بعد جلسة ماراثونية شهدت العديد من المفارقات والمشادات في قضية "التخابر" حددت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار شعبان الشامي جلسة 26 نوفمبر الجاري لسماع مرافعة دفاع المتهمين محمد بديع ومحمد سعد الكتاتني وصرحت للدفاع باستخراج التوكيلات المنوه عنها بمحضر الجلسة مع استمرار حبس المتهمين. تحدث الرئيس السابق "مرسي" خلال الجلسة فقال: أنا أحترم المحكمة بهيئتها ولها كل الاحترام ولكني أرفض المحاكمة. وهذا أمر واضح وأرفض جميع ما أسند إليّ من اتهامات رفضا قطعيا. وتساءل ممثل النيابة العامة موجها حديثه للمتهمين: ألستم أول من طالب بشرعية الميدان في 25 يناير؟ لماذا لم تمتثلوا للميدان هذه المرة والشعب هو مصدر السلطات وهو الذي يمنح السلطة لمن يشاء ويسلبها ممن يشاء فالشعب هو مصدر السيادة والسلطات؟! وأكد ان المتهمين تخابروا ليس مع دول أجنبية فقط ولكن من دويلة عربية وقناتها الإعلامية المشبوهة وهي "قناة الجزيرة القطرية" التي هدمت العديد من الدول وأشار إلي أن مصر إذا اهتزت اهتز العالم العربي بأكمله. وتساءل: من الذي دفع حماس لدخول البلاد وادخال الأسلحة والسيارات وتدمير البلاد؟ وتساءل: هل هذا هو رد الجميل للشعب المصري؟! واكد ان المتهمين حلقة من حلقات الخيانة والإرهاب الأسود وجماعة سرطانية خبيثة تنتشر في المجتمع جماعة هددت وروعت جموع المصريين الآمنين ولكن نحن لهم جميعا بالمرصاد.. وردد قائلا: "ألستم خونة وعملاء؟ واليوم يوم إعدامكم". وطالبت النيابة بإعدام المتهمين بديع والشاطر ومرسي والكتاتني والعريان ومحمود عزت والبلتاجي والحسيني وجميع المتهمين. شهدت الجلسة أثناء سماع مرافعة النيابة العامة حالة من الشد والجذب بين ممثل النيابة العامة ودفاع المتهمين والمتهمين أنفسهم حيث ردد ممثل النيابة العامة بعض الآيات القرآنية وهنا ثار المتهمون من داخل قفص الاتهام قائلين: انه يقرأ القرآن خطأ.. ورد ممثل النيابة العامة: أنا قرأت القرآن بوضوح والمهم ليس حفظ القرآن ولكن فهمه وهنا هلل المتهمون داخل قفص الاتهام معترضين عما يقوله ممثل النيابة العامة فرد ممثل النيابة العامة موجها حديثه للمتهمين: القرآن بريء من أمثالكم فاعترض دفاع المتهمين علي كلامه وهنا استأذن الدفاع المحكمة معترضا علي وصف النيابة للمتهمين بأن القرآن بريء منهم فرد القاضي: المتهمون بيشاوروا للنيابة بعلامة الذبح وأنتوا مش شايفينهم وأنا شايفهم من مكاني فرد الدفاع: عفا الله عما سلف. اعترض المحامي محمد الدماطي قائلا: ان هناك خصومة بين المتهمين والنيابة العامة وطالب المحكمة بأن تكف عن خصومتها الثأرية للمتهمين. فرد القاضي: طبيعة القضية هي التي تجعل الألفاظ حادة فهي تخابر وتجسس. أكد ممثل النيابة ان القضية الماثلة أمام المحكمة هي قضية التآمر علي الوطن في سابقة لم تحدث من قبل وهي ان من تولي زمام الدولة جاسوس ومتآمر وقضية اليوم هي قضية مستقبل الوطن وان المحكمة تريد عدالة ناجزة رغم محاولات الدفاع تعطيل نظر الدعوي مستغلة ثغرات قانون الإجراءات وأضاف ممثل النيابة العامة ان مرسي خرج وهدد المصريين لقيامهم بالتظاهر ضدهم والمطالبة بتعديل الدستور ولكن الشعب المصري لم يرض بالتهديد. اعترض المحامي محمد الدماطي علي توصيف النيابة للرئيس السابق وطلب من المحكمة اثبات ذلك بمحضر الجلسة. يحاكم في القضية الرئيس السابق محمد مرسي و35 آخرون من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان لاتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد. وافشاء أسرار الأمن القومي والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية. وتضم القضية 21 متهما محبوسين بصفة احتياطية علي ذمة القضية يتقدمهم محمد مرسي وكبار قيادات تنظيم الإخوان علي رأسهم المرشد العام للتنظيم محمد بديع وعدد من نوابه وأعضاء مكتب ارشاد التنظيم وكبار مستشاري الرئيس المعزول علاوة علي 15 متهما آخرين هاربين أمرت النيابة بسرعة إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة محبوسين احتياطيا. وأشار محمد مرسي إلي كامل المندور المحامي وقال: "أنا عايز أتكلم عن نفسي لأوضح الأمر والمحكمة تنظر إليّ كمتهم. أنا اعتبر نفسي خارج سلطة المحكمة لأنها غير مختصة وأرفض الإجراءات وأطلب بوضوح أن أتكلم عن نفسي لأوضح ماذا أريد". فرد القاضي: لا أمانع بشرط موافقة محاميك ورد الدفاع: لا أمانع ثم ردد مرسي: أنا لدي دراية بقانون الإجراءات. أكد ممثل النيابة العامة في مرافعته ان المتهمين قاموا بتهريب الأسلحة لداخل البلاد للقيام بعمليات عدائية وإرهابية داخل البلاد وعلي رأسهم المتهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية الذي عقد صفقة لجلب أسلحة من دولة ليبيا للبلاد خلال عام 2012 عن طريق المتهمين عمار البنا وأحمد الحكيم وانه أمد شباب جماعته بالأسلحة بدلا من هدايتهم.