الزعماء العرب لا يفهمون .. ولا يدركون .. ولا يتعلمون..!! ألهذه الدرجة يا أصحاب الفخامة.. تهون عليكم أنفسكم .. قبل أن تهون عليكم شعوبكم..؟! ما هذا الذي يجري في مختلف أنحاء المنطقة .. فلا قيم.. ولا تحمل للمسئولية.. ولا محاولة لتقدير الأمور تقديراً صحيحاً..! *** إن الزعامة ياسادة لها مقوماتها .. ولها أسسها .. ولها قواعدها..! والمفروض .. أن القائد .. أو الزعيم يملك من المؤهلات. والملكات. والاستعدادات مالا يملكه الآخرون.. وإلا ما استحق أن يتقدم الصفوف.. ويتولي شئون الناس..! وبالتالي فإن مايحدث الآن في شتي ربوع المنطقة.. يندي له الجبين..! بالله علي معمر القذافي .. ماذا يمكن أن يجنيه .. بينما الدماء تسيل أنهاراً فوق أرض بلاده..! الشقيق .. يقتل الشقيق.. والابن لايتورع عن أن يغمد الخنجر في ظهر أبيه.. و"الأخ القائد" يمني نفسه بانتصار قريب.. يكسر علي إثره.. أنوف مواطنيه.. ويدق أعناقهم أكثر وأكثر..! لقد خسر القذافي علي المستوي الشخصي ابنه وثلاثة من أحفاده.. فكم يساوي ذلك .. مقابل البقاء ولو مائة عام في السلطة..؟! في نفس الوقت.. سوف تدون ملفات التاريخ بكل العار والسخط والازدراء.. هذا "القائد" الذي أشعل نيران الحرب الأهلية بيديه والذي دمر عامداً متعمداً.. ممتلكات بلاده. وثرواتها.. ثم أخذ يمط شفتيه.. وكأن مايجري حوله.. يخص بلداً آخر.. مثل كوستاريكا.. أو نيكاراجوا..! *** أيضا .. كيف يواجه القائد.. شعبه .. وكيف يتمسك بحكمه.. وأصوات الملايين تهدر مطالبة برحيله..؟! ليس هذا فحسب .. بل ماذا يساوي "هجوم بالرشاشات والمدافع الثقيلة" أمام خيالات مريضة تتحكم في عقل الرئيس علي عبدالله صالح موهمة إياه.. بأن الثائرين ضده بالملايين.. ليسوا سوي عملاء.. وخونة..؟! ألا ينبغي علي الزعيم .. أن يأتي عليه وقت ينسحب فيه من الساحة باختياره البحت بدلا من كل هذا الهوان والذل.. لاسيما وأن القادة العرب جميعاً بلا استثناء قد أمضوا سنوات طوالا فوق كراسي العرش..؟! والله .. والله .. لو أن علي عبدالله صالح لم يخبر السياسة أبدا.. لبادر علي الفور بالتخلي عن السلطة.. شاكرا لليمنيين.. تحملهم إياه كل تلك الفترة الزمنية الطويلة..! ثم .. ثم .. كيف .. يغمض للقائد جفن وهو الذي يعلم في قرارة نفسه بأنه السبب في مقتل المئات من أبناء شعبه.. ولعل آخرهم الخمسون الذين لقوا مصرعهم بالأمس في اليمن..؟! *** نفس الحال بالنسبة ل "بشار الأسد" .. الذي ورث الجاه. والصولجان عن أبيه.. فآثر ألا يتخلي عنهما بصرف النظر عما يستخدمه من وسائل ذميمة للحفاظ عليهما! إن مصرع 67 سوريا أمس في معارك "حماة" أليس كفيلاً.. بأن يفيق الزعيم الوريث.. ويقول للناس: أنتم من طريق.. وأنا من طريق.. ومادمتم لاتريدونني.. فلن أفرض نفسي عليكم..؟! متي يجيء هذا اليوم ياسادة..؟! وبالأحري .. ما الذي يمنع هؤلاء الزعماء.. من أن تكون لديهم الجرأة. والشجاعة علي أن يواجهوا أنفسهم بأنفسهم ويرحلوا بدلا من اجبارهم علي الرحيل.. تطاردهم أحذية الملايين..؟! لعن الله .. الطمع .. والجشع .. والأنانية التي هي بلا حدود..!! أيها "الزعماء الأفاضل" .. تأكدوا أن هناك في أوطانكم من هم أفضل منكم ألف مرة.. ومرة ليتولوا زمام القيادة.. وعندئذ سوف تنصلح الأحوال..! *** أمس .. توقفت أمام الافتتاحية التي نشرتها صحيفة الكريستيان دومنيتور الأمريكية والتي قالت فيها إن الثورات العربية قد أخذت آثارها تمتد إلي البلدان الأفريقية.. ضاربت المثل بالرئيس "بليزكومباوري" رئيس بوركينا فاسو الذي لم تكفه 24 سنة حكما.. فآخذ هو الأخر .. يقتل الثوار الذين يطالبونه بالرحيل..! وأنا شخصياً.. أتفق مع الصحيفة الأمريكية.. بل أضيف إن هذا المد الثوري الشعبي العربي.. لن يبقي ولن يذر..! سوف تسحق الشعوب.. "الأباطرة" وتدوسهم بالأقدام.. فقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالي.. أن ينشأ عالم جديد.. خال من الاستبداد.. والقهر .. والظلم الذي مابعده ظلم..!