توافد المئات من أنصار الطرق الصوفية ومريدي آل البيت علي مسجد المرسي أبوالعباس بالاسكندرية من مختلف المحافظات للاحتفال بالذكري السنوية بإقامة شوادر الانشاد الديني وخيام المبيت بمحيط المسجد والضريح وهناك من جاء للدعاء ومن جاء لحضور مجالس الذكر والانشاد الديني بالاضافة إلي وجود عدد من القادرين الذين يقومون بطهي الأطعمة وإقامة الولائم لزوار المولد ومريدي آل البيت وهناك من جاء باحثاً عن رزقه وقوت يوم أطفاله وسط زحام المولد سواء من خلال تأجير المراجيح أو الألعاب النارية أو بيع التسالي. يختلف نهار يوم المولد عن ليله فنجد خلال ساعات النهار قيام مريدي المولد من الشباب باستغلال الفرصة في قضاء أيام المصيف مجاناً من خلال النزول للبحر وقضاء أغلب ساعات النهار به. بينما يفضل كبار السن والنساء الجلوس داخل الخيام. ومع بداية غروب الشمس وإضاءة زينات المولد المبهجة تبدأ الاحتفالات من خلال بداية إقبال الأسر والأطفال علي المراجيح وعربات بيع التسالي بالإضافة إلي بدء مجالس الذكر والإنشاد الديني التي تقام داخل الشوارد والسرادقات المقامة بحرم المسجد وقيام مجموعات من الرجال تطوف حول المسجد في قوافل مصطفة. وخلف المسجد تجد ساحة بها عدد كبير من المراجيح والألعاب النارية وعلي كل منها تجد النساء والأطفال يلتفون حولها في جو من البهجة والسعادة المرسومة علي وجوه الجميع. قامت "المساء" بمعايشة يوم كامل من أيام المولد مع مريدي آل البيت والعاملين بمولد المرسي أبوالعباس. تقول سعاد أبوخطوة جئت من الفيوم بعد أن فقدت الأمل في شفاء ابنتي الوحيدة التي لا تتجاوز الثانية عشر من عمرها والتي ولدت ضريرة عقب وفاة والدها. أضافت أنها جاءت إلي المولد بعد نصيحة أحد شيوخ بلدتها بالدعاء لله بشفاء ابنتها أمام ضريح المرسي أبوالعباس يومياً لمدة 7 ليال متواصلة وهم فترة إقامة المولد مؤكدة بأنها علي يقين بأن الله لن يخزلها وأن دعاءها سيكون سبباً في بصر ابنتها. وعلي بعد عدة أمتار من خيمة سعاد وجدنا خيمة كبيرة وبها وابور جاز وبجواره مجموعة من الحلل الكبيرة ويجلس بها ما يقرب من سبعة أفراد علي حصيرة بسيطة كان بينهم الحاج عبدالمقصود فريد 67 سنة الذي قال إنني جئت لخدمة أهل الله وأقوم يومياً بشراء وطهي المأكولات والمشروعات لتوزيعها علي مريدي آل البيت. ومن المشاهد اللافتة للنظر هو قيام الحاج ياسر مرزوق 66 سنة بتثبيت صورة للرئيس عبدالفتاح السيسي أعلي مدخل الخيمة الخاصة به وقال انه جاء من بني سويف لقضاء أيام المولد وحضور مجالس الذكر وداخل احدي الخيام القريبة من الضريح كان يجلس الشيخ عبدالله محمود ويرتدي جلباباً أخضر وعمامة بيضاء ويحمل بين يده مسبحة خضراء طويلة أكد أنه يعمل بمهنة التطويف ويقتصر عمله علي التنقل بين المحافظات لحضور الموالد وتنظيف الأضرحة. تقول ياسمين محمد ياقوت صاحبة مراجيح بالمولد ان المولد هذا العام يلقي إقبالاً ملحوظاً عن العام الماضي حيث كانت الأسر تخشي الذهاب للموالد بسبب رفض جماعة الإخوان مشيرة إلي انها تعاني من ملاحقة حملات الازالة المستمرة بامحافظات والتي تهدد مستقبلها ومستقبل أطفالها بكونها لا تملك سوي مرجيحة تقوم باستئجارها لتوفير قوت أطفالها الثلاثة. قالت منال محمد ربيع أنا من محبي زيارة الموالد بالمحافظات وأنها جاءت من أسوان لحضور مولد المرسي أبوالعباس مؤكدة ان المولد يشهد تواجداً كثيفاً لرجال الأمن به مما قلل من عمليات السرقة والنهب داخل المولد والتيكان يقوم به بعض البلطجية خلال السنوات السابقة.