لم تشعر بالسعادة مع زوجها أبداً فمنذ اليوم الأول لزواجهما علمت انها وقعت في شراك رجل بخيل. وكان بخله من طراز نادر حتي انها أطلقت عليه لقب "البخيل المتكامل".. لأن شريك حياتها كان بخيلاً في كل شيء. في حاله وفي مشاعره وحتي في كلامه مع أسرته. تذكرت "هناء" كيف كان زوجها حريصاً بشدة علي أن تكون مدة الخطوبة شهراً فقط. وفسرت هي ذلك بشدة حبه واشتياقه إلي الزواج منها ثم اكتشفت بعد ذلك انه فعل ذلك رغبة منه في تقليل النفقات ليس إلا... أما أول موقف أثار شكوكها فيه فكان بعد خطوبتهما بأسبوع واحد فقط عندما أصر هو علي أن يجلسا علي الكورنيش ورفض أن يدخلا كافتيريا شهيرة بالمكان بحجة ان الخدمة التي تقدم بالكافتيريا ليست علي المستوي المطلوب. ظنت هي أن خطيبها من النوع الحريص علي ماله وانه يوفر المال من أجل نفقات الزواج. لكن بمرور الأيام تأكد لها انه بخيل من نوع جديد لم تقابله في حياتها من قبل. عندما اكتشفت هناء انها حامل منه تراجعت بشدة عن فكرة الطلاق وقالت لنفسها ان زوجها عندما يري ولده يخرج إلي الدنيا سيتغير إلي الأفضل وقد يشفي من داء الشح الذي يعانيه.. لكن هيهات فالطبع يخرج كما يقولون بعد خروج الروح. فمع اقتراب وضع مولودها الأول حدثت بينها وبين زوجها مشاجرة كبيرة بسبب رفضه أن تلد في عيادة خاصة . وبعد عام ضاقت "هناء" بتصرفات هذا الزوج الشحيح وشعرت بأن حياتها معه لا يمكن أن تستمر علي هذه الحال خاصة ان بخل زوجها امتد ليشمل ابنه الوحيد الذي كان يرتدي أرخص الملابس ويأكل أرخص الأطعمة رغم ان دخل والده يضمن لهم حياة كريمة فتركت المنزل ورفعت ضد زوجها قضايا تطالبه فيها بنفقة لها ولوليدها الصغير.. بالفعل أنصفها القضاء وحكم لها بالطلاق من هذا الزوج البخيل وألزمه بدفع نفقة لها ولطفلها الصغير لكن العجيب ان هذا الرجل دفع جزءاً من النفقة وامتنع عن دفع الباقي واختار أن يحبس ولا يخسر أمواله!!!.