عقدنا مقارنة بين قوات الصاعقة المصرية والقوات المثيلة في جيوش العالم ماذا تقول؟
** بدون تحيز أو مبالغة أقول صادقاً لا يوجد أي مقارنة بيننا وبين الآخرين سواء من حيث القدرات أو قسوة التدريب ويكفي للتدليل علي ذلك ما حدث في حرب الخليج حيث طلبت القوات الأمريكية التدريب مع قواتنا عندما شاهدوا ما يتمتعون به من قدرات غير عادية ووافقنا علي هذا الطلب ولم يمض سوي أسبوع إلا وطالبونا بتخفيف الحمل التدريبي لأنهم غير قادرين علي تحمله.. كذلك عندما تجري مناورات مشتركة مع دول العالم مثل النجم الساطع تكون لقواتنا الكلمة العليا.. والصاعقة هي السلاح الوحيد الذي لم يدخله الخبراء الروس عندما كان لهم تواجد في مصر بل إنهم طلبوا فيما بعد البرامج الخاصة بنا للتدريب عليها وتطبيقها في بلادهم.
قرار جريء
* إذا انتقلنا للوضع الحالي في سيناء.. كيف تري الخطوات التي اتخذت للقضاء علي الإرهاب فيها؟
** لقد جاء القرار الجريء بإنشاء المنطقة العازلة علي الحدود تنفيذاً لمطلب العديد من الخبراء لتكون البداية الحقيقية لاستئصال الإرهاب بالسيطرة علي الأنفاق بالكامل والتي تهرب من خلالها كل ما يتخيله الإنسان من أفراد أو أسلحة أو علي العكس الاستيلاء علي مواد غذائية ومواد بناء من مصر وأعتقد أن القوات المسلحة تسير في الطريق الصحيح للقضاء علي الإرهاب وبإذن الله سيحدث ذلك قريباً فمصر لن تنكسر أبداً طالما كانت لدينا قوات مسلحة عظيمة تنتمي انتماء حقيقياً لهذا الشعب فكل شعوب العالم لها جيوش أما في مصر فلدينا جيش وطني له شعب.
* وهل خطوة المنطقة العازلة تكفي لاستئصال الإرهاب نهائياً؟
** إقامة المنطقة والتهجير الاختياري خطوة رئيسية للقضاء علي هذه الظاهرة ثم تأتي المرحلة الأهم والأخطر وهي امتلاك شبكة معلومات متكاملة عن الخلايا الإرهابية في المنطقة ولن يتحقق هذا إلا من خلال تعاون أبناء سيناء المخلصين مع الأمن ثم تأتي في مرحلة لاحقة تنمية سيناء بشكل حقيقي ولكن علينا أولاً أن نستأصل جذور الإرهاب بالقضاء علي مرتكبيه ومموليه.
تجربة التسعينيات
* وهل تعتقد أن الحل الأمني يكفي بمفرده للقضاء علي الإرهاب؟
** إذا عدنا لتجربة التسعينيات في مواجهة الإرهاب نتأكد من أن الأمر يحتاج إلي العمل علي كل المحاور من خلال استراتيجية متكاملة بعد دراسة ظاهرة الإرهاب من حيث دوافعها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والنفسية والدينية ولكن ظاهرة الإرهاب الجديدة هذه الأيام تتطلب أن يكون الحل الأمني هو الحل الأول في هذه المرحلة لأنك تواجه عدواً شرساً يجب أن تقضي عليه ثم نبدأ في علاج باقي أوجه القصور التي تقف وراء الإرهاب لأن الحوادث الحالية تختلف عن فترة التسعينيات بسبب وجود أطراف أخري خارجية إقليمية ودولية لها مصالح في استمرار الإرهاب وتمد الإرهابيين بالسلاح والمال والمعلومات ومن ثم فنحن في حالة حرب وموجة إرهابية غير مسبوقة يجب أن نتعامل معها بالطريقة التي تناسبها ثم يأتي بعد ذلك دور كافة أجهزة الدولة لكي تمنع ظهور الإرهاب من جديد من البداية.
* وهل تتفق مع الرأي القائل إن سيناء تعرضت للإهمال من جانب الدولة علي مدار عقود طويلة؟
** لا نستطيع أن ننكر ذلك وهذا يحدث منذ عهد الرئيس الراحل عبدالناصر حيث اقترحنا أن يتم منح كل شخص يخرج للاحتياط من الصاعقة 10 فدادين لإقامة تجمعات تشبه المستوطنات الإسرائيلية تضمن زراعة سيناء بالبشر ولكن المشروع لم ير النور حتي الآن كذلك كان الراحل اللواء منير شاش محافظ شمال سيناء السابق يمتلك رؤية لتنمية سيناء ولكن لم يمكن من تنفيذ هذه الرؤية لتظل سيناء تعاني الإهمال بجانب الخطأ الكبير الذي ارتكبناه في طريقة التعامل مع أهالي سيناء حيث كان يتم معاملتهم كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وللأمانة هم عانوا كثيراً من هذا الخطأ.
* وهل هذه المعاناة كانت سبباً في زيادة تواجد الإرهابيين في سيناء؟
** لاشك أنك عندما تشعر كمواطن بأنك درجة ثانية فأنت تعاني من غصة قد لا يتحملها البعض وقد يدفعهم ذلك لارتكاب جريمة التعامل مع الجماعات الإرهابية أو علي الأقل عدم الإبلاغ عنهم وإن كان هذا لا ينفي بأي حال من الأحوال الوطنية الشديدة لأبناء سيناء الذين كان لهم دور لا ينكر في حرب أكتوبر 73 وما قبلها وما بعدها فنحن كرجال قوات مسلحة عشنا وسط هؤلاء ومازلنا تربطنا بهم صلات وثيقة ونعرف مدي عشقهم لمصر ولتراب وطنهم.
6 أسباب
* ولماذا رفح تحديداً أكثر المناطق اشتعالاً بالحوادث الإرهابية في سيناء؟
** رفح منطقة حدودية ذات طبيعة خاصة وهناك عوامل ساهمت في انتشار موجة الإرهاب فيها.. العامل الأول الوضع الداخلي في رفح الفلسطينية وتولي حماس السيطرة عليها بعد الانقلاب علي السلطة الشرعية حيث توجد صلة قوية بين الإخوان وحماس ومن ثم وفروا المناخ المناسب لتسلل العناصر الإرهابية لرفح المصرية لكي تقوم بعملياتها الإرهابية والعامل الثاني القيود التي تفرضها اتفاقية السلام علي عدد القوات ومستوي التسليح في هذه المنطقة حيث لا تصلح لمواجهة العناصر الإرهابية التي تدعمها جهات خارجية بالمال والعتاد.. والعامل الثالث عدم قيام الجانب الحمساوي بضبط الحدود مع مصر من ناحيته كما يحدث في كل الحدود المشتركة في العالم والأدهي أنه لا يمارس فقط دوراً سلبياً بل إنه يدعم ويشجع الإرهاب.. والعامل الرابع أن عملية الأنفاق والتهريب من خلالها عملية مربحة جداً لدرجة أن اقتصاد حماس قائم علي الأنفاق ومن ثم تحميها والعامل الخامس هو التواصل السكاني بين أهالي رفح المصرية ورفح الفلسطينية مما يسهل عملية الانتقال بين البلدين وما زاد الطين بله ما حدث في عهد الرئيس السابق مرسي الذي كان يعتمد علي التيارات المتطرفة لدعم نظامه من خلال خطة تنطوي علي إقامة إمارة إسلامية وعن طريقها تحل المشكلة الفلسطينية باقتطاع جزء من سيناء وهذه الخطوة كانت تحظي بدعم بعض الأطراف الدولية الذي هو الآن وراء انتشار الإرهاب.
خطر حقيقي
* تطرقت في إجابتك السابقة إلي أن قيود معاهدة السلام أحد عوامل انتشار الإرهاب فهل معني ذلك أننا في حاجة لتعديلها؟
** يجب أن نتفق علي أن اتفاقية السلام مع إسرائيل تمثل التزاماً مصرياً فهي اتفاقية بين طرفين برعاية دولية لاستحقاقاتها وهناك نص في الملاحق المتصلة بالاتفاقية ينص علي أنه في حالة الرغبة في التعديل يتم ذلك بموافقة الطرفين ولكن رغم ذلك عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي فالاتفاقية لم تمنعنا من إدخال قوات أكبر وأسلحة أكثر تطوراً للمنطقة لأن الجانب المصري والمخطط الاستراتيجي نجح في أن يقنع الجانب الآخر بوجود خطر حقيقي من انتشار الإرهاب في المنطقة ومن ثم أصبح أكثر مرونة حفاظاً علي آمنه ومصالحه وهو ما يحسب لمصر.
* بعد ثورة 25 يناير عانينا من تسلل السلاح والإرهابيين من خلال حدودنا المتسعة فكيف يمكن مواجهة ذلك؟
** لا يوجد حدود دولة في العالم يمكن أن تكون آمنة 100% حتي في أمريكا التي تمتلك إمكانيات غير تقليدية ولديها حرس حدود علي أعلي مستوي يمتلك تكنولجيا متقدمة للغاية تعاني من الهجرة غير الشرعية من أمريكا اللاتينية عن طريق حدودها مع المكسيك ومع ذلك فتأمين الحدود لدينا يعتبر جيد جداً ونحن عندما نتحدث عن ذلك يجب أن نضع في اعتبارنا الإمكانيات المتاحة فالتأمين يحتاج إمكانيات مادية هائلة ولذلك كان الاتجاه البديل والسليم هو توفير أكبر قدر من الأمن علي الحدود من خلال التوزيع الاستراتيجي للقوات سواء من ناحية الشرق مع غزة وإسرائيل وفي الجنوب مع السودان والغرب مع ليبيا حيث توجد قوات تستطيع التحرك في حالة وجود أي مخاطر كما يوجد طفرة في سلاح حرس الحدود المصري الذي تم تزويده بالهيلكوبتر والأجهزة المتقدمة مثل رادارات الأفراد والسيارات وتحول إلي سلاح مقاتل وليس فقط التأمين حيث يمتلك مدرعات قوية ودبابات خفيفة وقوة نيران تستطيع مواجهة أي تهديد علي الحدود.
* وأين دور المعلومات في مواجهة هذا الخطر؟
** نحن جميعاً نثق في أجهزة المخابرات والمعلومات المصرية فهي لها تاريخ مشرف كله إنجازات وهناك تعاون مع معظم أجهزة المخابرات في العالم وهو ما يعكس قوة أجهزتنا ولا أذيع سراً أن هذه الجهات نصحت الأمريكان بخطورة مخططاتهم التي يتم تنفيذها وبما يخدم استراتيجيتهم الجديدة في المنطقة سواء العراق أو سوريا أو الصومال وقد أثبتت الأحداث صحة هذه التقديرات ومن ثم فنحن نمتلك جميع المقومات اللازمة لتأمين الحدود بدليل ما يحدث علي حدودنا في الاتجاهات الاستراتيجية الثلاث من ضربات أمنية تأخذ زمام المبادرة لمواجهة العناصر الإرهابية.
* وهل نستطيع أن نقول إننا أهملنا الاهتمام بحماية الحدود في فترات سابقة؟
** للأسف أجهزة الدولة غفلت في بعض الفترات عن الاهتمام بسكان وأهالي المناطق الحدودية رغم أن مبادئ الأمن القومي تؤكد علي الاهتمام بالأطراف يجب أن يكون أكثر من العمق لأن الخطر القادم منها أكبر وهو ما تم استيعابه مؤخراً من خلال التحرك نحو شلاتين وحلايب وسيناء ومرسي مطروح والسلوم بمشروعات إنمائية تراعي حالة هؤلاء السكان وتعمل علي دعم حياتهم في بعدها الاجتماعي والمعنوي.
اختلاف المصالح
* وهل الأوضاع الإقليمية المتوترة تتطلب تعاوناً مصرياً خليجياً في الفترة القادمة؟
** لا جدال في أهمية وخطورة التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي ولكن ذلك لم يكن حاضراً أمام معظم الأنظمة العربية التي تغافلت عن هذا العامل بسبب اختلاف المصالح وجاءت ثورات ما عرف بالربيع العربي لتؤكد أن هناك مشكلات تهدد كل الأطراف وهو ما جعل هناك حركة للم الشمل العربي تقودها دول الخليج مع مصر ونرجو أن يستمر هذا النهج حتي بعد انتهاء الأزمات الحالية من خلال استثمار ما تمتلكه المنطقة العربية من إمكانيات سواء بشرية أو اقتصادية أو عسكرية وقد أكد ذلك الرئيس السيسي عندما قال إن الأمن القومي المصري والعربي والخليجي خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه.
* أكد الرئيس السيسي أننا في الفترة الماضية أهملنا استثمار طاقات الشباب من خلال الأحزاب ومن ثم كان الفشل في الكثير من المجالات فكيف تعالجون هذا الخطأ؟
** الشباب يحظي باهتمام غير مسبوق داخل حزب حماة الوطن الذي يدرك أن الشباب مستقبل هذه الأمة ومبادئ الحزب الأساسية تنص علي ذلك وأنه يجب توفير ما يلزم لتوعية وتنمية هذا الشباب وبالتالي حرصنا علي وجود أمانة قوية تدعمها قيادة الحزب وتحرص قدر الإمكان علي اختيار أفضل العناصر ذات الخلفية السياسية حتي يكونوا البداية لجذب باقي الأطياف الأخري وللحزب أدواته المختلفة ووسائل في هذا المجال.
نقاش ديمقراطي
* مع اقتراب الانتخابات النيابية هل هناك نية للدخول في تحالفات حزبية؟
** حتي الآن لم نشارك في التحالفات التي تمت بعد نقاش ديمقراطي مستفيض داخل الحزب توصلنا إلي نتيجة مهمة وهي أن معظم التحالفات تنفض فيما بعد لأن معظمها يكون قائماً علي المصالح الخاصة ومن ثم رأينا تأجيل هذه التحالفات مع الآخرين للمزيد من الدراسة وحتي نصل إلي أفضل الخيارات للتحالف مع الآخرين.
* هل معني ذلك أنكم ترفضون التحالفات وترغبون في خوض الانتخابات بصورة منفردة؟
** الأمر قائم ولكن بشرط توافر محددات معينة وهي أن يكون التحالف بعيداً عن الأغراض والمصالح الخاصة وأن يؤمن الآخرين بمبادئنا وأفكارنا وأن يكون اختيار المرشح الذي يقع عليه الاختيار هو الأصلح حتي لو كان من خارج الحزب وأن تكون المصلحة الوطنية هي الأساس فإذا ما تحققت هذه الشروط فليس لدينا مانع من التحالف مع أحزاب أخري وفي كل الأحوال نحن جاهزون لهذه المرحلة والحزب يمتلك الكوادر والشخصيات القوية التي يمكن ترشيحها سواء علي النظام الفردي أو القوائم سواء خضنا المنافسة بمفردنا أو بالمشاركة مع الآخرين.
* يتخوف البعض من أن تكون هذه الانتخابات فرصة لعودة التيارات المتطرفة أو رموز الحزب الوطني فما إمكانية ذلك؟
** المرحلة خلقت مناخاً جديداً فقد أصبح لدي المواطن ثقافة وقدرة علي الفرز فالتيار المتطرف أصبح معروفاً للجميع ونعتقد أن الشعب يريد شخصيات تنحاز لثورتي 25 يناير و30 يونيو فلم يعد هناك مجال لعودة رمز من رموز الفساد سواء تيار متطرف أو حزب وطني.
* وأين أنتم من مطالبات بعض الفصائل بتأجيل الانتخابات النيابية؟
** خريطة المستقبل رسمت خطوات تنفيذ استحقاقات ثورة 30 يونيو لتكتمل بالانتخابات النيابية ولكن هناك مستجدات يجب أن نراعيها وهي ظاهرة الإرهاب ولذلك نحن كنا نتمني أن تؤجل الانتخابات حتي تستقر الأمور ولكن إذا لم يكن هذا ممكناً فنحن سنشارك بفاعلية في هذه الانتخابات.
* تمثل الأزمة الاقتصادية المشكلة الحاكمة في الوضع المصري الحالي فكيف تتعاملون مع هذه القضية؟
** نعتمد علي الأسلوب العلمي في مواجهة المشكلة ولذلك قمنا بالتواصل مع أقطاب علمية علي صلة بهذه المشكلة وطرق حلها وقدمنا رؤيتنا في هذا المجال لمؤسسة الرئاسة ورشحنا بعض الشخصيات للمشاركة في عملية الإصلاح منهم د.هاني النقراشي المتخصص في الطاقة الشمسية وتم الاستعانة به في لجنة الخبراء التي شكلها الرئيس السيسي وكذلك لدينا خطط متكاملة للنهوض زراعياً من خلال زراعة الأقماح علي المياه المالحة علي السواحل المصرية والاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات والاتجاه إلي المشروعات العملاقة بجانب المشروعات متناهية الصغر التي لا تقل أهمية عن الكبري لأنها السيبل للحد من البطالة بشرط إزالة العقبات البيرقوراطية أمام الشباب ويجب أن نعطي أولوية لمسألة جذب الاستثمارات التي يجب أن تكون الهدف الأول لنا لأنها سوف تساعد علي خروجنا من الأزمات وأعتقد أن مشروع قناة السويس الجديدة سيكون البداية لجذب المزيد من الاستثمارات وكذلك الإسراع بتحقيق الأمن والاستقرار لأنه بدون ذلك لا يوجد نجاح اقتصادي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.