الموت والخراب يحاصر الآلاف من سكان سبع قري بمركز الحسينية و25 ألف فدان مهددا بالبوار لنقص المياه وملوحة التربة وأرض نادي الصيد مثال صارخ لإهدار المال العام. "المساء" زارت القري والتقت بالأهالي والذين سردوا مشكلاتهم في سياق التحقيق لعلها تجد حلاً لدي المسئولين وفي مقدمتهم المحافظ. في البداية قال عبدالعزيز البطل موظف أهالي قري نادي الصيد وغصن الزيتون وأبوسعد والزهايرة والدواغرة والأمل ونور الدين والغرباوي يعيشون حياة القرون الوسطي وفي فقر مدقع ومع ذلك فهم صابرون ويشربون المر كل يوم وعلي رأس همومنا مياه الشرب فنحن محرومون منها منذ 40 عاماً تاريخ نشأة القري وحاولنا بطرق شتي مع المسئولين لإنقاذ صحة الآلاف من سكان القري من خطر الأمراض لشرائهم مياها تنقلها إليهم جرارات في "فناطيس" أكلها الصدأ بسعر الجركن أربعة جنيهات ولا نعلم مصدر هذه المياه مما أدي لانتشار الأمراض بين السكان وأصبحوا عبئاً علي أسرهم وحاولنا دق طلمبات حبشية ولكن مياهها عالية الملوحة ولا تستخدم إلا في غسيل الأواني وكل ما نطمع فيه زيارة المحافظ د.سعيد عبدالعزيز للتعرف علي همومنا والتي إن عولجت سترتقي المحافظة لكون المنطقة تمثل ثلث سكان المحافظة والأهالي غالبيتهم يعملون بالزراعة كما أن الوحدة الصحية بقريتنا "غصن الزيتون" منظرها العام حاجة تفرح ولكن بدون مياه وبالتالي لا تعمل الأجهزة والعاملون بالوحدة يشترون المياه علاوة علي عدم وجود عامل نظافة والعاملون بالوحدة أيضاً يتولون النظافة إلي جانب تعطل العمل بسبب المياه و15 سخانا عرضة للتلف وأصبحوا مجرد ديكور ونقول للمسئولين كفاية كده ارحمونا كما أن المدرسة الابتدائية بها 350 تلميذاً ومعروشة بالسدة والبوص وتسقط الأمطار علي التلاميذ في فصل الشتاء وحياة الطلاب معرضة للخطر لانتشار زراعات البوص حولها والتي تحوي الثعابين والعقارب ولابد من سرعة إحلال وتجديد المدرسة خاصة أن الفصول بها كثافة عالية تصل إلي 65 تلميذاً. هجر الزراعة يضيف الحاج محمد أبوكامل أكثر من 25 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية مهددة بالبوار وبدأ العد التنازلي لهذه المخاطر حيث هجر المزارعون أراضيهم للبوار والتي أغرقتها المياه الجوفية ووصلت المياه فيها إلي متر ونصف المتر وهجر الغالبية من المزارعين أراضيهم البور واشتغلوا عمالاً باليومية للإنفاق علي أسرهم والغريب أن أرض المحافظة "بركة الصيد" ومساحتها 3 آلاف فدان من الأراضي الجيدة التي تتوسطها ترع للري ومع ذلك يستأجرها نادي الصيد بالقاهرة بسعر 26 جنيهاً للفدان لمدة 25 عاماً بدأت منذ عام 2003 ومن يشاهد هذه الأرض الطيبة يبكي ولابد من استغلالها وسحبها من نادي الصيد وتوزيعها علي الخريجين وهم كثيرون وعاطلون لتتم زراعة الأرض خاصة أننا أحوج ما نكون إلي كل شبر لتوفير لقمة العيش بعد أن فقدت الدولة الآلاف من الأفدنة بالبناء والتبوير عقب ثورة 25 يناير ناهيك عن أن انتشار البوص ببرك نادي الصيد يجعلها مأوي للثعابين والذئاب والتي تشكل خطراً علينا وتجعلنا لا نري طعم النوم ليلاً وتحبسنا في منازلنا والأكثر أهمية أننا تعشمنا خيراً في زيارة المحافظ الأخيرة للنادي بعودة الأرض إلي حضن المحافظة مرة أخري ولكن كان حلماً بعيد المنال. يقول إبراهيم حسان إبراهيم وحسن المسلمي عبدالله: منطقة نادي الصيد تعج بالمشاكل فلا توجد وحدة صحية وأقرب مستشفي علي بعد 30 كيلو متراً بالحسينية وبالتالي نعيش علي الوصفات الشعبية في العلاج والحالات الخطيرة عادة ما تموت منا في الطريق كما أن مشكلة بعد المدافن جعلت كل واحد من الأهالي يقيم مقبرة له ولأسرته بأرضه تجنباً للعذاب ونحن علي استعداد للتبرع بقطعة أرض لإقامة الوحدة الصحية عليها. محمد بسيوني عقل: قريتنا نادي الصيد أو كما يطلق عليها "الفتاح" محرومة من المدارس مثل غيرها من القري اليتيمة ويضطر أطفالنا إلي السفر للمدارس البعيدة عنا لأكثر من عشرة كيلو مترات مما يجعلنا في حالة خوف علي أبنائنا الذين يتم نقلهم في سيارات نصف نقل وتروسيكلات وكأنهم مواش خاصة أن عدداً من الأطفال توفوا وأصيبوا في حوادث علي الطريق فهل تتحرك مشاعر المسئولين لحماية فلذات أكبادنا. التيار الكهربائي إسلام بسيوني عقل: انقطاع التيار الكهربائي المستمر يجعلنا في حالة خوف ليلاً ونضطر إلي إشعال الشموع ولمبات الجاز ومحمد إبراهيم حسان ومحمد كمال عبدالله الأراضي الزراعية في حاجة إلي تنفيذ مشروع للصرف المغطي بها لإنقاذها من البوار وتوفير الأسمدة التي نضطر إلي شرائها من السوق السوداء "الطاق طاقين" علاوة علي حرمان القري من مشروع الصرف الصحي ونصرف علي "الطرنشات" والتي أدت لارتفاع منسوب المياه الجوفية ويهدد منازلنا بالانهيار كما أن شبكة الطرق بين القري في حاجة للرصف لأننا نعيش في عزلة خاصة في فصل الشتاء ونتمني إنشاء وحدة محلية تضم القري والعزب المجاورة لنري النور وتقدم لنا الخدمات علي الوجه الأكمل صدقونا موظفو الوحدة المحلية بالقصاصين والتي نتبعها لا يعرفون أسماء القري وسقطنا من حساباتهم بالمرة فهل من منقذ ياسادة. أحمد حسين محمد عمر ومحمد حمدي حسانين: الأراضي الزراعية القريبة من المشروع يتم ريها وباقي الأراضي محرومة مما يعرضها للبوار والغريب أننا تقدمنا بشكاوي للمسئولين لكنهم في إجازة وضحكوا علينا. مصطفي: أحمد مصطفي عدم وجود مخابز بالمنطقة يدفعنا إلي شراء الخبز السياحي الرغيف أبونصف جنيه مما يزيد من عذابنا ونحن أحوج إلي كل جنيه ولابد من دعم القري بمخابز رحمة بالغلابة محدودي الدخل فالغالبية منهم عمال باليومية والأجرة حالياً لا تكفي ليأكلوا "عيش حاف". أجمع أهالي القري علي توافر مصدر للمياه العذبة بترعة الإيطالية يمكن إنشاء محطة تحلية عليها لتوفير مياه نقية لهم لافتين إلي تقدمهم بهذا الاقتراح أو توفير مياه الشرب الآمنة لهم ولكن لم يسأل فيهم أحد بالإضافة إلي حاجتهم لمركز للشباب.