المرور في شارع الهرم أصبح مشكلة المشاكل لمن يحاول استخدام هذا الشارع الذي يمثل عصب مدينة الجيزة وضواحيها. ولأنني من سكان منطقة مدكور بالهرم فإنني بمجرد إدارة محرك السيارة في الصباح ذاهباً إلي العمل وبعد تلاوة دعاء الركوب أدعو قائلاً: "اللهم هون علينا المرور في شارع الهرم" ثم أبدأ السير في قلق حتي يمن الله علي بالوصول إلي نفق الهرم خلال ثلث ساعة وهذا في حد ذاته إنجاز كبير.. رغم أن منطقة مدكور لا تبعد سوي كيلو مترين تقريباً عن نفق الهرم. تخيل معي أنك قادم من ميدان الجيزة ومتجه إلي الأهرامات فإن أول عقبة ستواجهك مكانها أسفل النفق مباشرة إذ تفاجأ ببالوعة مفتوحة في أقصي يسار الطريق-هناك بالوعة أخري مفتوحة في الاتجاه الآخر فيضطر السائقون إلي الانحراف يميناً بعض الشيء لتفاديها وبالتالي يتوقف القادم من الجانب الأيمن حتي تمر وإذا رفض هذا القادم من الجانب الأيمن الانتظار حتي تفادي هذه البالوعة تحدث مشاحنات بين السائقين من خلف زجاج السيارات. وبعد عدة أمتار من عبور النفق بسلام وأمام مسجد نصر الدين مباشرة تجد عدداً لا يقل عن خمس سيارات ميكروباص وميني باص تقف في صفين وربما ثلاثة صفوف لتنزيل أو لتحميل الركاب ووقتها لا يكون الطريق متاحاً إلا لمرور سيارة واحدة وبعدها نجد الطريق سالكاً بعرض اربع حارات. نفس المشكلة تواجهها عند شارعي العشرين أو العريش وهكذا حتي الوصول للأهرامات.. أما في طريق العودة من الأهرامات في اتجاه ميدان الجيزة فإن العقبات تبدأ من عند "كايرو مول" الذي تصطف أمامه سيارات الميكروباص والملاكي في ثلاثة صفوف أو أكثر فتتوقف الحركة تماماً من هذا المكان وتمتد حتي قبلة بكيلو مترين تقريباً وبعد كايرو مول تجد الطريق سالكاً بعرض أربع حارات. نفس الشيء يتكرر عند مدخل شارعي الطالبية وجمال الدين الأفغاني بسبب التوك توك والميكروباص والميني باص. أما فتحات الدوران للخلف فتمثل مشكلة عويصة للجميع إذ يصر سائقو الميكروباص والأجرة والملاكي علي السير في أقصي اليمين للدخول يساراً بشكل أسرع فيتوقف الشارع تماماً وهناك 6 فتحات بشارع الهرم في الاتجاهين تحدث عندها نفس المشكلة. وبطول شارع الهرم لا تجد رجال مرور إلا أمام مبني المحافظة يقفون غير مبالين بما يحدث في الشارع ويتحدثون مع بعضهم ربما في مواضيع أخري غير المرور ويقف رجل منهم علي استحياء قبل مطلع كوبري الجيزة وكل ما يفعله هو أن يشير بيده للسائقين للمرور بسرعة. هل نحتاج إلي مليونية جديدة في شارع الهرم الذي أصبح بلا صاحب في غياب المحافظ ومدير الأمن ومدير مرور الجيزة ورجالهم؟!