رحلة عذاب.. هذا هو لسان حال كل مواطن يسير في شارع فيصل الذي يمر بحي العمرانية وحي الهرم ويبلغ طوله 8 كيلو مترات.. ويحتاج لأكثر من 40 دقيقة علي الأقل لتصل لنهايته.. بسبب الزحام الشديد.. والفوضي.. والعشوائية في حركة المرور. في الثانية ظهراً حاولنا رصد معاناة المواطنين والعشوائيات.. والفوضي في حركة المرور.. بالاضافة إلي تعديات أصحاب المحلات علي الأرصفة.. والمواقف العشوائية لأباطرة التكاتك وسائقي الميكروباص. بداية الرحلة كانت صعبة حيث رصدت الكثير من المفاجآت. بدأت الرحلة بتوقف للسيارات من أعلي كوبري فيصل حتي التحويلة الأولي للشارع التي توقفنا اثناءها لمدة خمس دقائق وعندما اقتربنا من التحويلة ظهرت الصدمة التي لم اتوقعها وهي غياب تام لرجل المرور بالتحويلة.. وسيطرة بلطجية الأجرة علي تحركات السيارات. استفزني المشهد ولكني استمررت في السير لأرصد ما به من تجاوزات وتعديات وأطرحه علي المسئولين ليعرفوا حجم المعاناة التي يواجهها المواطنون يومياً دون وجود حلول. خلال مروري بالشارع شاهدت وقوفاً متكرراً للسيارات الأجرة والميكروباص دون سابق انذار أو حتي اعطائك اشارة أو "الركن" علي جنب الطريق.. كما هو متعارف عليه.. بل وجدت السائق يقف في وسط الطريق لتحميل الزبائن وإذا تحدثت معه فمن الممكن ان تسمع ما لا تحب من السب والقذف.. وقد يصل الأمر إلي حد الاشتباك بالأيدي. غمرتنا السعادة عند وصولنا لمنطقة المساحة حيث وجدنا حملة مرورية تقوم بسحب التكاتك المخالفة والتي تمر في الاتجاه المعاكس فاقتربت منهم وتحدثت مع أحد الضباط الذي قال "إنها أوامر مدير الأمن لمنع مرور التكاتك بالشارع" في ظل وجود أزمة مرورية في حركة السير بين محطة المساحة وكلية التربية الرياضية.. وتوقف الحركة تماماً لأكثر من 7 دقائق بسبب تكدس سيارات الأجرة والميني باص التي تقف بعرض الشارع لتحميل الركاب من طلاب الكلية. يوجد محل كشري بشارع العشرين يضرب بقرار محافظ الجيزة د. علي عبدالرحمن عرض الحائط واحتل الرصيف وهو ليس الوحيد.. فهناك أكثر من مقهي احتل الرصيف وملأه بالكراسي. عند شارع الطالبية اختفي رجال الأمن وخضع الشارع لسيطرة أباطرة التكاتك خاصة عند مدخل الشارع.. فضلا عن غياب للمحليات في ظل وجود مخلفات المباني بكثرة بخلاف مخلفات محلات العصير الملقاة علي جانبي الطريق. اعترضتنا سيارة كارو طولها ثمانية أمتار تحمل أسياخاً من الحديد بطول 12 متراً تسير في نهر الطريق وكل السيارات المارة بجانبها تهرب خوفاًمن انقلابها وحدوث ما لا يحمد عقباه.. حاولنا الحديث مع سائق الكارو لكنه رفض تماماً. عند شارع الطوابق المتفرع من فيصل وقفت "كراكة" أغلقت مدخل الشارع وبعد مواصلة الرحلة عقب الوقوف ثلاث دقائق وجدت سيارة كارو تسير عكس الاتجاه تحت كوبري المريوطية و"تكاتك" وسيارة أجرة تعبر عكس الاتجاه عند محطة الوقود الموجودة نهاية الشارع بمحطة مشعل. اللافت للنظر ان المخلفات كانت موجودة علي الرصيف علي هيئة أكوام بمعظم طول الشارع بخلاف أشجار مقطوعة وموضوعة علي جانبي الطريق.. وتحت كوبري المريوطية عمال "الهدد" ينتظرون الرزق!