عندما فجرنا الأسبوع قبل الماضي في نفس المكان الكارثة التي شهدها مطار طابا حين اكتشفت السلطات وجود إشعاع في أجزاء من جسمي طائرتين أثناء الإفراج عنها علي أساس أنها رسالة قادمة من الخارج لحساب تاجرين من قليوب ثم تبين بعد ذلك أنها أجزاء من جسم طائرتين تركتها الشركة الأردنية ¢ رام إير¢ ضمن 6 طائرات مهملة منذ عدة سنوات بمطار طابا.. كنت أتخيل أنها مجرد ¢سبوبة¢ لبعض العاملين والمسئولين بالمطار .. لكن اكتشاف وجود إشعاع كان بداية الخيط لكشف قضية خطيرة جدا جدا بل كارثة بكل المقاييس ..وليتكشف بجلاء حجم الفساد المستشري في قطاع الطيران المدني والذي زاد بشكل غير مسبوق بعد ثورة 25 يناير 2011 بسبب استغلال المافيا للتغييرات الكثيرة جدا والمتلاحقة في وزراء وقيادات ورؤساء الشركات والجهات التابعة لها.. وهذه كارثة أخري سنناقشها في وقت لاحق. عودة إلي كارثة طابا.. فبعد اكتشاف الإشعاع في أجزاء الطائرتين أثناء خروجها من مطار طابا علي أساس أنها رسالة مستوردة من الخارج .. واكتشاف أنها أجزاء لطائرتين ضمن 6 طائرات تركتها شركة ¢رام إير¢ الأردنية مهملة منذ عدة سنوات ولم تقم بشطبها من سجلات الطيران المدني في عدد من الدول حتي الآن .. تم تكليف هيئة الطاقة الذرية بالكشف علي هذه الطائرات حيث كانت المفاجأة بعثور فريق الهيئة علي 41 قطعة يورانيوم مستنفد ¢نفايات¢ في أجزاء متفرقة من الطائرات الستة وهو ما يعني استخدامها في نقل النفايات .. وبالطبع يجري حاليا البحث عن خطوط سير هذه الطائرات والمدن والعواصم التي قامت برحلات بينها وأتوقع اكتشاف قضية دولية كبيرة بنقل نفايات من دول لدفنها في أخري. أما علي الجانب الآخر والذي يخص مافيا الطيران فقد تكشفت خيوط كثيرة منذ قيام الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني بإحالة الموضوع إلي الجهات الرقابية للتحقيق .. وأيضا قيام الدكتور محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية بالتحقيق في الواقعة داخل الشركة المصرية للمطارات .. وهو ¢د. محمود عصمت¢ الذي كشف أن الرسالة التي تحتوي علي أجزاء من هياكل طائرات غير مستوردة من الخارج وأنها من طائرتين تم تقطيعهما داخل مطار طابا. كشفت التحقيقات أن هناك عقد اتفاق موقعا بين الشركة المالكة للطائرات وبين تاجري خردة من قليوب علي تقطيع وشراء الطائرتين.. واكتشاف عقد اتفاق آخر بين الشركة المالكة للطائرات والتاجرين علي قيامهما بتسديد مديونية الشركة الأردنية للشركة المصرية للمطارات ¢حوالي مليون جنيه و24 ألف دولار¢ مقابل إيواء الطائرات بمطار طابا.. أما المهزلة الكبري اكتشاف عقد اتفاق موقع في شهر أكتوبر 2011 بين الشركة المصرية للمطارات وتاجري الخردة يتضمن التزام التاجرين بتسديد مديونية الشركة الأردنية للشركة المصرية للمطارات بعد 3 شهور من توقيع العقد .. وبالفعل قام التاجران بتسديد المديونية لشركة المطارات طبقا للعقد المبرم بينهما والذي يكشف بوضوح مشاركة الشركة المصرية للمطارات فيما أعتبره قضية فساد بكل المقاييس. أما المستند الأكثر إثارة وتشويقا الذي اكتشفه د. محمود عصمت والذي يوضح مدي حرفة ¢تستيف¢ الأوراق.. أنه عندما طلبت الجهات السيادية من الشركة المصرية للمطارات التحفظ علي الطائرات بعد اكتشاف أجزاء اليورانيوم المستنفد في أجسامها.. تم إرسال خطاب إلي رئيس مطار طابا موقع من رؤساء قطاعات¢ المطارات والمالي والقانوني والتجاري ¢بشركة المطارات يطالبونه بوقف الإفراج عن رسالة هياكل الطائرات المستوردة وفي حالة الكشف عليها يتعين وجود خبير إشعاعي وأن هذا الخطاب لا يعد مستندا لخروج البضاعة من المطار.. وكأنهم لا يعلمون أنه تم تقطيع الطائرتين وإخراج 5 محركات من المطار واكتشاف المواد المشعة في باقي الأجزاء.. وكأن السادة الأفاضل رؤساء القطاعات ¢المطارات والقانوني والمالي والتجاري ¢لا يعلمون شيئاً عن عقد الاتفاق الذي وقعته شركة المطارات مع تاجري الخردة لإلزامه بتسديد مديونية الشركة الأردنية مقابل إيواء الطائرات!.. وكأن السادة الأفاضل رؤساء القطاعات لا يعلمون شيئا عن قيام التاجرين بتنفيذ العقد وتسديد المبالغ المستحقة بما يعني أن الفلوس دخلت خزائن شركة المطارات أو تم إضافتها في حساباتها بالبنوك مرتدية ¢طاقية الإخفاء¢!. يا سادة إن هذه الكارثة تؤكد أن الطيران المدني يسبح فوق برك من الفساد.. وأن الطيار حسام كمال ود. محمود عصمت قد دخلا عش الدبابير بسبب عزمهما علي تطهير القطاع من هذا الفساد. فهل تساندهما الدولة في معركة التطهير.. أم ينجح أعضاء المافيا بالصوت العالي في إزاحتهما عن المشهد؟! وعمار يامصر!