اجتماع 1200 شاب في قاعة واحدة لمناقشة حاضر ومستقبل مصر.. هو بحق مشهد أكثر من ممتاز مما دفع المجلس العسكري الذي يدير البلاد إلي الاعلان عن فتح الحوارات مع الشباب لمشاركة المزيد منهم والوقوف علي كافة الآراء المتشابهة والمتعارضة علي السواء. هذا العدد الكبير من الشباب الذي اجتمع الاربعاء الماضي مع قادة القوات المسلحة يمثل 153 ائتلافا من ائتلافات الشباب.. في حين امتنع عدد آخر عن المشاركة وفي مقدمتها ائتلاف شباب الثورة. *** ورأيي.. انه يجب استثمار هذا الكم من الائتلافات المنفصلة في أسلوب علاجها للقضايا وتطويع الكم لصالح الكيف استنادا إلي اجتماعها جميعا حول هدف واحد هو مصلحة مصر. لا أحد يتشكك أو يشكك في وطنية الجميع.. فكلهم مصريون خلصاء يريدون الأفضل لهذا البلد.. لكن الخلاف يأتي في طريقة معالجة الأمور. ما يحز في النفس ان نفرا يسيرا يريد الاستئثار بصدارة المشهد ويرفع شعار بوش الابن عقب أحداث 11 سبتمبر: من ليس معنا فهو علينا. دعونا من هذه النغمة النشاز.. ومن لغة الانسحاب والعزوف عن المشاركة لأن مصلحة البلد تفرض الآن شعارا آخر هو كلهم معنا وليسوا علينا.. وتفرض أيضا المشاركة بايجابية والاصرار عليها. *** من هنا.. المفروض ان تجتمع كل ائتلافات الشباب تحت "راية واحدة" تضم ممثلين عن كافة الائتلافات والكل يتحدث لغة واحدة.. من أجل هدف واحد. صحيح سيكون هناك اختلاف في الرؤي وهذا أمر صحي وليس عيبا.. فلا إجماع علي شيء في الوجود ولكن ما نريده أن يكون بينهم شبه اجماع أو توافق. لقد عاب الكثيرون علي شباب الثورة بمختلف ائتلافاتهم انه ليس لهم "قائد" واحد يسيرون خلفه.. بل كان لكل ائتلاف قيادة. من المؤكد ان هذا الوضع محبب لدي بعض القوي التي تري ان "في اختلاف الشباب رحمة" وأيضا مصلحة لهذه القوي. لكن.. الأكثر تأكيدا ان في اتفاق الشباب رحمة حقيقية ومصلحة لمصر التي لا يعلو عليها أية مصلحة شخصية أو خاصة. *** ليتذكر شبابنا انهم هم الملهمون والبادئون للثورة بل أيضا وقودها الذي جعلها مستمرة في الاشتعال وليتذكروا انهم أكثر فئات الشعب تعرضا للظلم سواء في الرعاية الحكومية لهم أو في العناية بهم أو في توفير الوظائف التي تكرم ذواتهم وتحقق طموحاتهم وتفتح لهم أبواب المستقبل. وليتذكروا أن لهم أفكارا ورؤي عادلة وطموحة مستمدة من واقع مؤلم أرادوا تغييره سلميا فتعرضوا لظلم آخر يتمثل في محاولة تكميم الافواه بالقوة ووصلت إلي منع انطلاق كلمة "آه" ولو بالرصاص الحي. نعلم جميعا أنكم تشعرون بغصة في الحلق لسببين: الأول.. ركوب كافة التيارات السياسية وغير السياسية علي اكتافكم في محاولة لخطف الثورة في الاتجاه المعاكس أو تصنيفها ايديولوجيا والثاني تهميشكم بشكل واضح وأحيانا متعمد وتقديم بعض أصحاب "الفكر القديم" وكثير من مدعي البطولة لتصدر المشهد في العديد من مناحي الحياة.. حتي أصبح هناك صراع وهوة عميقة بين الفكر الحديث والهدف السامي لكم أنتم شباب الثورة الحقيقيين والفكر الجامد للقدامي والمصالح الخاصة للمدعين. لكن.. نحن أمام مرحلة مفصلية من تاريخنا ولدينا قضايا مهمة في شتي المجالات تحتاج جهدكم وفكركم ورؤاكم ولا سبيل لمشاركتكم في هذا المعترك الا باتحادكم.. اليوم.. قبل الغد. أخر الكلام.. * تناقض غريب يراه الجميع في مدعي الثورة.. يتشدقون بأن النظام السابق كان ديكتاتوريا.. ورغم انها حقيقة فإنهم للأسف يفعلون نفس ما كان يفعله هذا النظام.. يظنون انهم ورثة الثورة رغم انهم أبعد ما يكونون عنها.. يظنون ان الناس سذج وبلهاء.. ناسين أو متناسين انهم عرايا أمام الناس حتي بدون ورقة التوت وسجلهم متخم بتشكيلة متنوعة من المخالفات والجرائم الكفيلة بمحاكمتهم. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟! * فرق كبير بين ما فعلناه وما فعلته إسرائيل. اسرائيل اتهمتنا بخرق معاهدة كامب ديفيد عندما فتحنا منفذ رفح بصفة دائمة.. رغم ان المنفذ لم يكن ضمن المعاهدة بل اتفاقية المعابر. لكن ما فعلته إسرائيل هو خرق حقيقي للملحق الأول المرفق بمعاهدة كامب ديفيد حيث سحبت قوات حرس الحدود المنزوعة السلاح من المنطقة "د" الممتدة بين رفح وايلات ووضعت مكانها لواء قتاليا مدرعا ومزودا بأسلحة ثقيلة! من حقنا نحن أيضا أن نضع قوات قتالية مدرعة علي الحدود بدلا من الشرطة.. واحدة بواحدة.. والبادي أظلم. * احصائية "تخض" ذكرها اللواء طارق إسماعيل مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في التقرير السنوي للادارة. ذكر انه في عام 2010 تم قيد 50 ألف قضية اتهم فيها أكثر من 53 ألف متهم ضبط معهم 107 أطنان بانجو و222 كيلوهيروين و50 كيلو أفيون و5 كيلو كوكايين و15 طن حشيش و132 مليون قرص مخدر كما أبيد 509 افدنة مزروعة بالقنب. كميات تخدر شعبا بأكمله.. ألم نقل مرارا إنها مؤامرة علي شباب ورجال مصر؟!