حين يشتد الخطر. فإن الاختلافات تغيب. ويصطف الجميع في خندق واحد. لدرء الخطر القائم. والأخطار المحتملة. ذلك ما أحدثه تنظيم داعش الذي نشر الإرهاب والدمار في الوطن العربي. وامتدت توقعات أفعاله إلي أوروبا والولايات المتحدة. جعل الفيتو من قرارات مجلس الأمن في معظم القضايا المهمة مجرد حبر علي ورق. لم تتفق الدول دائمة العضوية علي قرار واحد. وكان الفيتو علي سبيل المثال وسيلة إجهاض القرارات التي تدين الاحتلال الصهيوني. هذا التنظيم. شحب في سيطرته ما كان علي الساحة من فصائل إرهابية. بل إن كل التنظيمات المتطرفة في الأقطار العربية. وفي دول إفريقية. أعلنت نسبتها إلي داعش. لم يكن من المتصور. حتي لكبار المحللين السياسيين. أن تلتقي كل القوي لمواجهة خطر التنظيم الذي رفع للأسف شعارات إسلامية. وزعم أنه يطبق الشريعة الإسلامية. لكنه ارتكب الكثير من جرائم القتل والتدمير والسلب بما يفوق جرائم التتار في بدايات عصورهم. قبل أن يتعرفوا إلي صحيح الإسلام. وتتحول بلادهم إلي حصن للدين الحنيف. ويتمسكوا بعقيدتهم أمام كل الهجمات. وخاصة الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي حين أخفق في قتل اليقين الديني في نفوس أبناء الدول المسلمة التي أخضعها لنفوذه! مواجهة الخطر المشترك مؤشرمهم لما يجب أن يتخذه العالم بتعدد دوله وأيديولوجياته من خطوات إيجابية وحاسمة ضد كل الأخطار التي تهدد أمنه واستقراره. القول إن العالم الآن قرية صغيرة ليس إنشائيا. ولا هو بلاغة لفظية. صار العالم بالفعل قرية صغيرة بواسطة التكنولوجيا التي قربت المسافات بما لم يكن لائحا في أي تصور. وجعل من اللجوء لأسلحة الدمار الشامل تهديدا مباشرا للدول التي تستخدمها. وهذا هو ما تمثله إسرائيل في الوطن العربي. تختزن في مفاعلها بديمونة أكثر من مائتي قنبلة ذرية. دون تنبه إلي أن استخدام هذا السلاح لا يزيل عنها احتمالات الخطر. لملاصقتها أقطاراً من الوطن العربي. ولمساحتها التي يصعب فيها المناورة. داعش ليست الخطر الوحيد الذي يتهدد العالم. ثمة الكثير من الدواعش التي يجب علي العالم مواجهتها. إما باستئصال العدوان المسلح. كما في مواجهة بربرية داعش. أو اتخاذ القرارات الموحدة. الملزمة. التي تمنع محاولات السلب والاستيطان والإفناء والمحو ليكن خطر داعش حافزا لدول العالم. كي نتصدي لكل الأخطار التي تحيق بقريتنا الصغيرة. أعني الأرض التي نعيش فيها.