لن أمل.. وسأظل أكرر ألف مرة ومرة أنبه قوات الجيش والشرطة باليقظة التامة. وعدم الركون إلي الدعة والاطمئنان في مواجهة الإرهاب!! سبق أن حذرنا مراراً وتكراراً بعد حوادث عديدة اغتيل خلالها عدد من رجال الشرطة أو الجيش.. وقلنا أيها السادة يجب أن تكونوا في حالة يقظة تامة. واحذروا أن تؤخذوا علي غرة وأنتم منشغلون بأعمالكم الروتينية ظناً منكم أنكم بمأمن عن هؤلاء القتلة المجرمين. هؤلاء الإرهابيون يتحينون الفرص. ويراقبونكم جيداً. وربما يكون هذا الرقيب من المقربين إليكم. وعندها ينتظرون غفلتكم. ثم ينقضون ويهاجمونكم بالأسلحة فيسقط منكم الشهداء. الإرهابيون يتحينون الفرصة المناسبة للقيام بأعمالهم.. صباحاً أو مساء.. وقت تناول الطعام أو قبله أو بعده.. عندما يشعرون أنكم تخليتم عن أسلحتكم ولو للحظة معينة.. فيهاجمونكم ثم يهربون ولا تستطيعون أن تلحقوا بهم. ولا القوات التي جاءت لنجدتكم تستطيع ذلك لأنهم يرسمون خطط المكان الذي سيلجأون إليه. أخذوكم علي غرة في مناطق عديدة.. في سيناء مرات ومرات.. وفي الفرافرة.. وفي أماكن كثيرة غيرها.. ثم يتكرر الأمر بنفس الصورة دون أن تتمكنوا من ضبطهم. وفي كل مرة نبهناكم.. وقلنا إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. وقلنا إن الله حذرنا من الغفلة.. فقال: "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم"!! ولم تنتبهوا.. ووقعتم في الخطأ.. لتتكرر المأساة!! يصعب علينا جميعاً سقوط أي شهيد من بينكم.. ونتحسر علي ضياع أرواحكم هباء.. ونضع أنفسنا مكان أسركم فينتابنا الحزن والأسي.. صحيح أنكم لاقيتم ربكم شهداء عند الله يرزقون من أجل وطنكم. ولكننا كنا نتمني أن تكون شهادتكم في معركة تتواجهون فيها مع عدوكم.. ولكنهم فضلوا أن يفعلوا فعلتهم وأنتم عنهم غافلون. إن حادث الكيلو 26 بطريق مصر السويس الذي هاجمكم فيه الإرهابيون وأطلقوا عليكم الرصاص. ما هو إلا حلقة من هذه الحلقات حيث سقط أحد الشهداء من بينكم بينما أصيب خمسة آخرون. وقد انتقلت لجنة من النيابة العسكرية لمعاينة الحادث وتحديد الجهات المسئولة عن تنفيذه. وكما قلت في البداية.. لا تستكينوا أيها الجنود وتظنوا أنكم بمأمن من غدرهم وجبنهم. ويجب أن تكون أعينكم مفتوحة في أي وقت لترقب وصولهم إليكم. ويجب أن تسبقوهم قبل أن يسبقوكم. ولعل هذا آخر تحذير يمكن أن يوجه إليكم.. أعانكم الله علي ما أنتم فيه ونصركم عليهم إن شاء الله.