دعا فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. القائمين علي الانتاج الفني الذي يعرض الآن علي الناس بألا يذهبوا بالبقية الباقية من الحياء عند ابنائنا وبناتنا.. فيبدو أن هناك فكرة شيطانية خبيثة تستهدف تعويد البنين والبنات علي عدم الحياء. قال الإمام الأكبر في برنامجه التليفزيوني اليومي إن الاعمال الفنية التي تشجع النشء الصغير علي عدم الحياء. لا تعبر عنا. ولا عن مجتمعنا ولا مشكلاته. ولا بيوتنا ولا بلادنا.. فهؤلاء الناس يعيشون في أبراج عاجية ويعبرون عن مشاكلهم. وليس الشعب الذي هو غير ما يصورونه. ولذلك هم لا يعبرون عنه. ولا عن أحلامه. ولا يشعرون بآلامه. أضاف أن ترك الحياء هو بوابة الجرائم والفحش ومن أقوي أسباب تفسخ المجتمعات.. فالحضارة الغربية مع اعترافنا لها بالتقدم والرقي إلا أنها في طريقها للضعف» لأنهم تخلوا عن الحياء في مجتمعاتهم. فالبنت التي تتجاوز السابعة عشرة من عمرها. ولا تعيش الحرية المعروفة عندهم يذهبوا بها إلي طبيب نفسي لكي يعالجها من الحياء.. موضحا أن ترك الحياء وانعدامه تسبب في حدوث جريمة "التحرش". التي هزت المجتمع من أعماقه. وأن هؤلاء الذين اقترفوا هذه الجرائم والفواحش. لو كان في وجوههم ذرة من حياء. ما استطاعوا ان يقدموا علي هذه الفعلة الشنيعة. أشار إلي أن الحياء فطرة في الانسان. فالطفل- مثلا- وهو في سن أربع سنوات. لو رفع له ثوبه استحيا من ان تنكشف عورته أو تجده يقاوم. وهو في هذه السن لا يعرف شيئا عن الدين أو الحلال والحرام. وانما يتعامل بفطرة الحياء التي هي أسبق فيه من الشعور بالدين. أضاف أن الحياء من الأخلاق الحميدة. ومن عظمته أن الله تعالي اتصف به. فالنبي- صلي الله عليه وسلم- كان يقول: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا ليس فيهما شيئا".. مشيرا إلي أن حياء قرين الايمان. قرن بينهما النبي- صلي الله عليه وسلم- في قوله: "الحياء والإيمان قرناء جميعا. فاذا رفع أحدهما رفع الآخر" وهذا ما نراه واقعا في حياتنا العامة. حيث تجد بضاعة منعدمي الحياء. من الايمان والتقوي والدين. رقيقة وقليلة وتافهة جدا. بخلاف من يستحيي من الله. بل بعض الناس يستحي من الملائكة التي لا يراها.و أوضح أن الحياء هو حالة تعتري الانسان السوي الذي لم تتشوه فطرته حينما يخشي من لوم الآخرين عليه في فعل. أو قول. وهو خلق يبعث علي فعل الحسن وترك القبيح. وذلك أن هناك تغيرات نفسية داخلية وخارجية تمنع الانسان من فعل القبيح أو قوله حين يريد الاقدام عليه. وتدفعه دائما إلي فعل الشيء الحسن. وهذا ما يتوافق مع فطرة الانسان التي جبل عليها. إلا أن الكثيرين الذين يخرجون علي هذا الخلق أو هذه الطبيعة أو هذه الفطرة. يريدون للناس أن يتخلوا عن حيائهم. وأن يأتوا من الأفعال ما قد تستحي منه الحيوانات. ومع ذلك لا يجدون حرجا أو بأسا في أن يفعلوا مثل هذه الأفعال.