كم عانت القري المصرية في العهد البائد من نقص الخدمات الصحية. وقلة المستشفيات العامة المجهزة مما كان يضطر الأهالي إلي قطع مسافات طويلة لتلقي العلاج أو لإجراء عمليات جراحية. الغريب أنه حتي المستشفيات التي كانت تعمل ببعض القري والتي كانت ملاذا للمرضي البسطاء تم غلقها دون سابق إنذار مثلما حدث مع أهالي قرية الخرقانية مركز القناطر الخيرية بالقليوبية وهو ما أكدوه في رسالتهم التي بعث بها نيابة عنهم المواطن "سعيد حسن ابوزيد". يقول: قريتنا الخرقانية من أكبر قري مركز القناطر الخيرية ويقطنها حوالي 40 ألف نسمة ويوجد بها مستشفي للحميات كان قد تم إنشاؤه في 1976 وهو الوحيد علي مستوي المركز ويخدم أكثر من 60 قرية وعزبة يزيد عدد سكانهم علي نصف مليون نسمة. وكان الي وقت قريب يؤدي دوره علي أكمل وجه حيث يتم فيه الكشف علي حوالي 300 حالة يوميا من ابناء القرية والقري المجاورة وكان يصرف لهم العلاج اللازم. يضيف: فوجئنا بلا سابق إنذار بقرار من وزير الصحة الأسبق. والمجلس المحلي بمحافظة القليوبية بغلق هذا المستشفي الحيوي الذي كان يخفف آلام آلاف المرضي بل انه ساهم في علاج ما يقرب من 500 حالة من أبناء قرية البرادعة أثناء مأساة تلوث مياه الشرب بها بمياه المجاري وهي الكارثة التي هزت الرأي العام آنذاك. المثير للدهشة أنه بدلا من تدعيم المستشفي بأحدث الأجهزة وإمداده بالأدوية اللازمة لمواجهة مثل هذه الكوارث قاموا بغلقه ووضع الأقفال علي جميع أبوابه بعد سحب كل المعدات والأجهزة الطبية والأدوية منه. ولا ندري لصالح من ذلك؟ إن كل ما نرجوه إعادة تشغيل هذا المستشفي لعلاج غير القادرين ومحدودي الدخل الذين لم يعد أمامهم سوي قطع عشرات الكيلو مترات للوصول لمستشفي حميات امبابة والذي يعتبر أقرب مستشفي منهم. "انتهت الرسالة". أعتقد أن هذه الرسالة ستجد صداها لدي الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة بما يحقق صالح أصحابها من أهالي القرية والقري المجاورة.