تبدأ ب 40 ألف جنيه، أرخص 7 سيارات مستعملة في مصر (صور)    أوستن يدعو جالانت إلى وضع آلية لتفادي التضارب بين العمليات الإنسانية والعسكرية في غزة    من يعوض غياب معلول أمام الترجي؟.. حسن مصطفى يجيب    استحملوا النهارده، ماذا قالت الأرصاد عن طقس اليوم ولماذا حذرت من بقية الأسبوع    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    تريزيجيه: الأهلي بيتي وتحت أمره في أي وقت    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    صدمة تاريخية.. أول تحرك إسرائيلي ردا على دولة أوروبية أعلنت استعدادها لاعتقال نتنياهو    خبير ب«المصري للفكر والدراسات»: اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين يعد انتصارا سياسيا    الأرصاد: طقس اليوم شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمي بالقاهرة 39    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    مواعيد مباريات اليوم الخميس 23- 5- 2024 في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    محللة سياسية: نتنياهو يريد الوصول لنقطة تستلزم انخراط أمريكا وبريطانيا في الميدان    مفاجأة، نيكي هايلي تكشف عن المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الرئاسة الأمريكية    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2024 برقم الجلوس والاسم جميع المحافظات    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    تأكيدًا لانفراد «المصري اليوم».. الزمالك يبلغ لاعبه بالرحيل    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    رغم فارق السنّ.. «آلاء» والحاجة «تهاني» جمعتهما الصداقة و«الموت غرقًا» (فيديو)    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة بطل الصاعقة .. صاحب وسام نجمة سيناء
نشر في المساء يوم 10 - 10 - 2014

اليوم نقدم الحلقة الخامسة عن حياة بطل من سلسلة معارك وبطولات التي تنفرد بها "المساء" ونتذكر معا كلمة الحق الصادرة لصالح القوات المسلحة المصرية لنبرئها مما نسب إليها في كونها أحد أسباب نكسة يونيو 1967 جاءت علي لسان بطل الحرب والسلام الزعيم محمد أنور السادات شهيد الواجب حيث قال: ان سجل هذه القوات كان باهرا ولكن اعداءنا الاستعمار القديم والجديد والصهيونية العالمية ركزوا ضد هذا السجل تركيزا مخيفا لأنهم أرادوا ان تتشكك الأمة في درعها وفي سيفها ولم يكن يخامرني شك في ان هذه القوات كانت من ضحايا نكسة يونيو 1967 ولم تكن أبدا من أسبابها.
ان هذه القوات لم تعط الفرصة لتحارب دفاعا عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه ولم يهزمها عدوها ولكن قهرتها الظروف التي لم تعطها الفرصة لتقاتل.
ان القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة كبيرة علي أي مقياس عسكري.. ان هذا الوطن يستطيع ان يطمئن ويأمن بعد خوف انه قد أصبح له درع وسيف.
حقا الشعب يؤمن بأن قواتنا المسلحة هي الدرع والسيف وهي عامود الخيمة الذي يتكئ عليه الشعب وعاشت قواتنا المسلحة يحميها ويحفظها الإله الواحد الأحد.. نقدم اليوم قصة لحياة بطل من أبطال قواتنا المسلحة.
كان "السيد أفندي" يردد الآيات القرآنية دائما وهو يسير مع بعض رفاقه علي قناطر ادفينا وقت الغروب عندما كانت الشمس تنحدر نحو المغيب في شحوب وكأن منظر الشمس حينها يخبو نورها فتشد قلبه وعقله وهي ترسل علي الأفق الغربي أشعتها المتموجة كأنما هي تودع الدنيا ثم تلك الدنانير الذهبية التي تتساقط علي أغصان الشجر فتكسبها جمالا وعلي مرمي البصر الحقول الخضراء تتوسطها نخل باسقات يحملن من صافي العقيق حبوبا.. ما أجمل المياه المتدفقة عبر القناطر كأنها الفضة المذابة والطيور وهي عائدة إلي أوكارها تبث أغاريد الشوق والحنين ثم العائدون من الحقول مسرعين إلي ديارهم حتي إذا ارتسمت النجوم علي صفحة السماء تعلقت عيناه بها وأخذ يردد هذا البيت:
وفي كل شيء له آية.. تدل علي انه الواحد
كان السيد أفندي عاشقا للطبيعة متأملا لبدائع الكون خاشعا لقدرة الله مفتونا بهذا النظم المحكم وما يسري فيه من قوانين فتهيأت له نفس صافية مطمئنة تعشق الجمال مليئة بإيمان قوي بعظمة الخالق جل شأنه.
كان موظفا صغيرا نال في مطلع حياته قسطا من التعليم حصل به علي شهادة الكفاءة وهي تعادل الاعدادية في وقتنا الحاضر وما ان استقرت به الحياة في القرية حتي تزوج ورزقه الله بأربعة أولاد وكان الرجل يقضي نهاره في عمله سعيا وراء الرزق ثم يقضي بقية يومه في الاشراف علي قطعة أرض صغيرة يزرعها لتعينه علي أمور الحياة وفي بعض الأحيان كان يقوم بالتنزه علي قناطر ادفينا مع بعض اصدقائه ثم يقوم بأداء صلاة العشاء جماعة في المسجد الصغير القائم بمنتصف القرية والاستماع إلي الدرس الديني اليومي الذي يليقه الشيخ جمعة وما ان ينتهي الدرس حتي يعود إلي بيته يتناول طعام العشاء مع أسرته ثم يجمعهم سمر عائلي يمتد حتي ساعة متأخرة من الليل حيث يذهبون إلي فراشهم.
لكنه في السابع من أكتوبر عام 1950 خرج عن هذه الرتابة فلم يخرج من بيته بل جاء بعض أقاربه فيجدونه جالسا في حجرته مع أولاده الأربعة وبعض اخونه يتجاذبون اطراف الحديث في أمور الدنيا بينما قلوبهم في الغرفة المجاورة واسماعهم تنصت إلي كل حركة صادرة منها.
وبعد انتظار ممل فتح باب الغرفة خرجت منها أخته الكبري يعلو وجهها الفرح وهنأته بالمولود الجديد أخذ "السيد أفندي" وزوجته يستعرضان الأسماء التي اختارها من قبل وأخيرا اتفقا علي اسم سعد فهو اسم عزيز في عائلتي الزوجين وكان هذا العام سعيدا حيث تمت الترقية له كما رزقه الله رزقا كبيرا في قطعة الأرض التي يملكها وشفيت الزوجة والدة الزوجة من مرض ألم بها منذ بضع سنوات.
نشأ سعد في ذلك الجو الريفي الجميل وشهامة أهل الريف.. التحق سعد بمدرسة ادفينا الابتدائية عام 1956 واكتشف وقتها التغيير الذي حدث في قرية ادفينا مركز رشيد محافظة البحيرة لقد لقنوه في المدرسة تاريخ قرية ادفينا وكيف كانت معقلا من معاقل الاقطاع وماذا فعل بها الاقطاعيون.
لقد عرف كثيرا عن ثورة 23 يوليو عام 1952 درس مبادئها وانجازاتها التي ردت الحياة إلي قريته وحولت الأجير إلي مالك إذا قامت بتوزيع ثلاثة وعشرين ألف فدان علي المنتفعين بقانون الإصلاح الزراعي وبعد أن أمضي ست سنوات في مدرسة ادفينا حصل علي الشهادة الابتدائية عام 1962 وكان العدوان الثلاثي علي مصر أبرز الأحداث التي وعاها في تلك الفترة وكان لها أكبر الأثر في نفسه وتفتحت نفسه علي المنطق القائل بإن القوة هي سيد هذا العصر.
ثم انتقل إلي الدراسة في المدرسة الاعدادية بتفتيش الإصلاح الزراعي في ادفينا التي تبعد سبعة كيلو مترات عن منزله فكان يتعين عليه أن يقطع أربعة عشر كيلو مترا سيرا علي الأقدام تارة وعلي ظهر حماره تارة أخري.
كان بطلنا ميالا بطبعه إلي النشاط الاجتماعي الذي بدأ يمارسه أثناء دراسته الاعدادية عضو بمركز شباب ادفينا وبفريق الكشافة بالمدرسة. كما برز نشاطه الرياضي في ذلك الوقت وهكذا بدأ خطواته الأولي علي طريق العمل القيادي الاجتماعي والرياضي وفي عام 56 حصل علي الشهادة الاعدادية وكان لابد ان ينتقل إلي المركز ليلتحق بمدرسة رشيد الثانوية التجارية التي وصل دراسته فيها بنجاح واقبل شهر مايو 1967 واستيقظت مشاعره علي الحماسة التي عمت أرجاء الوطن.
شاهد صور الدبابات والمدافع في الجرائد والمجلات واستمع للأناشيد الحماسية والكلمات الملتهبة التي تدعو إلي الجهاد المقدس.. تأثر كثيرا بالجو الحماسي ودخل في روعه ان الفرصة مواتية لاسترداد فلسطين وبدأت حرب يونيو عام 1967 واستمع للبيانات العسكرية الظافرة حتي ايقن ان النصر بات وشيكا ولكنه استيقظ من أحلامه علي صورة النكسة البشعة التي أدمت قلبه وجعلته يشعر بالخزي والعار.
ومات والده عام 1969 وحزن حزنا شديدا لكن عطف أمه وحنانها ورعايتها له عوضه كثيرا عن فقد والده وفي يوليو 1969 حصل علي دبلوم المدارس الثانوية التجارية ثم عين بعدها بثلاثة أشهر في بنك التسليف الزراعي في أبي حمص احدي مدن محافظة البحيرة وكانت هذه هي المرة الأولي التي يبتعد فيها عن أسرته ولكنه كان يعود لها يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع كما كانت أول تجربة له في الاعتماد علي نفسه اعتمادا كليا في تدبير أمور حياته.
حياة البطل العسكرية
عندما عاد سعد إلي قريته في نهاية الأسبوع لاحظ تغييرا في محيط قريته ولاسيما والدته التي ضمته إليها في حنان بالغ.. كان يبدو علي وجهها إمارات عدم الارتياح وعلامات القلق معا انها ليست كعهدها به وادرك ان هناك شيئا تخفيه عنه فبادرها بقوله لازم في حاجة مخبياها عني ولكنها تشاغلت وقالت له لا مفيش حاجة وعندما زاد اصراره ناولته طلب تجنيده وما ان قرأه حتي ابتسم قائلا: حق الوطن دين في رقبتنا لازم نوفيه يا أمي.
وبدأت تنفرج أسارير وجهها بعد سماع تلك الكلمات منه وقالت له ربنا يحميك لشبابك يا ابني وفي يوم 16 مارس 1970 تم تجنيد بطلنا في القوات المسلحة وتم اختياره للخدمة بوحدات الصاعقة حيث كانت نتائج الكشف الطبي والنفسي ولياقته البدنية تؤهله لشرف الانضمام إلي صفوف وحدات الصاعقة.
لقد بدأ حياة جديدة مليئة بالمشاق محفوفة بالمخاطر لا يطيقها إلا الرجال وقد ساعدته في ذلك نشأته الأولي علي تحمل الصعاب والتفاني في أداء الواجب فأنهي تدريبه الأول بمركز تدريب وحدات الصاعقة وحصل علي درجة عريف في 20 مايو 1970 ثم عين في فرقة الصاعقة الراقية بمدرسة الصاعقة وحصل علي الفرقة بتقدير جيد في 24 يوليو .1970
لقد ظهرت في هذه الاثناء قوة تحمله واستعداده النفسي للتضحية فكان سباقا إلي البذل والعطاء.. كانت له عزيمة لا تلين.. دائما في المقدمة لاسيما في الدوريات الصعبة متعاون مع زملائه منكرا لذاته مبتسما في احرج المواقف.
في سبتمبر عام 1970 التحق بالكتيبة الثالثة عشرة صاعقة وهي من اعرق كتائب الصاعقة المشهود لها الكفاءة والقوة وقد تخرج فيها كثير من ابطال الصاعقة كما استشهد بعض ابطالها في سبيل الواجب ويكفي فخرا ان من شهدائها نبيل الوقاد وعبدالمنعم سند.
لقد عاش في جو يفوح بعبير البطولة وكم امتلأ سمعة بسيرتهم العطرة فامتزجت بها روحه وسرت في دمه وكان تواقا إلي أن يسمع ويقرأ الكتب عنهم حتي يحذو حذوهم.
عرفوا عنه ثبات الاعصاب وربأطة الجأش وحسن التصرف مع مهارة في الرمية فاختاروه لمهمة تتناسب مع صفاته فتم تعيينه حاملا للقاذف المضاد للدبابات آر بي جي اية ماركة Vومن هنا اصبحت الدبابة عدوه الأول ولقد سعي بجهده إلي اتفان عمله وأمام عينيه قول رسول الله صلي الله عليم وسلم "ان الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه".
لقد بلغ من اتقانه العمل جدا ان أصبح أحد الممثلين للكتيبة ومجموعة الصاعقة في بطولات الرماية علي مدي أربع سنوات لم يكن اتقانه العمل علي سلاحه هو شغله الشاغل بل انصرفت همته أيضا إلي التدريب علي أعمال الصاعقة فظهرت كفاءته الملحوظة فكوفيء بالترقية إلي درجة الرقيب واصبح قائدا ثانيا لاحدي فصائل الصاعقة في تلك الكتيبة.
تفاعلت حياته الجديدة في الكتيبة مع حياته الأولي وكانت النتيجة رجلا يجمع بين الدين والدنيا وهبة الله في قوة الجسم والخلق معا ونفس آبية متطلعة إلي المثل العليا.
وأخيرا وبعد طول انتظار جاء يوم الأمل المرتقب جاء يوم العبور الذي كان يحلم به جميع افراد القوات المسلحة بشوق حار وبلهفة صبر طويل.
استعداد البطل القتالي
للبطولة مقومات كما ان هناك مؤثرات تشكل ملامح البطل وتخلق استعداده النفسي والقتالي ولقد كان للنشأة الريفية التي نشأ فيها البطل أكبر الاثر في تكوينه النفسي فعرف معني الحياة وقيمة الجمال فكان يدرك ان الدين يدعو إلي التضحية فآمن بالقتال في سبيل الحق والوطن دون الوصول إلي التطرف الديني هذا بجانب ان ظروف الحياة علمته الاعتماد علي نفسه.
تولدت في نفسه روح الثأر والانتقام لما قام به اليهود من الاعتداء علي مصر مرتين عام 1956 و1967 منذ ان خرج للحياة وهو طفل صغير وكان للخدمة في قوات الصاعقة التي تعلم بها الايثار والتضحية وحب الفداء والتفاني في اداء الواجب والتعاون المخلص مع زملائه فرأي من قادته أمثلة حية في البذل والفداء والصبر والشجاعة والتمسك بالأمل حتي في احرج المواقف واصعبها واضعا في اعتباره ان الكفاح لابد وان يتحلي بالصبر.
وجاء يوم السادس من أكتوبر 1973 حيث صدرت الأوامر إلي الكتيبة بالعبور إلي الضفة الشرقية للقناة لتنفيذ مهمة قتالية خلف خطوط العدو لتأمين سلامة قواتنا ومنع بعض احتياطيات العدو من تنفيذ مهمتها وبث الذعر في نفوس جنوده حتي تتاح الظروف المواتية لقواتنا الرئيسية كي تؤدي واجبها المقدس في معركة التحرير ونظمت الكتيبة في مجموعات قتالية كان سعد قائدا ثانيا لاحدي هذه المجموعات.
كان يدفعه إيمان جارف وتستحثه نفس كريمة فأبي الا يقاتل وهو صائم ثم نزل إلي مياه القناة مع رفاق السلاح مسرعين كأنهم مدعوون إلي النعيم جمعهم قارب من المطاط وأخذوا يجدفون وشارك بيديه القويتين في الوصول إلي الضفة الشرقية كانوا حذرين من ان يشعر العدو بهم لذا لم تجد نيرانه سبيلا إليهم وما ان وطأت اقدامهم الضفة الشرقية للقناة حتي عاودهم الحنين وجاشت نفوسهم بعزة الوطن وقبلوا ترابه الغالي ثم تسلقوا الساتر الترابي بحذر شديد حتي ترامت أمامهم الصحراء الشاسعة شاهدوا افراد العدو في مواقعهم ودورياته وهي تجوب الصحراء كما رأوا الدبابات وهي تذهب من مربض نيراني إلي مربص آخر وكان همهم أن يتفادوا عدوهم الذي يعترض طريقهم إلي مهمتهم الرئيسية فتسللوا في مهارة فائقة وكانت عيونهم معلقة علي العدو ولا تنام لحظة عنه ولا تصرفهم أي ظروف أو معوقات عن تحقيق جوهر مهمتهم التي يتحملون الأهوال في سبيلها.
لقد كان تحركهم رائعا وأثلج صدورهم حيث نجحوا في تطبيق ما تعلموه وكان هدفهم هو عرقلة تقدم احتياطي العدو المتمركز علي مسافة حوالي عشرين كيلو مترا من القناة واقتربت منهم دبابات ومركبات العدو المدرعة حتي ظنوا ان العدو قد اكتشفهم فالتصقت اجسادهم للأرض تماما وتدافعت خفقات قلوبهم لكن المدرعات انحرفت عنهم قليلا فتنفسوا الصعداء وتمالكوا انفسهم ورصدوا المدرعات التي استقرت في منطقة تمركزهم ابلغوا قيادتهم عنها.
كان بلاغهم غاية في الدقة مما أدي إلي تدمير بعض هذه المدرعات المعادية نتيجة لنيران مدفعيتنا المركزة لقد شاهدوا بعدها دبابات العدو وهي هائمة والنيران مشتعلة في بعضها وخزانات الوقود تتطاير في السماء وألسنة النيران والدخان تتصاعد بجانب صيحات الفزع والذعر التي انتابت جنود العدو عويلهم وهروبهم من الجحيم الذي سقط عليهم كالصاعقة تتطاير الحمم بالقرب منهم فابتعدوا عنها مسرعين.
بدأت التمهيد النيراني.. وهذه هي مدفعيتنا تنشر الموت والدمار في صفوف العدو وها هي قواتنا الجوية التي طالما ظلمها العدو تشق عنان السماء وتنقض علي أهدافها في جرأة وجسارة وتصيبها بدقة متناهية تصعد إلي السماء في زهو وخيلاء.
لقد جاءت تتحدي العدو وتدحض ادعاءاته وتفند مزاعمه وتكشف أباطيله وتسقيه كؤوس الآلام والندم جزاء غروره واستخفافه بها.
هنا عرف بطلنا سعد ان العدو استطاع عام 1967 بالغدر والخديعة وبمعاونة الاستعمار القديم والحديث اللذين تحدث عنهما الزعيم الشهيد محمد أنور السادات ان يدمر معظم طائراتنا وهي رابضة في قواعدها مما اتاح له ان يعربد في سماء المعركة وان يحقق نصرا خاطفا رخيصا ما كان يستحقه كما فعلوا في سلب أرض فلسطين التي لا يستحقونها ولكنها ستعود لأرض العروبة رغم أنوفهم جميعا.
تغيرت الصورة تماما عندما هاجمته قواتنا وترم به بالموت والدمار في سبيل إعلاء الحق الذي استباحه ومنعه غروره من ان يطلق سراحه.
انه يلقي اليوم جزاء ما اقترفت يداه من ضرب المدنيين المصريين العزل في محافظات القناة وعلي مصانعنا وعلي مدارسنا لقد شاهد العالم ورأي ما أصاب العدو وتبددت الصورة التي رسمها لنفسه صورة القوة والجبروت وانه الجيش الذي لا يقهر.
نعود لبطل قصتنا البطل سعد لقد كانت هذه البداية ذات اثر فعال في نفوس ابطالنا فزادتهم ثقة والقت بعض الضوء علي حقيقة العدو وان هزيمته ليست بالشيء المستحيل وأثناء تحركهم الواثق شاهدوا رتل مدفعية للعدو يتقدم مسرعا ثم يتوقف خلف بعض التلال ويقوم الجنود بفصل المدافع عن الجرارات وفي دقائق معدودة تحتفل المدافع مرابضها ثم تبدأ في فتح النيران علي قواتنا وتقوم المجموعة برصد مدفعية العدو فيبلغ قائد المجموعة عنها ويسمع من قيادته عبارات التهنئة والتقدير ولم ينتظروا كثيرا حتي كانت مدفعية العدو تصب نارا حامية ثم ما لبثت ان سكتت تماما. انها بوادر النصر في الأفق فمرحبا بك أيها النصر الذي تعطشت إليه نفوس كل المصريين.
يا قواتنا الزاحفة ايدك الله بروح من عنده تقدمي ودمري ان دولة الظلم حانت ساعتها فشقي طريقك علي اشلائهم وفوق جماجمهم..كان بطلنا سعد قلبه يهتف بهذه الكلمات التي ملأت أعماقه.. كان يبتهل إلي الله ان ينصرنا علي اعدائنا ثم شاهد طائراتنا وهي تتجه غربا بعد أن نفذت مهمامها بنجاح منقطع النظير فأخذ يتابعها بناظريه وقلب خافق حتي توارات عن الانظار.
لم تمض بعض دقائق حتي كانوا في المنطقة المحددة لتنفيذ المهمة وبسرعة اتخذ قائد المجموعة إجراءات التأمين المناسبة ثم اجري استطلاعا دقيقا خصص بعده مهام القتال وأخذت المجموعة أوضاعها القتالية بانتظار احتياطي العدو وتأكد قائد المجموعة من فهم وادراك كل فرد لواجبه الذي يقوم به واتصال قائد المهمة يبلغ قادته بتمام الاستعداد للمجموعة لتنفيذ المهمة وإذا بقائده يزف إليه نبأ نجاح العبور وان قواتنا تطوي دفاعات العدو بنجاح ساحق وقام بابلاغ كل فرد بالبشري وابتهل الجميع في أن يتم الله عليهم نعمته وينصرهم نصرا عزيزا.
وبعد فترة قليلة ظهر في الأفق الشرقي رتل دبابات يسرع في اتجاه الغرب ويثير حوله عاصفة من الغبار وكان علي مسافة تصل إلي أربعة كيلو مترات فلم يستطيعوا حصر دباباته ولكن الرتل آخذ يقترب رويدا رويدا وبدأت تتضح معالمه شيئا فشيئا حتي استطاعوا ان يعرفوا عددهم: 25 دبابة و3 عربات نصف مجنزرة وكان أول الرتل علي مسافة لا تتجاوز سبعمائة متر بعد ان انتهي قائد المجموعة من تأكيد المهام القتالية قام الرقيب سعد بتدمير دبابة القائد بقذائفه المضادة للدبابات "آر بي جي V" ثم اشترك مع باقي المجموعة في الاشتباك مع الرتل المعادي وكانت عيناه مسلطتين علي الدبابة الأولي فقدر سرعتها وعرف اتجاهها ثم اختار انسب وضع للاشتباك المؤثر معها ولم ينس أن ينتخب مواقع النيران الأخري للاشتباك مع باقي الدبابات وفور نجاحه في تدمير دبابة قائد الرتل المعادي قام قائد المجموعة باطلاق اشارته فإذا بالنيران تنهال علي الدبابات من كل صوب واصابت المفاجأة العدو بالذهول فتخبط في تصرفاته وأخذ يطلق نيرانه علي غير هدي وما ان بدأ يفيق من هول الصدمة حتي كان قد دمر له سبع دبابات ثلاث منها كانت من نصيب بطلنا سعد وفقدت المجموعة قائدها البطل فكتب عند ربه شهيدا بعد ان ضرب مثلا رائعا في البطولة والفداء حيث ألقي بنفسه في اتون المعركة ودمر دبابة بقنبلة مضادة للدبابات ولكن صرعته رصاصات غادرة من دبابة أخري.
أدرك سعد خطورة الموقف فتولي مباشرة قيادة المجموعة التي كان قائدا ثانيا لها واصدر أوامره بالتخلص من المعركة والارتداد غربا وأشرف علي تنفيذ خطته واستطاع بمهارته ان يبتعد مع مجموعته عن منطقة الخطر ولجأ إلي مكان أمين قضوا فيه ليلتهم وابلغ قيادته بنتيجة المعركة وانتظر تكليفا ثانيا لمهام جديدة وتلقي أوامر من القيادة بالعودة للانضمام إلي القوات الرئيسية وبدأت رحلة العودة صباح يوم 7 من أكتوبر وهو يوافق عيد ميلاد البطل وضع خطة مبسطة للتسلل خلف قوات العدو ولكن دباباته كانت منتشرة في كل مكان وكان لابد من الحذر البالغ والحيطة المتناهية اثناء التحرك ولكن علي الرغم مما فعلوه وجدوا دبابات العدو تحيط بهم من كل جانب مما جعل رحلة العودة مطاردة من جانب العدو وقتالا واستبسالاً من جانبهم.
قدر البطل موقفه وخلص إلي أن مجموعته التي لا تملك سوي التسليح الشخصي وبعض القواذف المضادة للدبابات لا تستطيع الصمود أمام دبابات العدو التي تحاصرها فكانت مهمته الأولي انقاذ المجموعة من الفناء أو الأسر ولمح ثغرة صغيرة في الحصار المضروب حولهم فهداه ذكاؤه إلي حسن استغلالها لذا كانت تعليماته واضحة إلي كل افراد المجموعة بالتسلل خلال تلك الثغرة والتوجه إلي النقطة المقابلة وشاهدت احدي الدبابات بعض أفراد المجموعة اثناء تسللها واطلقت نيرانها عليها ولكن قائد المجموعة تصدي لها واصابها فخمدت انفاسها وواصلت المجموعة امتدادها متجنبة قوات العدو حتي وصلت إلي نقطة المقابلة في الوقت الذي كانت فيه طائرات استطلاع العدو تستكشف المنطقة وقد تمكنت من رصد المجموعة وادرك بطلنا ذلك فأصدر أوامره العاجلة بتغيير مكان المجموعة واتخاذ إجراءات الاخفاء والتمويه العاجلة ولم تمض دقائق حتي وصلت طائرة هليكوبتر وأخذت تمسح المنطقة بحثا عن افراد المجموعة المختبئة في رمال سيناء وبعد عشر دقائق كانت نيران مدفعية العدو تنهال علي تلك المنطقة ولكن بعيدا عن مكان المجموعة التي فشل العدو في اكتشافها وبعد انتهاء قصف المدفعية عادوا إلي نقطة المقابلة وظلوا بها منتظرين وصول قواتنا ولكن لم يتحقق الاتصال بهم أو تلقي مهام جديدة حتي مساء يوم 9 أكتوبر فقرر قائد المجموعة العودة إلي القاعدة التي انطلقوا منها غرب القناة وأثناء عودتهم تقابلوا مع بعض قواتنا الزاحفة في سيناء وتمكنوا من الاتصال بالقيادة ثم عادوا إلي قاعدتهم وكان لقاؤهم بزملائهم حارا ومؤثرا استعرضوا مهامهم التي حققوها بنجاح باهر مما اثلج صدورهم جميعا.
وفي مساء نفس اليوم 10 أكتوبر كلفت هذه المجموعة بمهمة قتالية جديدة وهي الاستيلاء علي عربة استطلاع للعدو علي مضيق الجدي وعندما وصلت المجموعة إلي منطقة الهدف فوجئت بوجود لواء مدرع هناك تعذر معه تنفيذ المهمة وعلي اثر ذلك عدل القائد من مهمته لتكون رصد اللواء المدرع والابلاغ عنه إلي قيادته.
انجزوا مهمتهم الجديدة بكفاءة تامة ثم سلكوا طريق العودة واثناء سيرهم شاهدوا طائراتنا المقاتلة القاذفة وهي في طريقها إلي هناك حيث فتكت باللواء المدرع هكذا حققوا ما يفوق مهمتهم الاساسية بكثير.
البطل في الثغرة
تسلل العدو في الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث ونجح في عبور قناة السويس والوصول إلي الضفة الغربية بقوة صغيرة مساء يوم 15 أكتوبر عام 1973 وكانت هذه الثغرة نتيحة لدفع الدبابات المصرية في أكبر معركة دبابات في التاريخ العسكري الحديث والقديم بل هي أكبر من معركة المارشال منتوجمري والمارشل روميل بمنطقة العلمين في الحرب العالية الثانية.
دفعت القيادة السياسية بهذه المعركة لتقليل ضغط العدو علي القوات السورية في الجولان وشغل العدو عنها الا ان أمريكا الحليف الاستراتيجي والعسكري لإسرائيل قامت بعمليات مسح من القمر الصناعي للجبهة فاكتشفت الثغرة بين مفصلي الجيشين الثاني والثالث وتم وضع خطة للتسلل لسرقة انتصار 1973 فكان يقلق الولايات المتحدة انتصار السلاح الروسي علي الأمريكي ومن أجل ذلك قامت بتقديم كل العون حتي انها ارسلت مقاتلين أمريكان بطائراتهم ودباباتهم للحرب مع إسرائيل.
هذه المغامرة من العدو أملتها أوضاعه المتدهورة في سيناء فأراد أن يثبت وجوده في الحرب بالظهور علي الضفة الغربية للقناة وكانت بداية المغامرة سبع دبابات وفي خلال ليل 15 أكتوبر صدرت الأوامر إلي قوة من الصاعقة بالتحرك إلي الدفرسوار لتأمين طريق الاسماعيلية - القاهرة الصحراوي وكانت الأوامر تقضي بدخول منطقة الدفرسوار صباح 16 أكتوبر.
كان موقف العدو يكتنفه كثير من الغموض والدخول إلي المنطقة ليلا مخاطرة كبيرة غير مأمونة العواقب عرض سعد رأيه علي قائده بأن يكون دخول المنطقة مع اشراقة يوم 16 أكتوبر مبينا الاسباب التي بني عليها رأيه واقتنع القائد واتصل بقيادته وعرض الأمر عليهم فوافقت القيادة علي الاقتراح تأمينا لسلامة القوة وتمكينا لها من تأدية مهمتها بنجاح وعدل التوقيت طبقا لذلك ثم صدرت أوامر القائد بالتحرك إلي مطار الدرفسوار وما ان وصلوه حتي صدرت أوامر جديدة بالتحرك إلي قرية سرابيوم حيث منفذ ثغرة العدو علي الضفة الغربية واقتربوا من قرية سرابيوم حيث مدرعات العدو تقترب علي أرضها تنشر الموت وسط الحقول الخضراء ومدفعيته تصب وابلا من النيران وطائراته تغطي سماء المعركة.
توقفت قوات الصاعقة واتخذت إجراءات التأمين القتالي وكان قرار قائد القوة عمل كمين للعدو والمتقدم علي طريق الاقتراب إلي الاسماعيلية لمنعه من الوصول إليها واصدر أوامره إلي قادة مجموعات الكمين واتخذوا أوضاعهم القتالية وتأكد تماما من استعدادهم لتنفيذ المهمة.
تحركت مدرعات العدو في اتجاه الاسماعيلية وما ان وصلت الدبابة القائدة إلي مسافة 400 متر ومن القاذف اطلق سعد النيران عليها فانفجرت الدبابة مؤكدة علي قدرته الفذة في اصابة الهدف علي مسافة كبر من المدي المؤثر للقاذف علي الاهداف المتحركة بمائة متر..وكان لهذا العمل البارع مفعول السحر في نفوس باقي الرجال فتسابقوا في الفتك بدبابات العدو وسعد في مقدمة المتسابقين وشاء الله ان يدمر دبابة اخري وظلوا يقاتلون في معركة شرسة ومريرة حتي تمكنوا من حصار دبابات العدو ومنعها من التقدم إلي مدينة الاسماعيلية واستمروا في قتالهم الضاري مع العدو حتي نفذت ذخيرتهم كما تعذر وصول الذخيرة إليهم وحاصرتهم مدفعية العدو بنيرانها ومنعت وصول الامدادات لهم ولكنهم لم يفقدوا ثقتهم المطلقة بالله وبأنفسهم في قدرتهم علي انتزاع النصر وكان الموقف يحتاج إلي تصرف سريع وشجاع وفكر سعد ثم أشار إلي استخدام بعض المدافع المضادة للطائرات الموجودة في المنطقة في الاشتباك مع مدرعات العدو ووافق القائد علي الفكر وشرع في تنفيذها.
أسرع بعض افراد القوة وعلي رأسهم سعد يفتشون عن المدافع الصالحة حتي اهتدوا إلي بعضها وبعزيمة المقاتلين الأشداء أخذوا يطلقون النيران علي العدو الذي كان يتأهب للقضاء عليهم معتمدا علي نفاذ ذخيرتهم ففوجيء العدو ودب الارتباك في صفوفه وتفرقت دباباته ودمرت بعض عرباته المجنزرة وأمام اصرار الرجال وبسالتهم توقف العدو وايقن انه لن يبلغ هدفه مهما فعل فآثر الانسحاب من أرض المعركة وولي وجهه شطر الجنوب تلاحقه نيران البطل سعد ورفاقه..هكذا ضرب سعد أروع الأمثلة والبطولة التي كانت من اسباب فشل العدو في التقدم إلي مدينة الاسماعيلية للاستيلاء عليها وقد كرمته الدولة فمنحته وسام نجمة سيناء تقديرا لبسالته الفائقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.