القبلية والعرقية تتحكم دائماً في الانتخابات البرلمانية بأسوان وقوة التحالف الانتخابي الحزبي تدرك ذلك جيداً وتحاول بكل قوة استقطاب وضم رموز القبائل للتحالف لضمان الحصول عن أصوات الناخبين من النوبيين والعبابدة والبشارية والجعافرة وهي من القبائل المؤثرة بكل قوة في الانتخابات البرلمانية ودائماً كل من هذه القبائل تحجز مقعداً دائماً في مجلس النواب للصراع القديم بينهم للفوز بعضوية المجلس. تسود حالة من الترقب والقلق بين رموز القبائل والمرشحين لخوض المعركة الانتخابية وذلك انتظاراً لما تنتهي عليه التقسيمات الجديدة للدوائر وبالرغم من الثورتين اللتين مرتا علي البلاد ومحاولة ازاحة نواب الوطني من ممارسة العمل السياسي لكن نواب الوطني يفرضون أنفسهم بكل قوة علي الساحة لاكتساح في الانتخابات القادمة. ويقول دياب عبدالله عضو مجلس الشوري السابق ممثل عن أبناء النوبة: القضاء المصري أنصف نواب الوطني بحق لأن الثورة فعلاً ظلمت أشخاص كثيرة كانوا ينتمون إلي الحزب الوطني ولكن لم يستفيدوا منه ولكن أفادوا بناء الدوائر وكان لابد من الانضمام إلي الحزب الوطني في ظل الحكم السابق حتي نضمن الفوز بمقعد نستطيع من خلاله تقديم الخدمات لأبناء المحافظة كلها وليس النوبيين فقط ورغم التحديات الكبيرة التي سوف نواجهها خلال الانتخابات القادمة سوف يقول الشارع كلمته بعد الذل الذي ذاقه الشعب من خلال نواب الإخوان. هلال الدندراوي عضو مجلس الشعب السابق عن قائمة حزب الكتلة قال نحن في أسوان بالذات نشجع بكل قوة التقسيم الحدودي للمحافظات وأيضاً التقسيم الانتخابي الجديد للدوائر حتي يتم تفتيت أصوات المرشحين الذين يعتمدون علي أصوات قبائلهم وعرفيتهم.. البعض منهم لم يمارس العمل السياسي من قبل ولكن يدخل البرلمان من باب المظهرة فقط والسبب الرئيسي في اضعاف المجالس السابقة أيام الرئيس المخلوع هو اختيار نواب من ورق وقوتهم تعتمد علي القوة المالية واستغلال الفقراء وبالنسبة للتحالف الانتخابي ليس له أي تأثير في الشارع السياسي حتي الآن والفرصة لنواب الوطني أصبحت قوية في ظل عدم وضوح الرؤية السياسية للتحالفات وعدم رسم خطة أو خريطة واضحة المعالم تقنع رجل الشارع البسيط.. محمد عبدالهادي من أبناء قبيلة الجعافرة والذي تم الدفع به لخوض الانتخابات ممثل عن القبيلة يري أن الشعب يفهم في السياسة أكثر من أي فترة زمنية سابقة وخاصة بعد تجربة الإخوان الفاشلة ولكن الخطر الشديد هو ظهور التحالف الانتخابي والذي يريد أن يحصل علي أكثر مقاعد في البرلمان وذلك عن طريق جذب المرشحين الذين كانوا لهم قوة انتخابية أيام الحزب الوطني "ومش مهم أن يكون وطني ولا غيره المهم يضمن التحالف والفوز بعدد كبير من المقاعد من خلال هؤلاء المرشحين". والحمد لله القبائل مليئة بالوجوه الشابة التي تريد أن تخدم الوطن ولكن الحذر الشديد من تقسيم الدوائر الذي سوف يكون هو القشة التي قسمت ظهر البعير خاصة في أسوان لأن التقسيم سوف يؤدي إلي تفتيت أصوات الناخبين والقبائل. أكد عبدالله مشالي عن حزب "مستقبل وطني" بأن مشكلة تقسيم الدوائر لا تخيف إلا المرشحين المعتمدين علي القوة القبيلية والقوة المالية ولكنها لا تخيف الشباب الجديد الذي يريد أن يكمل ثورتي 25 يناير و30 يونيو ويصبح لدينا برلمان يعبر فعلاً عن نبض الشارع وبرلمان الحكومة تعمل له ألف حساب وليس برلمان للجري وراء الوزراء لنيل الرضا والحصول علي توقويع بالتعيين مقابل التغاضي عن سلبيات الوزراء والمحافظين. وأبدت إسراء أحمد من قبيلة العبابدة سعادتها البالغة لاستعادة الدولة هيبتها واسقاط مجلس وحكم الإخوان الذي عاد بالمرارة إلي العصر الحجري وقلص دور المرأة تماماً ولو استمر هذا الحكم لكانت المرأة في مهب الريح بالنسبة للعمل السياسي والخدمي ولكن بعد ثورة 30 يونيو بالتحديد استشعرت المرأة بعودة دورها الريادي في المجتمع وسوف يظهر هذا من خلال الانتخابات البرلمانية القادمة ونحن نثق تماماً بأن المرأة سوف يكون لها دور فعال خلال الفترة القادمة.