فنان له طابع متميز. مسيرته الفنية مليئة بالعطاء والتألق. ترك بصمات واضحة في مجال السينما والتليفزيون والمسرح. حيث اعتبر فيلم "الأرض" بدايته الحقيقية فقد جعلنا نعيش مرارة القهر والقسوة خلال الأحداث. تم تكريمه مؤخراً في ختام مهرجان "يوسف شاهين" بدورته الخامسة.. إنه الفنان الكبير عزت العلايلي. تحدث "العلايلي" ل"المساء" عن علاقته بالراحل المخرج الكبير يوسف شاهين وعن كواليسهما سوياً. بالإضافة لتفسير مطالبته الفترة الأخيرة بضرورة إنتاج فيلم عن حرب أكتوبر. كما كشف العلايلي سر غيابه تليفزيونياً ومسرحياً وسينمائياً خلال الفترة الماضية. قال الفنان عزت العلايلي: اعتبر فيلم "الأرض" هو نقطة الانطلاقة الحقيقية في حياتي الفنية حيث تربطني به ذكريات عديدة سواء في أحداث الفيلم أو مع صديقي الراحل يوسف شاهين. وأتذكر وقتها أننا كنا نصور لما يقرب من 14 ساعة يومياً مما يتسبب لنا بالإجهاد والإرهاق. أضاف: بالرغم من تقديمي أربعة أفلام فقط مع يوسف شاهين إلا أنهم يعتبرون الأبرز في تاريخي ومشواري الفني وهو فيلم "الاختيار" مع سعاد حسني. وفيلم "إسكندرية ليه" مع نجلاء فتحي. وفيلم "السقا مات" من إنتاجه. هذا إلي جانب فيلم "الأرض". حيث تميز شاهين بأنه إنسان جاد وطموح ولديه فكر سياسي عال. وبسؤاله عن مطالبته بضرورة عمل فيلم عن حرب أكتوبر قال: نعم طالبت الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بضرورة عمل فيلم يوثق ويؤرخ هذا النصر العظيم. ويتم تسجيله تاريخياً لأنه به تفاصيل عديدة لابد أن يشاهدها ويعرف تفاصيلها المشاهد والأجيال الجديدة التي لم تعرف شيئاً عنها. أضاف: "أنا لو معايا فلوس هنتج فيلم فوراً". حيث إنني لا أعرف من المُقصر في عدم تنفيذ مشروعات عن هذه الحرب. لذلك يتوجب علينا أن نسأل القوات المسلحة والحكومة المتمثلة في وزارة الثقافة. مشيراً إلي أن الأفلام التسجيلية هي من استطاعت عرض الحقيقة وإبرازها بطريقة جيدة جداً من خلال روايات الضباط المشاركين في هذا النصر. أشار إلي أن فيلمه "الطريق إلي إيلات" جمع تعاوناً كبيراً بين جميع الأبطال وشغل وعمل متواصل لما يقرب من 8 شهور تحضيرات وتصوير. حيث إنني شعرت بأنني قائد لعملية إيلات ونسيت أنني ممثل في عمل سينمائي. وهذا نتيجة الكواليس التي دمجتني مع شخصية "القبطان راضي". وعن رأيه في المستوي السينمائي الحالي قال: هناك بعض التجارب الجيدة جداً. سواء علي مستوي القصة والموضوعات والأبطال والصورة التي تقدمت بشكل كبير خلال العامين الماضيين. حيث يعتبر فيلما "الفيل الأزرق" والجزيرة 2" عملان يرتقان بالمشاهدة حيث وصفهما ب"أعمال فخمة ومعتبرة". وبسؤاله عن انتشار التوليفات المعروفة من "البلطجي" و"الراقصة" في جميع الأفلام قال: هذه الأعمال مطلوبة ومنتشرة في العالم بأكمله. ولا نستطيع أن نمنع وجودها وذلك لأن لها نسبة مشاهدة وجمهور وتعتبر "منوعات" يريدها المشاهد. معني ذلك أنك تؤمن بمقولة "الجمهور عايز كده" رد قائلاً: ليس معني موافقتي أن تحتوي الأفلام علي رقص وغناء أن نقدم فيلماً "بايظ" ونتحجج بهذه المقولة. فيجب علي أي فيلم أن يتمتع بقصة جيدة وإخراج وموضوع متميز. حيث يعبر عن واقع حياة الإنسان. أشار العلايلي إلي أنه علي الدولة الدخول في مجال الإنتاج السينمائي. وذلك لأن السينما يجب أن تقود الطائرة الفترة القادمة وتبدأ في تنوير الشعب مرة أخري. وهذا يرجع إلي وزارة الثقافة التي لم نشاهد من وزيرها إلي الآن أي أعمل أو أي قرار ذي أهمية وتطوير حيث لا أعرف ما هي الاستراتيجية التي يمشي من خلالها! عن رأيه في قرار وزير الثقافة بإجازة تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية قال: أنا مع هذا القرار واحترمه إن أصدره. فليس هناك مانع أن نشاهد هذه الأعمال الدينية علي الشاشة. أما عن غيابه الدرامي العام الماضي قال: للأسف الإنتاج الدرامي "بعافيه وعايز نفخة". حيث إنني لم أجد ما يشدني للعمل فيه. ولكن الآن أقرأ عدة سيناريوهات ومن المقرر أن أشارك في دراما رمضان المقبل بعمل درامي جديد. أضاف: وأعجبني كثيراً مسلسل "دهشة" للفنان يحيي الفخراني. و"صاحب السعادة" للفنان عادل إمام و"جبل الحلال" للفنان محمود عبدالعزيز. حيث استمتعت بالفعل بمشاهدة هذه الأعمال المتميزة. ولم أشاهد مسلسلات النجوم الشباب في العام الماضي. وبسؤاله عن فكرة عودته للمسرح خاصة بعد إبداعاته مع الفنان حسين فهمي في "أهلاً يا بكوات" قال: ياريت.. أين المسرح الآن. فهو "وحشني جداً" وأتمني العودة إليه. لأنه هو المعلم الأول ومن لم يقف علي خشبة المسرح ينقصه الكثير. ولكن عودة المسرح ونشاطه يعود لوزارة الثقافة وخطتها ومدي اهتمامها به. وعن حضوره لقاء الفنانين مع السيسي قال: وجدت في الرئيس "السيسي" رؤية محترمة واستراتيجية ويعرف جيداً ما يقول من خلال دراسة واعية لمجريات الأمور بالشارع المصري ومشكلات المواطن. كما أنه يتمتع بقدر كبير من الهدوء والحكمة وهو ما ينتظره المصريون خلال المرحلة المقبلة وهو ما خلق بداخلي قدراً كبيراً من التفاؤل. أضاف: وزاد تفاؤلي بذهابي لمشروع قناة السويس العظيم الذي أعتبره مشروعاً "عالمياً". حيث إنني كنت من أوائل المسافرين إلي هناك لمشاهدته علي أرض الواقع. حيث وجدت فيه مستقبل مصر. وتعليقه علي الحادث الإرهابي في سيناء الذي استشهد فيه 28 جندياً مصرياً وإصابة آخرين قال: يجب مواجهة هذا الإرهاب الغاشم بالقوة وإعلان حالات الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. لأن الحدث جلل حيث أصبح لدينا شهداء أبرياء يومياً دون ذنب. أضاف: كما أن استمرار حقد وغل الإخوان علي النظام الحالي. والذي قام بمساندة ثورة 30 يونيو. هو السبب وراء عدم شعور المصريين بالراحة والأمان حتي الآن. حيث لم يستمر عهدهم سوي سنة واحدة بلا إنجازات أو أهداف. طالب العلايلي في ختام حديثه بضرورة وجود تكثيف عسكري وأمني علي الحدود. بالإضافة للنظر في الاتفاقيات والمعاهدات مع جميع دول الحدود لأننا نعيش في مرحلة خطيرة ومأساة حقيقية.