شهدت أيام عيد الفطر المبارك وقائع تحرش جديدة في الشوارع والحدائق والمنتزهات ولكن بصورة أقل حدة مما كان يحدث في السنوات الماضية وذلك نتيجة لجهود حركة "شفت تحرش" وعدد من الحركات الأخري التي تستهدف مواجهة هذه الظاهرة بالإضافة إلي جهود وزارة الداخلية. لقد تمكنت حركة "شفت تحرش"من ضبط العديد من حالات التحرش.. وكان اللافت للنظر وجود عدة فتيات ممن تم التحرش بهن بصحبة ذويهم منهم حالتان كانتا مع أزواجهن.. وكانت أبرز وقائع التحرش في أيام العيد ماحدث في شارع طلعت حرب عندما قام أفراد الحركة بإنقاذ سيدة حاول المارة اخراجها بالقوة من السيارة أثناء مرورها وتجمهر اكثر من 50 شخصاً حولها وحاولوا كسر زجاج السيارة وفتح الباب لإخراج السيدة مما أضطر أفراد الحركة إلي عمل كردون بأجسادهم حول السيارة ومحاولة اخراج السيارة من الشارع وبعد فترة وصلت قوات مكافحة العنف ضد المرأة وفتحوا الطريق لإخراج السيارة بمن فيها من المنطقة!!. ورغم كل هذه الحالات فان الظاهرة تراجعت عما كانت عليه في السنوات الماضية نتيجة الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الحكومة والاحكام السريعة والرادعة التي صدرت ضد المتحرشين ولكن القضاء علي الظاهرة لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة وانما يحتاج إلي سنوات عديدة قبل أن نحد منها بصورة كبيرة وذلك لأسباب كثيرة منها الصعوبات التي يجدها الشباب في الزواج وارتفاع اسعار الشقق وانتشار البطالة وانخفاض الأجور بالاضافة إلي ما تبثه شاشات الفضائيات يومياً من مسلسلات تشجع علي الانحراف وتعاطي المخدرات وتتضمن مشاهد جنسية فاضحة بالاضافة إلي أفلام العيد التي تمتليء بمشاهد العنف الجنسي. لذلك فان الخطوة الأولي لمواجهة هذه الظاهرة هي القضاء علي كل أسبابها وتسهيل الزواج للشباب وتوفير فرص عمل لهم بالاضافة إلي توفير شقق سكنية بأسعار مخفضة.. وكل هذا يتطلب سنوات من العمل.. وبالتالي تظل الجهود الأمنية واحكام القضاء الرادعة ضد المتحرشين هي الإجراء المؤقت للحد من حالات التحرش.. حتي تتحقق آمال وطموحات الشباب في السنوات القادمة.