في عام 1923 ألغي الزعيم التركي مصطفي كمال أتاتورك نظام الخلافة الذي كانت تركيا تعمل بمقتضاه.. وبمجرد الإعلان عن ذلك حتي داعبت فكرة الخلافة عقل الملك فؤاد وبدأ يعد العدة لكي ينصب نفسه خليفة.. ولكن معظم إن لم يكن كل الدول الإسلامية لم توافق علي ذلك. في ذلك الوقت وفي عام 1925 أصدر العالم الإسلامي الشيخ علي عبدالرازق "كتاب الإسلام وأصول الحكم" وعرض فيه المؤلف مفهوم الخلافة طبقاً للشريعة الإسلامية.. وأوضح أن الخليفة ليس مطلق اليد بل هو ملتزم بحدود الشرع لا يتخطاها وأنه إذا لم يعدل في حكمه أو فجر في سلوكه أو جاد عن النظام العام يلزم عزله من الخلافة.. وقرر أن تعاليم القرآن والسنة تؤكد مبدأ فصل الدين عن الدولة. وبمجرد صدور هذا الكتاب ثار القصر وغضب الملك غضباً شديداً خصوصاً وأن انتشاره كان سريعاً كما قال الدكتور سامي أبوالنور في كتابه "دور القصر في الحياة السياسية في مصر" وأدي ذلك إلي إجهاض فكرة الخلافة بعد أن بذل الملك جهداً للترويج لفكرته داخلياً وخارجياً.. وفي ثورة غاضبة طلب القصر من يحيي باشا إبراهيم وكان رئيساً للوزارة بالإنابة أن يعاقب الشيخ علي عبدالرازق وفعلاً طلب من جماعة هيئة كبار العلماء محاكمة المؤلف بوصفه من العلماء وقضت الهيئة بإخراجه منها.. وزير الحقانيه "العدل" تنفيذ حكم هيئة العلماء إلا أن الوزير أحال الأمر إلي أقسام القضايا بالوزارة. وأثار ذلك حفيظة القصر.. وعلي ذلك طلب رئيس الوزراء من فهمي باشا أن يقدم استقالته فرفض وعندئذ قرر اقالته وتعيين علي ماهر باشا للقيام بأعمال وزير الحقانية والذي حدث أنه تضامناً مع عبدالعزيز باشا فهمي.. استقال توفيق دوس ومحمد علي علوبة من الوزارة.. واستقالت الوزارة كلها وفشل مشروع عودة الخلافة.. وعندما تولي الملك فاروق الحكم عام 1937 لعبت فكرة الخلافة مرة أخري في ذهنه ولكن الفكرة فشلت ايضا.. وانتهي أمر التفكير في عودة الخلافة لسنوات طويلة.. ثم عادت مرة اخري مع تولي الاخوان الحكم بعد ثورة 25 يناير ..2011 وراحت الجماعة تروج لهذه الفكرة داخلياً وخارجياً.. وحاولت مع أنصارها في الخارج بكل السبل للعمل علي اعادتها ولو باستخدام كل الوسائل الإرهابية.. وتزعم حركاتهم الرئيس التركي رجب أردوغان الذي راح ينفث سمومه في كل الانحاء ويسيء اساءات بالغة لدول الجوار الأيسر الذي ترتب معه غضب الشعب التركي ضده.. وهكذا. أردوغان يحاول تكرار الفكرة التي روج لها الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق.. ولكنها أفكار لا تتطابق مع مفهوم الشريعة الإسلامية التي تؤكد علي مبدأ الفصل بين الدين والدولة. كما قال الشيخ علي عبدالرازق. ولأن أردوغان مازال يحلم بالخلافة بأنه قام برعاية الجماعات الإرهابية واحتضن الأساليب الإرهابية التي تتبعها جماعة الاخوان والجماعات التي انبثقت منها.