عندما يبكي الإنسان فإن البكاء رحمة ومن أشهر من بكي المهلل في طلب الثأر لأخيه وجليلة بنت مرة أخت جساس والخنساء عندما بكت آخاها صخر وبكي متمم ابن نويرة علي أخيه مالك وبكاء مجنون ليلي وابي فراس الحمداني في أسره وابن زيدون في ولادة بنت المستكفي وأمس الأول القريب عندما بكي مبارك أمام المحققين.. كنت أري ان الدموع مظهر الرحمة احببت الرحمة فأحببت الدموع لحبها.. فلما احببت الصدق احببت البكاء لأجله.. سألت اليمامة ابيها وائل بن ربيعة.. هل الرجال يبكون يا ابتي فرد عليها عندما لا يجدون حلا سوي البكاء.. ولكن الذي وقفت أمامه طويلا بكاء الرئيس السابق "مبارك" لماذا بكي؟! هل هذا البكاء ندم علي أخطائه الجسيمة علي مدي 30 عاما أم علي قتل شباب اعزل من المتظاهرين أو التجاوزات التي حدثت ضد أمة بأسرها اذا كانت هذه الدموع التي زرفها علي كل هذه الأشياء فهي مقبولة وحميدة ويطلق عليها دموع الندم.. أما اذا كانت دموع الكبير والصلافة والغرور والمجد الضائع فهي غير محمودة لأنه تذكر اثناء التحقيق عندما كان يزور منشأة ما يتم اخلاء الشوارع قبلها بثلاثة أيام وتهجير ساكنيها وموظفيها وكل من هب ودب وتقوم الدوريات بتفتيش بالوعان المجاري بالشوارع والتسلق علي الأشجار للتفتيش علي اعشاش الطيور من غربات وحدادي وعصافير ويتم هدم تلك الأعشاش فوق رءوس الطيور من أجل عيون الرئيس.. كل هذا دار في خلد مبارك اثناء التحقيق وانخرط في البكاء وهذا ليس ندما انما كبر وصلف علي من ولي وانتهي ومجد زائف وحياة فانية.. هذا يعطي دلالة انه من قتل شعبا واستباح ماله فإننا لن نأسف عليه ولم نبك لبكائه.. لأنه لم يراع فينا ذمة ولا عهدا.. وبالتالي لا نقيم له وزنا هو ومن ساندوه في قتل المتظاهرين سواء بالفعل أو التحريض بالكلمة أو الهمز واللمز.. هؤلاء جميعا حيات رقطاء وعقارب بثوا سمومهم وحقدهم في الآخرين.. ويا ليتهم يعرفون ان العهد ليس عهدهم وانهم انتهوا بانتهاء سيدهم.. انصحهم وأقول لهم عليكم انفسكم والزموا بيوتكم فان كلماتكم غير مقروءة واعمالكم غير صالحة ومردودة الي نحوركم.